الدكتور مصطفى السيد: تجارب جديدة على جزيئات الذهب لعلاج السرطان

كتب: أ.ش.أ الأربعاء 22-12-2010 14:38

دعا العالم الفيزيائي المصري، الدكتور مصطفى السيد، الدول العربية للاستثمار في مجالات البحث العلمي المختلفة لإيجاد مصادر أخرى للطاقة وعدم الاعتماد على البترول وحده؛ لأنه من الطاقات التي ستنضب خلال السنوات المقبلة.

وشدد العالم المصري، في المحاضرة، التي ألقاها الأربعاء بالمركز القومي للبحوث حول «علاج السرطان بجزيئات الذهب النانومترية»، على ضرورة دراسة خواص المواد المختلفة الموجودة في البيئة بتأنٍ ودقة، إذ يمكن من خلال هذه الدراسة المتفحصة أن نكتشف عددا من الخواص الجديدة حال تحويل هذه المواد إلى جزيئات النانو متناهية الصغر.

وأكد أهمية علم «النانو تكنولوجي» وتطبيقاته على الساحة الدولية، موضحًا أن النانو هي تكنولوجيا تقوم على أشياء صغيرة ومتناهية الصغر، وعلم يعتمد على خواص المواد ويعطي مواد جديدة لا عدد لها من مواد صغيرة.

وأشار إلى أن عدد الصناعات المعتمدة على تكنولوجيا النانو زادت خلال العامين الماضيين بنسبة 300 %، ومن المتوقع أن تصل الاستثمارات في هذه الصناعة خلال عام 2015 إلى 2.3 تريليون دولار.

ولفت العالم الكبير، رئيس كرسى «يوليوس براون» بمعهد جورجيا للعلوم والتكنولوجيا بالولايات المتحدة والحاصل على قلادة العلوم الوطنية الأمريكية، إلى أنه عندما يتم اكتشاف مادة جديدة في دولة ما، تنتعش الحياة الاقتصادية بها؛ لأنها تخلق مواد جديدة ويكون من حق الدولة تحديد سعر هذه المواد، كما أنها تخلق صناعات جديدة وتوفر الآلاف من فرص العمل وتحصل الدولة من ورائها على الضرائب.

وقال العالم المصري: «يتم حاليا إجراء التجارب العلمية على خاصية جديدة لجزيئات الذهب النانومترية، حيث تم الاكتشاف أنها تعمل على وقف الانقسام الخلوي للخلايا السرطانية، وتعمل على إعادة اندماج الخلايا المنقسمة، مما يجعل الخلية الواحدة تموت تلقائيا بعد اجتماع نواتين فيها»، مؤكدًا أن العلاج بتلك الجزيئات أفضل كثيرًا لأنه يتم دون جراحة، مما يجنب المريض التعرض لأي بكتيريا أو ميكروبات، والتي أصبحت تنتشر بشدة في جميع مستشفيات العالم.

وأضاف العالم المصري: «يتم حاليا استكمال التجارب على استخدام جزيئات الذهب للتشخيص المبكر للخلية المريضة داخل الجسم، حيث أن خلية السرطان تنتج بروتينات أكثر من الخلية العادية، وعند وضع قطع الذهب تتراكم عليها وتدخل فيها، وبمجرد تسليط الضوء عليها تصبح ظاهرة للطبيب المعالج، كما أنها تعمل على تركيز الأشعة الضوئية وكل الحرارة المتولدة عنها في التخلص وتدمير الخلايا السرطانية، وبالتالي القضاء على السرطان في الجسم بنسبة 100%».

وذكر أن الضوء المستخدم هو ليزر خفيف، ويسلط لمدة 10 دقائق لتمتصه جزيئات الذهب، وتعمل تلك الحرارة المتولدة عن امتصاص الذهب للضوء على انصهار الخلية والقضاء عليها تمامًا، مؤكدًا أن علاج السرطان باستخدام جزيئات الذهب النانومترية يعطي بارقة أمل لمرضى الأورام، حيث سيغني عن علاجهم بالجراحة أو باستخدام العلاج الكيماوي.

وأكد العالم المصري الذي يحمل الجنسية الأمريكية أن حكومة الولايات المتحدة تولي البحث العلمي أهمية كبيرة بالتعاون مع رجال الأعمال والصناعة للنهوض بالعملية البحثية في مصر، خاصة في مجال تكنولوجيا النانو، مشيرًا إلى أهمية التفاعل بين العلماء ورجال الصناعة لتلبية الاحتياجات خاصة في المجالات التكنولوجية الجديدة.

يشار إلى أن الدكتور مصطفى السيد تخرج من كلية العلوم بجامعة عين شمس دفعة 1953، وكان ترتيبه الأول، ويعتبر أول مصري وعربي يحصل على قلادة العلوم الوطنية الأمريكية التي تعتبر أعلى وسام أمريكي في العلوم، لإنجازاته في مجال النانو تكنولوجي وتطبيقه لهذه التكنولوجيا باستخدام مركبات الذهب الدقيقة في علاج مرض السرطان.