صحف القاهرة: مبارك مصاب بمتلازمة الغطرسة.. ومساعٍ حكومية لتأجيل مليونية الجمعة

كتب: عزة مغازي الأربعاء 10-08-2011 13:37

احتل تضارب مصير مليونية «في حب مصر» التي تنوي بعض التيارات والحركات والأحزاب تنظيمها الجمعة وسط مساعٍ حكومية لتأجيلها، وأحداث العنف المشتعلة في مدينة جرجا بمحافظة سوهاج، والتصريحات التي نقلت على لسان الرئيس السابق حسني مبارك، من أنه لم يهرب من مصر بعد أن أجبرته الثورة على التنحي لأنه يؤمن أنه لم يرتكب أخطاء يستحق عقابًا عليها، صدارة عناوين الصحف المصرية الصادر الأربعاء.

 

«في حب مصر»

وقالت «الأهرام» إن 56 حزبا وحركة تدرس تأجيل إفطار يوم الجمعة المقبل، والذي كان مقررا أن يعقب المليونية، إلى موعد آخر.

وأضافت الصحيفة فى تقريرها أن 70 طريقة صوفية رفضت المليونية واعتبرتها ضارة بالوطن، مضيفة أن بحث التأجيل يأتى استجابة لطلب عصام شرف رئيس الوزراء، ونائبه على السلمى، الذى اجتمع يوم الاثنين بالحركات والأحزاب والطرق الصوفية الداعية للمليونية.

ونقلت الصحيفة ذاتها عن أحمد دراج، القيادي في الجمعية الوطنية للتغيير، قوله إن الإفطار مازال قائما، إلا أن الجمعية تتواصل مع القوى الاخرى الداعية له لبحث تأجيله بناءً على طلب رئيس الوزراء.

من جانبها قالت «الأخبار» إن القوى السياسية تدرس تأجيل احتفالية الدولة المدنية حتى 19 أغسطس. ونقلت الصحيفة عن إيهاب عزيز، المتحدث الرسمى باسم «الاتحاد القبطى المصرى» قوله إن رئيس الوزراء أكد على الاعتراف بحق التظاهر السلمى وبأن ميدان التحرير هو رمز الثورة, واعدا بأن يشارك ممثلين عن الحكومة فى المليونية فى حال تأجيلها إلى 19 من أغسطس.

وقال عبد الجليل مصطفى، منسق الجمعية الوطنية للتغيير، فى تصريحات لـ«الأخبار» إن شرف أبدى تخوفه من نشوب مشادات بين الأطراف المشاركة فى المليونية، أو أن تتحول المليونية إلى إعتصام مفتوح وهو ما نفاه المنظمون.

«الشروق» وحدها اتجت عناوينها للتأكيد على تمسك بعض القوى السياسية والاجتماعية الداعية لمليونية «في حب مصر» بدعوتهم للمليونية، إذ قالت في أحد عناوين صفحتها الأولى «لا بديل عن التحرير»، بعد أن كانت الصحيفة انفردت منذ يومين بنشر تهديدات مصدر أمنى للداعين للمليونية بتطبيق قانون تجريم التظاهرات والاعتصامات على كل من يشارك فى المليونية المقبلة.

وقالت الصحيفة «48 ساعة تفصلنا عن يوم الجمعة ومازالت مليونية فى حب مصر تتأرجح بين القبول والرفض». ونقلت عن مصادر لم تحددها أن شرف والسلمى حاولا إقناع القوى الداعية للمليونية إلى نقلها إلى مكان آخر غير ميدان التحرير إلا أن القوى السياسية أعلنت تمسكها بالميدان كرمز للثورة وبحق التظاهر السلمى فيه.

ونقلت عن أحمد دراج القيادى بالوطنية للتغيير أن هدف القوى السياسية من الاجتماع مع شرف ونائبه كان لبحث سبل تضمن عدم المواجهة مع قوات الشرطة العسكرية أو الأمن المركزى المسيطرة حاليا على الميدان.

وقالت «الشروق» أيضا إن المجلس الأعلى للطرق الصوفية، الذى يواجه اتهامات بتبعيته للنظام السابق، ومطالبات بحله وإعادة تشكيله من قبل جبهة الإصلاح الصوفى، استنكر دعوة الشيخ علاء الدين أبو العزائم، شيخ الطريقة العزمية، لتنظيم المليونية، مهددا باتخاذ الإجراءات القانونية ضد منظمها. ونقلت الصحيفة نفى المجلس لتعرضه لأية ضغوط من المجلس الأعلى للقوات المسلحة.

 

جرجا تحترق

تفاوت اهتمام الصحف بمتابعة تطورات أحداث العنف في مدينة جرجا بمحافظة سوهاج منذ عدة أيام.

