اعتبرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن الاندفاع نحو محاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك، بتهمة القتل، يوضح أن البلاد غير مستعدة لإدارة مستقبلها، وأنها تسارع نحو محاكمة ماضيها, وكأن مبارك هو الرجل الوحيد المسؤول عن علل البلاد كلها، مؤكدةً أن مبارك يستحق المثول أمام العدالة ولكن دون أن يكون على جدول المفاوضة السياسية.
ودعت الصحيفة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلى استمرار الاندماج مع الثورة المصرية التي لم تنته بعد، والتي تتأرجح بين «المجد والعار» كلما تزداد مشاركتها في «التعويذة السياسية»، على حد وصفها، مشيرةً إلى أن استمرار حملة الاعتقالات ضد الناشطين المؤيدين للديمقراطية ودعاة حقوق الإنسان يعتبر من «النسمات المضادة للثورة».
في السياق نفسه، نقلت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية عن محمود غزلان، عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين، قوله: «إذا سرق رجل ملايين من أموال الدولة، فإن قطع يديه لابد أن تكون العقوبة، وليس هناك مجال للنقاش في ذلك فهذا كلام الله، يجب شنق حسني مبارك، إذا ما أدين بقتل المتظاهرين».
وأضاف غزلان أنه على الإخوان المسلمين أن يدركوا القلق في مصر والخارج بشأن التطرف الإسلامي، وأن الحركة تسعى للحصول على ثلث مقاعد البرلمان فقط، مشيراً إلى أنهم يخططون للوصول إلى مراكز القوة في الانتخابات المقبلة.
ووصفت الصحيفة جماعة الإخوان المسلمين، بأنها ليست القوة الساحقة التي لا تقهر، محذرةً من إصرار الجماعة على إعدام الرئيس السابق مبارك وقطع أيادي ابنيه، على حد قولها.
وأضافت «صنداي تايمز» أن غزلان حاول تصوير الشريعة على أنها تمثل بديلاً رحيماً للنظام القضائي في مصر إذ قال إن اللص الذي يسرق لإطعام أسرته لا ينبغي أن تقطع يده.
وتابعت: «موقف الجماعة يعكس مدى قوتها وأسلوبها السياسي في المستقبل»، مشيرة إلى أن الدعوة التي أطلقتها الجماعة بشأن إنزال عقوبة قاسية ضد مبارك ما هي إلا المطلب الأول في ظل قائمة من المطالب الطويلة.