اختيار الفائزين بالجائزة يتم عبر مجلس إدارة مؤسسة «ألفريد نوبل» والذى يتولى التأكد من أن الفائزين بالجوائز التى تمنحها المؤسسة قد كُرموا اتساقًا مع الشروط التى جاءت فى وصية مؤسسها، وبحسب رئيس منظمة نوبل «كارل هنريك هيندل» فإن المنظمة مسؤولة بالكامل عن إجراءات اختيار الحائزين على الجائزة، هذه الاختيارات تتم فعليا من قبل عدد من اللجان المتخصصة، غير أن المجلس يراجعها للتأكد من الشروط كما قُلت سلفًا، علاوة على ذلك تقوم المؤسسة بالإشراف على صندوق نوبل ومتاحف نوبل فى استوكهولم وأوسلو، هذا بالطبع بالإضافة إلى تكليف المكاتب الإعلامية بالتواصل مع وسائل الإعلام وإعداد البيانات الصحفية والمعلومات عن الفائزين ونشرها.
قبل رحيله، وتحديدًا فى عام 1895، كتب نوبل وصيته التى جاء فيها إنه يرغب فى توزيع ثروته على نحو مُعقد، طال بعضها أقاربه، فيما ذهب الجزء الأكبر للاستثمار فى الأوراق المالية للحصول على فوائد وتشكيل صندوق يتم استخدام أرباحه وتقسيمها خمسة أقسام لمنح جوائز حددها نوبل فى الوصية كالتالى: جائزة الفيزياء؛ التى تُمنح من قبل الأكاديمية السويدية للعلوم لأهم اكتشاف أو اختراع قام به شخص أو أشخاص متعددون فى ذلك المجال، جائزة الكيمياء، والتى تُمنح من قبل نفس الأكاديمية للشخص أو الأشخاص الذين ساهموا فى تحسين علم الكيمياء وحياة البشر، أما جائزة الطب، فتُمنح من قبل معهد كارولين فى استوكهولم للأشخاص الذين اكتشفوا وسائل جديدة لمحاربة الأمراض أو تطوير العلم.
وتُعطى جائزة نوبل للسلام للشخص أو للأشخاص الذين يساهمون فى تخفيض قدرة الجيوش أو تعزيز السلام العالمى، تلك الجائزة، تُعطيها لجنة مشكلة من أعضاء تم انتخابهم من البرلمان النرويجى. ولم يشترط «ألفريد نوبل» جنسية المرشحين أو الفائزين بالجوائز، ولذا، يمكننا القول إن نوبل جائزة عالمية غير عنصرية بامتياز.
تخاطب المنظمة، لجان نوبل المختلفة للبحث عن المُرشحين الملائمين لتلك الشروط، وتقوم اللجان، بإرسال مئات من الدعوات إلى الأكاديميين حول العالم لترشيح من ينطبق عليهم الشروط، ويجوز للمؤسسة الاستعانة بأعضائها والحاصلين السابقين على نوبل لإنجاز تلك المهمة بجانب اللجان.
بعد اختيار المرشحين، يبدأ المتخصصون بالتحرى عنهم، وتُقدم اللجان قائمة نهائية يتم التصويت عليها، وبمجرد إكمال عملية التصويت، يتم الإعلان عن الفائز بالجائزة.
وتتبع المنظمة القواعد التى أرساها «ألفريد نوبل» فى وصيته، بالطبع تتغير تلك القواعد بديناميكية، حسب رئيس منظمة نوبل «كارل هنريك هيندل» ولكن يبقى الأساس أساسًا، بالنسبة لجائزة السلام؛ يتم إعطاؤها طبقًا لمبدأ الإرادة، التى تتجسد فى القدرة على إنهاء الصراعات بين الأمم أو تعزيز قدرات السلام، وتعد جائزة السلام الأكثر جدلية فى تاريخ نوبل والتى أعطيت للصحفى الألمانى «كارل أوستزكى» بسبب نشر معلومات خاصة بتسليح الجيش الألمانى عام 1935 تحولت بمرور الوقت إلى جائزة مُستحقة للرجل الذى رفضت السلطات الألمانية وقتها سفره لتسلمها.
أما بخصوص جائزة الأدب، فإنها تُعطى حسب مبدأ المثالية التى أقرها نوبل فى وصيته، تعرض ذلك المبدأ للتفسير مرارًا وتكرارًا طيلة العهود الماضية للوصول لأحسن صيغة له، وتعبر كلمة «المثالية» عن الكمال الفنى والإنسانى للعمل الأدبى ومدى تأثيره على عوام البشر.
تُعد جائزة نوبل هى أكثر جائزة مرموقة فى مجال الإنجازات الفكرية، تأتى قيمة جائزة نوبل من عدة اتجاهات، فكونها ممتدة على مدار أكثر من 100 عام أعطاها الخبرة والقدرة على اختيار المرشحين. وتكرس المؤسسة واللجان المعنية الكثير من الوقت والجهد لتحديد الفائزين الأكثر جدارة بها، علاوة على كونها بعيدة كل البُعد عن السياسة والمؤسسات الأمر الذى أعطاها استقلالية وأكسبها ثقة جعلتها جديرة بكونها مقياسا مهما لروعة الاكتشافات والإنجازات والنظريات العلمية.