اعتبرت شبكة «سي إن إن» الإخبارية أن الميليشيات التابعة للجماعات الإسلامية «تشهد طفرة للعودة من جديد» في مصر، لافتة إلى ما يحدث في مدينة العريش التي أصبحت بعد الثورة معروفة بأشياء أخرى بعيدة عن السياحة، إذ صارت عنوانا للجماعات الجهادية التي تضغط على كل الأطراف لتكون مصر «دولة إسلامية».
وقالت إن المدينة الساحلية تتعرض لحملات «الجهاد» التي يشنها «التكفيريون» من آن لآخر، وهم مسلحون ويهاجمون أقسام الشرطة ويروعون المواطنين باسم الجهاد تحت راية الإسلام.
وأوضح اللواء صالح المصري، مدير أمن شمال سيناء للـ«سي إن إن»، أن جماعة التكفير والهجرة عادت لنشاطها أثناء الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك، وانضم إليهم عدد من الفلسطينيين، ويتم التحقيق مع البعض منهم الذين تم إلقاء القبض عليهم بواسطة النيابة العسكرية.
وشدد المصري على أنه لا وجود لتنظيم القاعدة في سيناء، «لكن التكفيريين موجودون بالآلاف»، مضيفا أن أعضاء الجماعات المتشددة منظمون ولم يعرف لهم «أميرا أو قائدا» حتى الآن، ورجح أن يكون قائدهم واحدا من الذين شملهم العفو أثناء الثورة وتم الإفراج عنهم.
من ناحية أخرى، أوضحت «سي إن إن» أن هناك منشورات توزع في العريش لإقامة «دولة إسلامية»، باسم «تنظيم القاعدة في شبه جزيرة سيناء»، وهو ما ينفي تصريحات اللواء صالح المصري. ولفتت إلى أن ملثمين وزعوها على الناس أثناء الاحتجاجات التي راح ضحيتها 7 أشخاص يوم الجمعة الماضي، كان منهم مدنيون ورجال شرطة وجنود من الجيش وفلسطيني واحد.
وأوضح مراسل الشبكة الإخبارية الأمريكية أنه وصل إلى شيوخ من الجماعة، بعدما أخذه رجال منها وهو ملثم في سيارة باتجاه شمال سيناء، وصرح اثنان منهم أنهما يريدان توضيح رسالة إلى الناس، وأكدا أن الجماعة لا تسعى لقتل المدنيين من النساء والأطفال، وأنها تحمل السلاح فقط للدفاع عن نفسها.
وأوضح أحدهم أنهم أرادوا توصيل رسالتهم عبر الإعلام الغربي، وليس إعلام الدولة. وأضافوا أن الحكومة عذبتهم واعتقلتهم وقتلت منهم الكثيرين بدم بارد خلال العقود الماضية، وأنهم يدينون للثورة بالحرية، لافتين إلى أنه يسعون لتطبيق الشريعة وإقامة دولة إسلامية لنشر الحق، على حد قولهم.
يشار إلى أن جماعة «التكفير والهجرة» تأسست في السبعينات على يد شكري مصطفى، كفصيل منشق عن جماعة الإخوان المسلمين، وتبنت «التكفير والهجرة» فلسفة الانعزال عن المجتمع ورفض الدولة المصرية، فيما وصفتها «سي إن إن» بأنها تتماس مع كثير من وجهات نظر «القاعدة»، وخاصة أيمن الظواهري زعيم التنظيم حاليا.