بعد غياب سنوات عن التمثيل يعود هيثم أحمد زكى بقوة فى مسلسل دوران شبرا وبدور فاجأ الكثيرين حيث يجسد شخصية شاب فقير ارتكب مخالفات قانونية سجن بسببها وبعد خروجه من السجن يعود لزوجته وأهله بشبرا ويعيش فوق السطوح، محاولا أن يبدأ حياته من جديد بعيدا عن أى انحراف أخلاقى.. شكل هيثم وأداؤه اعتبره البعض نقلة مفاجئة فى مستواه الفنى واختياراته
■ ما سر اختفائك المفاجئ بعد ظهورك المفاجئ فى فيلمى «حليم» و«البلياتشو»؟
ـ أهم أسباب اختفائى أن الناس تحاسبنى لأنى ابن أحمد زكى.. ولا يتعاملون معى كممثل مبتدئ من المحتمل أن يخفق أو يصيب.. ولهذا شعرت بمسؤولية كبيرة وحساب عسير أتعرض له وأكبر من طاقتى واحتمالى ففضلت الابتعاد.. لأن الناس تريد منى تمثيلاً فى مستوى أحمد زكى وهذا مستحيل.. لذلك وضعت خطة لحياتى فقررت استكمال دراستى حتى حصلت على بكالوريوس التجارة.. وبدأت فى الاستعداد للتمثيل بتروٍ فدرست فى بعض ورش التمثيل وتدربت بشكل أكبر لأكون أكثر استعدادا فى التمثيل حتى عرض على المخرج خالد الحجر دور ناصر وكنت قبله صورت بعض مشاهدى فى فيلم «كف القمرى مع المخرج خالد يوسف.
■ أشاد بك البعض بسبب أدائك فى مسلسل «دوران شبرا» وقالوا إنك ممثل جيد بروح أحمد زكى خاصة فى فيلم «الهروب»؟
ـ يسعدنى جدا أن يقول الناس إنى روح أحمد زكى ولكن بذات أخرى لأنه كان ينصحنى دائما بكلمة ابحث عن ذاتك ولا تكن نسخة من أحد حتى لو كنت أنا، لذلك أنا أتعلم من أحمد زكى وأشاهد أفلامه وأعشق مدرسته لكنى لا أقلده أو أحاول أن أصبح نسخته لأنه أكبر من أن يقلده أى شخص حتى لو كان ابنه.
■ يقال إن «دوران شبرا» أنصفك فنيا بعد أن هاجمك الكثير من النقاد بعد فيلم «البلياتشو»؟
ـ الحمد لله أن «دوران شبرا» أنصفنى فقد كنت بالفعل فى حالة نفسية سيئة بسبب الإخفاق الشديد الذى حدث فى هذا الفيلم وأعترف بأننى لم أكن موفقا على الإطلاق وكان من الطبيعى أن أتعرض لنقد لاذع لأنى لم أكن مستعدا بشكل كاف للفيلم ولم تكن عناصره مكتملة كما كنت غير مدرك بشكل كامل للصحافة والإعلام.. وكنت فى أعقاب وفاة والدى بالإضافة لعدم وجود الخبرة المناسبة أو الدراسة فى التمثيل فى هذا الوقت لذلك ظهرت بمستوى سيئ جدا فقد تعلمت التمثيل وأنا أمارسه بالفعل فى الأعمال.. وكنت أعرف عيوبى جيدا لذلك صممت ألا أعود إلا بعد أن أكون جاهزا للفن.
■ ناصر.. شاب معدم وذو لحية وقريب من الإخوان المسلمين.. ما الذى جذبك فى هذا الدور لتراهن عليه كأول بطولة لك فى التليفزيون؟
ـ شخصية ناصر مستفزة لأى ممثل وفى الحقيقة استغربت جدا أن أجد خالد الحجر والمنتج جابى خورى يختارانى أنا فى هذا الدور البعيد تماما عن شخصيتى ويراهنان على فى دور شاب متزوج وخارج من السجن ويطلق لحيته وشخصيته مركبة وفقير.. كل هذا استفزنى جدا وأسعدنى فى الوقت نفسه ومنحنى ثقة وإحساساً بالمسؤولية.. بالإضافة إلى أننى كنت «جعان تمثيل» ولهذا جاء الدور والمسلسل بشكل جيد وتلقيت مكالمات وآراء كثيرة فى صالح المسلسل.. وبمناسبة اللحية فالدور لا علاقة له بالإخوان المسلمين ولا ينتمى لتلك الجماعات لكن داخل السجن تعرف ناصر على بعض أعضاء من الجماعة وحاولوا مساعدته لكن هذا لا يعنى أنه سينتمى لهم.
■ ألم تجد صعوبات فى تجسيد شخصية مهلهلة شكليا خاصة أنك ظهرت كممثل فى دور الجان أو البطل.. وما حقيقة إصابتك أكثر من مرة فى التصوير؟
ـ فكرة الممثل الجان الذى يظهر طوال الوقت لامعا ومنمقا تم تحطيمها على يد أحمد زكى.. وأى جان يتخلى عن وسامته ويدخل فى الدور ينجح أكثر ويعيش أكثر وهذه هى مدرسة أحمد زكى كما أننى مؤمن بقاعدة ذهبية فى التمثيل وهى أن الأدوار الشعبية هى دائما وأبدا الأقرب إلى الناس وهى العملة الرائجة التى لا تبطل.. وكل النجوم الكبار لم يصلوا الى النجومية إلا من خلال التوحد مع الناس البسطاء الشعبيين لأن هؤلاء هم من يستحقون أن نقترب منهم لأنهم المصريون الحقيقيون.. أما حكاية الصعوبات فلم تكن هناك أى مشكلة فى النصوير سوى أيام الثورة عندما توقفنا مثل كل المسلسلات والأعمال ثم توفى خالى هشام وأثر ذلك فى نفسيتى كثيرا خاصة أننى كنت ملتزماً بالتصوير وذهبت بالفعل وأنا محطم نفسيا.. وتعرضت للتسمم ذات مرة ونقلت للمستشفى.
■ رفضت العمل مع عادل إمام فى مسلسل «فرقة ناجى عطا الله» وفضلت العمل مع نجوم شباب.. فما السبب وهل هناك تحفظ فى تعاملك مع النجوم الكبار؟
ـ أولا أنا لم أرفض العمل مع عادل إمام ولم يتصل بى أى شخص ليرشحنى أو يطلبنى للمسلسل وربما حاولوا وكنت فى تلك الفترة غير متواجد فى مصر لكن لم يحدث عرض مباشر منهم أو رفض منى ويجب توضيح هذه النقطة جيدا.. ولا أتحفظ كما يقال على العمل مع أى نجم كبير بالعكس هذا شىء مشرف جدا لكن لابد أن يكون لى دور جيد ومن الصعب فى مسلسلات النجوم الكبار أن أجد دوراً فى أهمية ومساحة وقوة دورى فى «دوران شبرا» وهذا الدور أستطيع أن أقول «إنى عملته لمزاجى لا عشان فلوس ولا أى حاجة» ومع احترامى للجميع فالعمل الجيد يفرض نفسه بغض النظر عن أسماء النجم السينمائى أو التليفزيونى وهذا اتضح العام الماضى من مسلسلات «الحارة» و«أهل كايرو» و«الجماعة» وكلها أقرب للبطولات الجماعية من فكرة النجم البطل الوحيد..