اعتبرت منظمة «هيومان رايتس فيرست» الأمريكية أن مصر هى المثال النموذجى لفشل الإدارة الأمريكية فى تنفيذ سياسات لتحقيق الديمقراطية فى المنطقة. وأوضحت، فى تقريرالاثنين أعده مستشار السياسة الدولية بالمنظمة نيل هيكس، أن استمرار الاستبداد فى مصر يؤكد دعم أمريكا غير المحدود للنظام المصرى، فضلاً عن تغاضيها عن الممارسات غير الديمقراطية والتعسفية من قِبَل هذا النظام.
ووصفت المنظمة الحكومة المصرية بـ«غير الديمقراطية والفاسدة والمتعسفة» وقالت: التغيير قادم إلى مصر، ولكن السؤال الآن: هل تتمكن أمريكا من مساعدة مصر للمضى قدماً نحو الإصلاحات اللازمة، أم ستستمر فى دعم الحكم السلطوى بها؟. فى المقابل، وصفت المنظمة المجتمع المصرى بأنه «مثقف وطموح ولن يقبل أن يحكمه نظام أهدر شرعيته السياسية».
فى سياق متصل، قالت مجلة «فورين بوليسى جورنال» الأمريكية إن مصر محرومة حتى الآن من انتقال ديمقراطى حقيقى للسلطة، مضيفة أن هيمنة الحزب الوطنى الديمقراطى على البرلمان «مؤشر صارخ» على رجوع البلاد لحكم الحزب الواحد، منتقدة عدم محاولة النظام الحفاظ على واجهة المنافسة حتى وإن كانت خادعة.
وأضافت المجلة، فى تقرير تحليلى الأربعاء بعنوان «مصر: جنازة الديمقراطية»، أن النظام روض بعض أحزاب المعارضة المشاركة فى الانتخابات، بناء على اتفاق ضمنى يسمح لها بدخول البرلمان، الأمر الذى مكن النظام من استبدال نواب الإخوان المسلمين بأعضاء موالين له من أحزاب المعارضة. واعتبرت المجلة أن نتائج الانتخابات الأخيرة بمثابة «نعى» لأى تطلعات للانتقال الديمقراطى، ونكسة خطيرة للديمقراطية، وستؤدى إلى عاقبتين وخيمتين، الأولى: السماح للحزب الحاكم بتعزيز مرشحيه للانتخابات الرئاسية، والثانية: ضعف مصداقية أى انتخابات فى مصر فى المستقبل.
قال ماجد بطرس، أستاذ العلوم السياسية فى جامعة حلوان، عضو أمانة السياسات فى الحزب الوطنى الديمقراطى، فى مقال أمس على الموقع الإلكترونى لهيئة الإذاعة البريطانية «بى. بى. سى»، إن مصر تمر بمرحلة انتقالية فى تاريخها السياسى، وإنه تمنى تمثيلا أوسع للمعارضة العلمانية فى البرلمان الجديد، مشيرا إلى أن فوز الحزب الوطنى الساحق فى الانتخابات الأخيرة أثار أسئلة لا تعد ولا تحصى حول النظام السياسى فى البلاد.