إلى جون كاسن!

سليمان جودة الأحد 25-09-2016 22:14

فى أثناء لقاء الرئيس مع رئيسة وزراء بريطانيا، فى نيويورك، تعهد لها بحماية أى سائح إنجليزى يأتى إلى مصر.

وعندما يكون التعهد على هذا المستوى، فهذا معناه أننا جادون تماماً فى الموضوع، وأننا فقط ننتظر جدية مماثلة، على الجانب الآخر، سواء فى لندن، أو فى موسكو!

ولابد أن علينا، منذ اليوم، أن نصارح شركاءنا فى قضية السياحة على هذا الجانب الآخر بأن الحكاية بدأت تأخذ، منذ فترة، طريقاً يستعصى على أفهامنا، ويحيرنا كثيراً، وأنها بصراحة أكثر: باخت جداً!.. وإلا.. فما معنى أن نستيقظ كل صباح، على وفد أمنى جاء من إنجلترا، ليتفقد إجراءات الأمن فى المطار، أو على وفد أمنى غادر، بعد أن تفقد إجراءات الأمن فى المطار.. ولا شىء بعد ذلك؟!

الموضوع يبدو بهذه الصورة كأنه تضييع وقت.. وقتنا نحن.. لا أكثر.. وعلينا أن نحسم المسألة بشكل نهائى، ونسألهم بصراحة لا مواربة فيها: هل تريدون إعادة سياحتكم إلينا، أم لا تريدون؟!.. هل هناك لديكم نية حقيقية لإعادتها، فى توقيت محدد، لا توقيت مخادع، ومطاط، أم لا توجد؟!.. نريد إجابة واضحة نستطيع بها أن نرتب أمورنا!

فإذا حصرنا الكلام هنا على السياحة الإنجليزية وحدها، فإننى فى الحقيقة، أعوِّل فيها كثيراً، على السفير جون كاسن، ممثل ملكة بريطانيا فى القاهرة!

أعوِّل عليه هو، دون غيره، لعدة أسباب، أولها أنى سمعت منه كلاماً جميلاً عن مصر، وعن رغبته فى تطوير العلاقات بيننا وبين بلاده، حين كان لى معه لقاء، فى يونيو الماضى.. ولكن يبقى أن يتحول الكلام من جانبه، إلى فعل، وأن نلمس لكلامه الذى سمعته منه ترجمة حقيقية على الأرض!

والسبب الثانى أنى أريد أن أهمس فى أذنه، بأن وزارات النقل والداخلية والخارجية فى لندن، قد أوصت مؤخراً بعودة السياح الإنجليز إلينا.. غير أن هذه العودة لن تبدأ بشكل فعلى، إلا إذا تلقوا منه هو تقريراً من هنا فى القاهرة، يقول إنه يعزز توصية الوزارات الثلاث، ويؤيدها ويرى أن المناخ إيجابى فى مصر، وأننا مستعدون لاستقبال كل سائح إنجليزى، ومرحبون به، وحريصون على أن يتلقى منا كل أشكال حُسن الضيافة الواجبة!

والثالث، أنى تواجد فى مكان عام، قبل أيام، كان فيه عدد كبير من مستثمرى السياحة فى شرم، وقد أدهشنى أن أجدهم كلهم، دون استثناء، عاتبين تماماً، على «كاسن»، وأن أسمع منهم أنه يستطيع غداً.. لا بعد غد.. أن يعطى لبلاده إشارة فتح طريق السياحة الإنجليزية من جديد، بتقرير إيجابى منه، يكون فيه أميناً مع البلد الذى استضافه بكرم، ولايزال يستضيفه بكرم!

سعادة السفير.. ما سمعته من عدد لا بأس به من مستثمرى شرم يقول إن ما سوف يبقى لك، لدى المصريين، ليس وقوفك فوق الكرة، ولا مجيئك بعربة الفول من السيدة إلى حديقة السفارة، ولا شُرب السحلب فى برد الشتاء، ولكن سوف يبقى أنك كنت صديقاً للبلد الذى جئته سفيراً، أو لم تكن، وأنك وقفت معه فى أزمة طارئة تعرف أنت تماماً أنه ليس الطرف الجانى فيها، أو لم تقف.. وأمامك بالطبع أن تختار!.