وقالت «الدستور» في أحد عناوينها الرئيسية «جرجا تشتعل.. الأهالى يقتحمون قسم الشرطة ويستولون على 400 قطعة سلاح». ونشرت الصحيفة صورة لحريق ضخم يعلوه عنوان يقول «تجدد الاشتباكات بجرجا فى جنازة الضحية الثالثة والجيش يحاصر المدينة وتوقف حركة القطارات».

وجاء فى تقرير مراسل «الدستور» فى سوهاج أن قرية الخلافية ونجوعها التابعة لبندر جرجا شهدت تجددا فى الاشتباكات يوم الثلاثاء خلال تشييع الضحية الثالثة أمام مسجد المحطة. حيث فوجئ المشيعون، حسب مراسل «الدستور»، بأهالى البندر يلقون عليهم زجاجات المولتوف أثناء أدائهم لصلاة الجنازة.

وقام أهالى بندر جرجا بإيقاف حركة القطارات بين الوجهين البحرى والقبلى الثلاثاء لمدة تسع ساعات، وإثر الإعتداء عليهم فى وجود قوات الأمن كما رصدت «الدستور» قام أهالى قرية الخلافية باقتحام قسم الشرطة والاستيلاءء على 400 قطعة سلاح سلحوا بها ذويهم مما ينذر بكارثة خلال الساعات القليلة المقبلة، حسبما توقعت الصحيفة.

وأضافت أن أهالى جرجا اعتدوا على الجنازة بعد قيام أهالى الخلافية ونجوعها باختطاف عدد من شبابهم والاعتداء عليهم، وتصوير تلك الوقائع بالفيديو.

أما «التحرير» قالت فى تغطيتها إن «الدم مستمر فى جرجا». وشرحت أن 3000 شخص قاموا يوم الثلاثاء باقتحام قسم شرطة جرجا للاستيلاء على الأسلحة والذخائر ثم فروا هاربين، بعد أن قامت قوات الأمن بإطلاق سراح 16 شخصا من المتهمين بإشعال الأحداث التى أدت إلى مصرع وإصابة 20 شخص، مما دفع الأهالى للتجمهر عند السكك الحديدية وقطع الطريق وقيام البعض الآخر بإحراق القسم والاستيلاء على الأسلحة الموجودة بداخله قبل اشعال النيران فيه.

من جانبها قالت «الوفد» إن القوات المسلحة حاصرت المدينة مع تصاعد الأحداث وأقامت حواجز على الطريق بين نجع عويس التابع لقرية الخلافية، وبندر جرجا لمنع تجدد الاشتباكات بين الطرفين.

وفي السياق نفسه، أوضحت «الشروق» أن مساعٍ قام بها المحافظ وضاح الحمزاوى لاحتواء الأزمة، إلا أنها لم تنجح فى التوصل إلى اتفاق، خاصة بعد إعلان وفاة الضحية الثالثة من بين أهالى الخلافية ثم الاعتداء على مشيعى جنازته.

ونقلت الصحيفة عن مصدر أمنى قوله إن عناصر بالمجلس الشعبى المحلى تنتمى للحزب الوطنى المنحل وقفت وراء إذكاء ما سمته الصحيفة بـ«فتنة جرجا»، من خلال نشر الشائعات والبلطجية بين الأهالى. وقال محافظ سوهاج أن هناك سعى واضح من قبل فلول النظام المنحل لتسييس الخلاف لإذكاء اشتعاله دون أن توضح الصحيفة أبعاد هذا التسييس.

«الأهرام» اكتفت بخبر صغير على صفحتها الأولى حول اقتحام مركز شرطة جرجا. أما «الأخبار» فلم تشر إلى الأحداث.

 

متلازمة مبارك

قالت «الأهرام» فى تقرير على صفحتها الأولى إن الرئيس المخلوع حسنى مبارك، والخاضع لمحكمة الجنايات بعد اتهامه بقتل متظاهرين سلميين واستغلال نفوذ وإهداء للمال العام، رد على سؤال مستقبليه بالمركز الطبى العالمى حول عدم هربه إلى خارج مصر كنظيره التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، بأنه لم يرتكب أية أخطاء لهذا اختار البقاء فى مصر.

ونقلت الصحيفة تعقيبا من أحمد عكاشة، أستاذ الطب النفسى، قال فيه إن مبارك سيظل ينكر ارتكابه لأية أخطاء نظرا لأنه يعانى «متلازمة الغطرسة» لبقائه الطويل فى موقع السلطة المطلقة.

كما نقلت الصحيفة ذاتها عن الخبير العسكرى حسام سويلم قوله إن هذا التصريح من مبارك ينفى ما يتردد حول وجود صفقات بينه وبين المجلس الأعلى للقوات المسلحة بعدم محاكمته.