«الخارجية»: العراق يحتاج العرب لإحداث توازن مع القوى «غير العربية»

كتب: جمعة حمد الله الثلاثاء 21-12-2010 12:59

أكد دبلوماسي مصري أن العراق يحتاج المساندة العربية فى هذه المرحلة لإحداث التوازن أمام القوى الأخرى غير العربية الموجودة به.

وأوضح السفير محمد قاسم، مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية، أن قرارات مجلس الأمن الأخيرة الخاصة بخروج العراق من تحت طائلة الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وإلغاء برنامج النفط مقابل الغذاء تمثل مرحلة جديدة للعراق تضعها على الطريق الصحيح، وتجعل من العراق دولة عادية تمارس مهامها الطبيعية.

وقال إن مصر ترى أن العراق بإمكاناته الاقتصادية وإرثه التاريخي وموقعه الجغرافي مؤهل لكي يكون دولة قوية رائدة في العمل العربي المشترك، مضيفا أن العراق كان ضمن مؤسسي جامعة الدول العربية مع مصر قبل 65 سنة ولم يأخذ فرصته لممارسة دوره العروبي الأصيل.

وأشار السفير محمد قاسم إلى أنه زار العراق أربع مرات خلال الشهور الستة الأخيرة والتقى بالرئيس العراقي جلال طالباني ومختلف الأطياف العراقية، ولمس تقديرا عراقيا للوجود المصري في العراق فى هذا الوقت، وخاصة بعد حادث اغتيال السفير إيهاب الشريف وإرسال سفير آخر العام الماضي، وموضوع التفجيرات التي تمت بالقرب من القنصلية المصرية في العراق أبريل من هذا العام وبقاء المصريين الموجودين هناك محل ترحيب.

وأكد مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية أن العلاقات المصرية العراقية ليست سياسية فقط ولكنها تمتد لجذور ثقافية عميقة تربط مصر والعراق وذلك قبل التفكير في مشروعات اقتصادية، مشيرا إلى أن هناك ما هو أهم من هذه المشروعات.

وأشار السفير إلى أن لمصر تمثيلا دبلوماسيا في بغداد ولها قنصلية تعمل في أربيل بكردستان العراق، وأنه زار البصرة خلال الأسبوعين الماضيين والتقى محافظها ورئيس هيئة الاستثمار بالمحافظة التي تحتاج إلى مشروعات كثيرة في المجالات كافة، من مشروعات إعادة إعمار وتأهيل وتدريب كوادر على جميع المستويات.

وأعرب السفير محمد قاسم عن أمل مصر أن يعطى تشكيل الحكومة العراقية ذلك الاستقرار للعراق، موضحا أن الخلافات التي رافقت تشكيل الحكومة هي خلافات سياسية، بمعنى أنه لم يتم اللجوء إلى وسيلة أخرى، وهو مؤشر جيد.

وقال مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية إن أعمال العنف في انحسار، ولا يمكن مقارنتها بما كان يتم في الأعوام الماضية، مشيرا إلى أن هناك هاجسا مستمرا حول الأوضاع الأمنية في العراق.

وحول القمة العربية المقبلة وهل هناك اتفاق عربي على عقدها في بغداد، أكد قاسم أن معظم القادة العرب أعربوا عن أملهم أن تستضيف بغداد القمة القادمة، خاصة بعد أن قام العراقيون بكل الجوانب اللوجيستية من تجديد للفنادق في العاصمة بغداد، مشيرا إلى أن مصر عرضت مساعدة العراق في إعادة الإعمار.

وأوضح أن قرار تحديد مكان انعقاد القمة سيكون في النهاية قرارا جماعيا وربما تظهر مؤشرات في القمة الاقتصادية التي تستضيفها مصر في يناير القادم في وجود الرئيس العراقي جلال طالباني، لافتا إلى رغبة العراقيين في استضافتها لأن ذلك سيكون بمثابة دعم كبير لهم إلا أن القرار في النهاية بيد القادة العرب.