«بيريز» مع رؤساء مصر.. شكر مبارك وحذّر من الإخوان وأبدى إعجابه بالسيسي

كتب: ناريمان عبد الكريم, باهي حسن الأربعاء 28-09-2016 15:29

كان للرئيس الإسرائيلي الراحل الحاصل على جائزة نوبل للسلام، شيمون بيريز، العديد من المواقف، والتصريحات، المتعلقة بمصر، ورؤسائها، وبعض القضايا الهامة، وعلى رأسها اتفاقية السلام، وكان له دور في العدوان الثلاثي على مصر، فقد شارك في الاتصالات مع البلدين لتنفيذ الهجوم، وكان العدوان بمثابة حرب استباقية، لتأمين حرية الملاحة، وردع مصر، فبعد تأميم قناة السويس، مُنعت السفن الإسرائيلية من المرور.

وبعد حرب أكتوبر، لعب بيريز دورًا مركزيًا في مجال أمن إسرائيل عندما كان وزيرًا للدفاع وقام بإعادة إحياء الجيش وتعزيز قوته ولعب دورًا هامًا في مفاوضات فك الارتباط والتي تمخضت عن الاتفاقية الانتقالية مع مصر في 1975.

وكان بيريز أبرز القادة الإسرائيليين في إدارة عملية السلام مع مصر، وكشف بعض كواليس المفاوضات، والتي توجت بتوقيع اتفاقية سلام بين البلدين، وصرح بأن إسرائيل حاولت بدأ المفاوضات بعد نكسة 1967، وقال: «عرضنا على عبدالناصر السلام 5 مرات، ولكنه كان يرفض دائمًا» وتابع: «فى ١٩٦٨، حمل وزير الخارجية الأمريكى الأسبق، ويليام روجرز، رسالة مهمة إلى القاهرة، كان مفادها تنازل إسرائيل عن سيناء لصالح مصر مقابل السلام المصرى الإسرائيلى، إلا أن رد عبدالناصر كان قاطعًا، وهو الرفض التام».

وبعد اندلاع ثورة يناير، والإطاحة بمبارك، نادى بيريز بضرورة احترام مصر لمعاهدة كامب ديفيد، وقال: «إذا تخلت مصر عن السلام مع إسرائيل، فإن الأمر سيعود بالضرر على الشعب المصري، وإن إسرائيل عليها بذل كل الجهود المستطاعة للحفاظ على المعاهدة» أشار إلى أن إسرائيل معنية بمواصلة علاقاتها مع مصر، كما نسبت له صحيفة «هاآرتس»، أنه تعمد خلال كلمته في مؤتمر اللوبي المؤيد لإسرائيل في أوروبا، توجيه الشكر لمبارك، لتدخله، الذي حال دون وقوع حرب أهلية بين المصريين المعارضين لمبارك والمؤيدين له، وأن هذا التدخل حقن دماء المصريين.

وحذّر بيريز من خطورة وصول جماعة الإخوان إلى الحكم في مصر، مؤكدًا أن الإخوان سيتسببون في فقدان مصر للسلام، ولن يجلبوا الاستقرار والسلام إلى بلادهم والدول المحيطة بالمنطقة، حتى ولو تم انتخابهم بشكل ديمقراطى، وأثار خطاب اعتماد السفير المصري الجديد في إسرائيل، عاطف سالم، الذي سلمه للرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، موقع من نظيره المصري محمد مرسي، جدلًا كبيرًا في مصر، فقد كُتب في بداية الخطاب «عزيزي وصديقي العظيم» واصفًا بيريز، كما وقع في نهايته «صديقكم الوفي» محمد مرسي، واستخدم الخطاب للترويج لازدواجية الإخوان.

وتحدث بيريز عن الوضع في مصر بعد عزل مرسي، وقال «إن الإخوان المسلمين فشلوا، لأنهم لم يقدموا حلًا، ولم يكن للجيش خيارًا آخر، وأن تلك كانت المرة الأولى، التي تواجه فيها مصر خطر المساس بسلامة أراضيها، في سيناء وفي أماكن أخرى، وهذا ما دفع الجيش للتدخل، وما دفع البعض يدعم الجيش».

وحول تجميد جزء من المساعدات الأمريكية لمصر، بعد عزل مرسى، قال بيريز: «إنه كان من الأفضل ألا تفعل الولايات المتحدة هذا، فمصر تعيش وضعًا صعبًا جدًا، ولا يجب القيام بمثل تلك الأمور، عندما نرى شعبًا يعيش وضعًا حرجًا»، ومع تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي الحكم، اتصل به بيريز وهنأه بفوزه.

وأكد «بيريز» خلال الاتصال التزام إسرائيل بالحفاظ على اتفاقية السلام مع مصر وتعزيز التعاون في كل المجالات بين الدولتين، وأبدى بيريز إعجابه بالسيسي خلال مشاركة الأول في منتدى «دافوس» بالأردن، وقال: «الرئيس المصري تحدث عن المستقبل، والقضايا المشتركة فيما بيننا ولديه رسالة أمل».
تحدث بيريز خلال المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب في هرزيليا، سبتمبر 2014، عن مصر ومياه النيل قائلًا: «النيل نقصت مياهه 10% إلى الآن، بينما زاد عدد سكان مصر 5 أضعاف، ولا يدرون ماذا يفعلون، وإثيوبيا تبني سدًا لأنهم يريدون الحصول على بعض مياه النيل الأزرق، الذي تملكه إثيوبيا»، وتابع بيريز: «قلنا للمصريين لا تذهبوا للحرب فالحرب مكلفة جدًا، ونحن نستيطع مساعدتكم في أن تصنعوا من النيل الواحد 3».