حرب إعلامية متبادلة بسبب «النفط السعودي»: «مزارات الشيعة» أمام «وقف الإعانات»

كتب: باهي حسن الأربعاء 12-10-2016 13:41

«العرب لن يتحملوا خسارة مصر»، و«مصر لن تركع»، و«السعودية لا تطيق موقف مستقل للقاهرة»، عبارات أعلنها مقدمو برامج «التوك شو» في مصر، أمس الثلاثاء، ردًا على «وقف السعودية إمداد مصر بالبترول»، في الوقت الذي دشن سعوديون فيه هاشتاج «#مصر_تصوت_لصالح_المشروع _الروسي» حمل عبارات مناهضة للحكومة المصرية، وانتقد عدد من الإعلاميين السعوديين القرار المصري، وطالب عدد منهم بمنع إمداد مصر بـ«الإعانات».

وكانت شركة أرامكو السعودية أوقفت شحنة البترول الخاصة بمصر لشهر أكتوبر برغم وجود تعاقد على توريد 700 ألف طن شهريًا بدء في مايو الماضي دون إبداء أسباب، لكن المتحدث باسم وزارة البترول أكد أن الإيقاف سيكون لمدة شهر واحد.

وأطلق الإعلامي أحمد موسى، عبر برنامجه «على مسؤوليتي» على قناة «صدى البلد»، هاشتاج «مصر _لن _تركع»، وقال «موسى»: «محدش مداين مصر.. مصر اللي ليها عند كل الناس ومحدش يلوي دراعنا.. بس إحنا فاكرين اللي وقف معانا في وقت الشدائد.. إحنا عندنا أصل مش ناكرين الجميل ولكن على من يحب مصر لا يضغط عليها ويعلم أننا لا نركع».

وانتقد وائل الإبراشي، مندوب المملكة العربية السعودية في الأمم المتحدة، عبداللع المعلمي، وتصريحه حول موقف مصر الذي دعم مشروعي القرار الروسي والفرنسي حول سوريا، وقال الإبراشي في برنامجه الذي يبث على قناة دريم: «الموقف المصري مستقل، السعودية تأخذ مواقفها لكن لا يجب أن يزايد أحد بالادعاء أن السنغال انحازت للقضية العربية أكثر من مصر مثل ما قاله مندوب السعودية».

وتابع: «من قال إن المنحاز لجماعة فتح الشام الإرهابية (جبهة النصرة سابقا) يمكن أن يعبر عن الشعب السوري، كونك فشلت حتى الآن في فرز فصائل المعارضة وأنقيها وأبعد المعتدل عن الجماعات الإرهابية، بالتأكيد هذه قضية معقدة، يعني أنت لن تنتصر للإرهابيين في النهاية.. موقف مصر واضح ومصر تبني موقفها من معلوماتها ومن رؤيتها ومن استقلالها الوطني».

وقال إبراهيم عيسى، في برنامجه على قناة «القاهرة والناس»، إن المملكة العربية السعودية لا تطيق موقفًا سياديًا مستقلا لمصر، وتسعى لأن يكون موقف القاهرة متماشيا مع موقف الرياض على حد تعبيره، وأضاف أن السعودية لا تطيق موقفا مستقلا وبالتأكيد موقفا قياديا لمصر، ما تريده هو أن الموقف أو القرار المصري يكون ملحقا للقرار السعودي وهذا ما نراه منذ 30 سنة أو أكثر».

وتابع قائلا: «رأينا كيف كانت مصر تتخلى عن دورها القيادي في الوطن العربي ورأينا مصر ترضى الدنية في عروبيتها، وكما تخلت مصر عن قيادتها الدينية وصارت تمشي مغمية العينيين منساقة القدميين خلف السلفية الوهابية وكيف اخترقت الوهابية العقل المصري».

أما الإعلامي سيد على عبر برنامجه على قناة «العاصمة»، قال إن «العرب لن يستطيعوا خسارة مصر، ولن يتحملوا تبعات القطيعة مع القاهرة»، بحسب قوله.

فيما حذر الدكتور نادر نور الدين، مستشار وزير الزراعة الأسبق، من استمرار ما أسماه «تطاول الإعلام السعودي على مصر»، وقال عبر صفحته على «فيس بوك»: «لو استمروا في هذا التطاول ،،،،، فقط سنسمح للسياحة الايرانية العاشقة لمزارات اهل البيت ولن يأتي الينا اقل من ١٠ مليون سائح ايراني بالإضافة إلى تبادل تجاري كبير».

على الجانب الآخر، قال الإعلامي السعودي محمد آل الشيخ، إنه أخطأ في اعتقاده بأن الرئيس عبدالفتاح السيسي، سيتمكن من إنقاذ مصر، وقال في تغريدة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، تويتر، حيث قال: «كم كنت مخطئا حينما اعتقدت أن السيسي سينقذ مصر من الانهيار»، مضيفا: «نقدي للسيسي لا يعني اطلاقا انني مع جماعة الإخوان فأنا ضد الاخوان لأنهم حركة سياسية اممية تسعى إلى هدم وطني لإقامة دولة الامة على أنقاض الوطن».

فيما قال الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي، إن مصر لا ترى خطر الإيرانيين الذين يدخلون في صراع إقليمي محموم مع السعودية بتأييدهم لبشار الأسد في سوريا والحوثيين في اليمن، معتبرا أن «السعودية تسامحت مع الموقف المصري مرارا وتكرارا، مضيفًا: «أعتقد أن ما حدث في تصويت الأمم المتحدة هو القشة التي قسمت ظهر البعير».

وانتقد رئيس الديوان الملكي السعودي السابق خالد التويجري، بشكل قاس تصويت مصر لصالح مشروع القرار الروسي حول سوريا في مجلس الأمن، قائلا للرئيس عبدالفتاح السيسي: «أنسيتم مواقفنا معكم كأشقاء»، وقال مندوب المملكة العربية السعودية في الأمم المتحدة، عبدالله المعلمي، في تصريحات صحفية، كان من المؤلم أن يكون الموقف السنغالي والماليزي أقرب إلى الموقف التوافقي العربي من موقف المندوب العربي، هذا بطبيعة الحال كان مؤلما ولكن اعتقد أن السؤال يوجه إلى مندوب مصر.