تترقب أسواق النفط الاجتماع غير الرسمي للمنتجين الرئيسين من داخل وخارج منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك غدا الإثنين في الجزائر والذي يمتد لمدة 3 أيام على هامش الدورة الـ15 للمنتدى الدولي للطاقة.
وسيناقش منتجي الطاقة في اجتماعهم اتفاقية محتملة لتجميد الإنتاج، وأظهرت السعودية وإيران بالفعل مؤشرات إيجابية على الرغبة في العمل سويا بجانب روسيا التي تشارك في المحادثات رغم أنها ليست عضوا في أوبك، ومن المنتظر من لقاء المنتجين في الجزائر أن يكون فرصة للتشاور مع احتمالات اتخاذ قرار بشأن مستويات الإنتاج، وينتظر أن تلعب المملكة السعودية دورا حيويا في درء الخلاف والتوصل إلى اتفاق يرفع الأسعار إلى حاجز 50 دولار للبرميل.
ويحاول وزير الطاقة الجزائري بث الأمل في هذا الاجتماع على عكس الاجتماعين السابقين لأوبك في قطر وفينا الماضيين، وقال وزير الطاقة الجزائري نور الدين بوطرفه اليوم الأحد، إن جميع الخيارات متاحة في اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك فيما يتعلق بخفض أو تثبيت إنتاج النفط مع توافق المنتجين على الحاجة لإحلال الاستقرار في السوق، «لن نخرج من الاجتماع صفر اليدين».
وأكد بوطرفه أن هناك إجماعا لدى جميع المنتجين على ضرورة إعادة الاستقرار لسوق النفط، مشيدا باقتراح السعودية بخفض إنتاجها بنحو 500 ألف برميل يوميا، وقال «إن المشاورات التي أجريناها مع السعودية وإيران وقطر وروسيا، أكدت أن هناك اتفاقا ضمنيا على مبدأ استقرار السوق لان فيه عدم توازن بين الطلب والعرض بسبب تخمة المعروض».
وشدد على ضرورة البحث عن آلية لتحقيق هذا الهدف، مشيرا إلى أن العديد من الدول وصلت إلى مستوى الذروة من الإنتاج.
وأضاف «أوبك تنتج حاليا 33.4 مليون برميل يوميا وهو مستوى عالي قد يعيد الاستقرار للسوق عام 2018 أو 2019، لكن الدول تبحث حاليا عن تقليص خسائرها من العائدات التي تتراوح ما بين 300 و500 مليون دولار يوميا لأعضاء أوبك».
ولم يستبعد بوطرفة أن يتحول اجتماع أوبك غير الرسمي في الجزائر إلى اجتماع رسمي إذا وافق الأعضاء على ذلك من اجل اتخاذ قرار يصب في مصلحة الجميع، مشددا على أن الجزائر ستعمل على إنجاح هذا الاجتماع وتقريب وجهات النظر وتسهيل الوصول إلى قرار.
وتابع «كل الاحتمالات واردة في اجتماع الجزائر، الحل الأمثل لإعادة الاستقرار إلى سوق النفط هو تثبيت الإنتاج عند مستوى معين وهو ما يعني تقليص الإنتاج آليا، السعودية اقترحت تقليص الإنتاج بنحو 500 ألف برميل يوميا وهذا شيء مهم جدا قد يسهم في الوصول إلى الهدف المرجو، وإيران أيضا تساند التوصل إلى اتفاق يخدم الجميع».
وجدد الوزير الجزائري تأكيده أن سعر برميل النفط ما بين 50 و60 دولارا يناسب حاليا الكثير من الدول لأنه سيساعدها على تطوير صناعاتها النفطية ومواصلة برنامج الاستكشاف عن المحروقات، كما لفت إلى أنه لا يتوقع صمود أية شركة نفطية إذا هبط سعر برميل النفط عن 50 دولارا.
في حين عبر رئيس الإكوادور رافاييل كوريا عن أمله لاتفاق من أجل استقرار سوق النفط، محذرا من مخاطر جسيمة تهدد المنظمة في حالة عدم الاتفاق.
وقال كوريا أمس السبت في خطابه الأسبوعي، «يعقد الاجتماع لغرض آخر ولكن جميع أعضاء أوبك موجودون هناك لذا نأمل في عقد اجتماعات أخرى غير رسمية والتوصل لاتفاقات من اجل استقرار السوق النفطية»، وتابع «إذا لم يحدث ذلك ستكون العواقب وخيمة، قد تؤدي بتفكك أوبك ذاتها، بل ثمة خطر أن تقود الخلافات داخل أوبك لتهاوي الأسعار مرة أخرى».
وتدعم الإكوادر – أصغر منتجي أوبك- موقف فنزويلا التي تطالب بتثبيت مستويات الإنتاج للحد من فائض المعروض في السوق ودعم الأسعار.
وشهدت أسعار النفط تراجع في التعاملات الأوروبية حيث هبط خام برنت القياسي بنحو 3.69% أي بما يوازي 1.76 دولار ليصل إلى 45.89 دولار للبرميل، كما نزل خام تكساس الأميركي بنحو 3.79% أي ما يوازي 1.84 دولار ليصل إلى 44.48 دولار للبرميل، في تمام الواحدة ظهرا بتوقيت جرينتش.