يأتى القرار الذى أصدره شريف فتحى، وزير الطيران المدنى، فى توقيته تماماً، حرصاً على مصلحة مصر الاقتصادية.
والذى ينص، بإيقاف إصدار تذاكر سفر تبدأ وتنتهى خارج جمهورية مصر العربية، ولا يتضمن خط سير الرحلة أى نقط داخل مصر، اعتباراً من ٥ أكتوبر ٢٠١٦ ولمدة عام.
وأوضح القرار أنه تلاحظ مؤخراً ازدياد كبير أعلى بكثير من المعدلات الطبيعية فى مبيعات بعض وكلاء السياحة لتذاكر سفر تبدأ وتنتهى خارج جمهورية مصر العربية ولخطوط سفر، لا تتضمن أى نقطة داخل مصر لتحقيق استفادة من فروق سعر صرف الدولار بين السعر الرسمى والسوق السوداء، مما يضر بالاقتصاد القومى.
فهذا القرار فى ظل أزمة الدولار وعدم حرص عدد من شركات السياحة على المصلحة العامة- سيمنع إصدار التذاكر التى تسمى «سوتو».
هذه التذاكر كانت تستغل وجود سعرين للدولار، وتحقق فرقاً كبيراً كمكسب لهذه الشركات، لدرجة أن إحدى الشركات باعت تذاكر العام الماضى بنحو 100 مليون جنيه، وأخرى بـ50 مليون جنيه.
كان بعض أصحاب الشركات يلجأون لقطع تذاكر لأفراد يقيمون فى دولة ما بالجنيه المصرى، وهذه التذاكر تكون من الدولة التى يقيم فيها هؤلاء الأفراد إلى دولة أخرى، دون أن يمر أصحاب التذاكر بمصر أو القاهرة إطلاقاً، وفى هذه الحالة يستفيدون بفرق سعر الدولار لأنه فى حالة قطع التذكرة من نفس البلد الأجنبى وبالدولار أو بأى عملة أخرى يكون سعرها أغلى كثيراً. من هنا، جاء قرار وزير الطيران المهم الذى قرر عدم قطع أى تذاكر بهذه الطريقة، واشترط أن تكون التذكرة أو الراكب بداية رحلته أو نهايتها القاهرة، وذلك حماية لملايين الدولارات التى تضيع على مصر.
وأوضح أن هذا تسبب فى حدوث ضغط على البنك المركزى لأن الشركات المتلاعبة كانت تحجز بالجنيه المصرى، وتطالب شركات الطيران بتحويل مستحقاتها بالدولار أو اليورو، موضحاً أنه شكل لجنة تحليل للمبيعات والبيانات، وقد رصدت كل التجاوزات، لافتاً إلى القرار لاقى ترحيبا من جميع المنظمات الدولية كالأياتا والإيكاو وبعض شركات الطيران والسياحة، والمؤسسات المالية.
من ناحية أخرى، تدخل وزير الطيران أيضاً فى حل أزمة أول رحلة طيران «شارتر»، حاملة 172 سائحاً ألمانياً، قادمة من مطار فرانكفورت على متن طائرة «إيركايرو» التى تعتبر الذراع الشارتر للشركة الوطنية مصر للطيران، بعدما رفضت شركة طيران صن إكسبريس على هذه الرحلة، ولكن فى الأيام الأخيرة انسحبت الشركة، بحجة أن هناك تحذيرا من السلطات الألمانية، بضرورة السفر على ارتفاع معين فوق سيناء.
هنا انفجرت المشكلة التى كادت تتسبب فى أزمة جديدة للسياحة المصرية، إذا تم الإعلان عن إلغاء الرحلة، لكن شريف فتحى، وزير الطيران المدنى، علم بالمشكلة، أجرى اتصالات فورية مع جمال الجزار، المدير الإقليمى لمصر للطيران فى ألمانيا، وياسر الرملى، رئيس شركة «إيركايرو»، واتفق معهم على أن تقوم «إيركايرو» بتحمل المسؤولية ونقل الركاب فوراً.