هل هناك علاقة بين اضطرابات النوم وسرطان الثدي؟

كتب: الألمانية د.ب.أ الثلاثاء 11-10-2016 10:33

كان ولايزال موضوع جودة ومدة النوم عنواناً للكثير من الدراسات والأبحاث العلمية للعديد من المعالجين والأطباء، وخلال السنوات الماضية، لم يقتصر ارتباط اضطراب وقلة النوم على الإصابة بالسكتات الدماغية وأمراض القلب وداء السكري والسمنة فقط، بل أصبح مرتبطاً أيضاً بمرض السرطان.

وتتعدد اضطرابات النوم، وتتراوح أسبابها بين الإجهاد والمرض والعلاج بالأدوية والشيخوخة، كما ترتبط جودة النوم بالشفاء والوقاية من الكثير من الأمراض. ومن المهم أن ينال البالغون قسطاً من النوم لمدة 7- 8 ساعات كل ليلة من أجل تعزيز الصحة النفسية وتحسين أداء الجهاز المناعي للجسم.

على الصعيد البيولوجي، يمكن أن تتسبب قلة النوم في زيادة الالتهابات وتعطيل وظائف المناعة الطبيعية للجسم، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى زيادة فرص الإصابة بالسرطان، كما أن هرمون «الميلاتونين» الذي ينتج أثناء النوم قد تكون له خصائص مضادة للأكسدة تساعد على منع تلف الخلايا.

وقد يكون الحصول على النوم الجيد سلاحا مهما في المعركة ضد السرطان، حيث إن إفراز «الميلاتونين» أثناء النوم يُعد إشارة إلى التصدي لمرض السرطان.

ويمكن أن يزداد خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة أكبر من 60% لدى السيدات اللاتي يحصلن على نوم أقل من 6 ساعات يومياً، ويعتقد الباحثون أن أنواع النوم والاستيقاظ الطبيعي للإنسان هي الأكثر انسجاماً مع التواتر اليومي والساعة البيولوجية والعمليات الحيوية للجسم، ويتمثل التواتر اليومي أو الإيقاع اليومي للجسم في التعرض بالنهار لأشعة الشمس بالتناوب مع قضاء الليل في أوقات الظلام الدامس.

وتُعد دورة النوم والاستيقاظ الصحي في غاية الأهمية لإنتاج «الميلاتونين»، الذي يعمل بمثابة ساعة بيولوجية داخلية لتنظيم درجة حرارة الجسم ووظائف الغدد الصماء وعدد من عمليات الأمراض مثل النوبات القلبية والسكتة الدماغية والسرطان.

وقد تكون هناك علاقة بين سرطان الثدي واختلال دورات الهرمونات، وقد يؤدي «الميلاتونين»، الذي يتم إفرازه بشكل رئيسي ليلاً، إلى خفض إنتاج الجسم من الأستروجين.

ويعوق الحرمان من النوم إفراز «الميلاتونين»، ما يسمح بارتفاع مستويات الأستروجين في الجسم. ومن المعروف أن زيادة إنتاج الأستروجين تزيد من فرص الإصابة بسرطان الثدي، في كافة الاحتمالات، وقد تتعرض النساء لخطر سرطان الثدي في حالة الحرمان المزمن من النوم، كما أن السيدات بعد انقطاع الطمث من اللاتي ينمن عدد ساعات أقل، يزداد لديهن خطر الإصابة بسرطان الثدي.

وفي إطار التأكد من صحة تلك الحقائق، يقول الدكتور رشاد إبراهيم، المدير الطبي لمركز نوم لندن بدبي: «هناك أدلة متزايدة على أن تحسين جودة النوم لمرضى السرطان من الممكن أن يحسن جودة حياتهم على المدى الطويل، وكذلك أثبتت الدراسات والتجارب أن ذلك يزيد من معدلات بقائهم على قيد الحياة ويعزز استجابتهم للعلاج، من خلال تحسين جودة ومدة النوم، ويمكننا تقليل حدوث الاكتئاب لمرضى السرطان وتحسين جودة حياتهم والارتقاء بها نحو الأفضل».