للخلافات العراقية الإيرانية تاريخ طويل وحافل وموغل في القدم يمتد لقرون من الزمان منذ محاولات الهيمنة على المنطقة في بلاد ما بين النهرين وبلاد فارس، وكان أحد هذه النزاعات حرب الخليج الأولي أو«الحرب الإيرانية العراقية» التي اندلعت «زي النهارده» 22 سبتمبر ١٩٨٠، واستمرت على مدى 8 أعوام، وكانت من أطول الحروب التقليدية في القرن العشرين وأدت إلى مقتل ما يقارب المليون شخص، فضلاً عن الخسائر المالية التي قدرت بحوالي 1.19 تريليون دولار.
غيرت هذه الحرب المعادلات السياسية لمنطقة الشرق الأوسط، وكان لنتائجها عظيم الأثر في العوامل التي أدت إلى حرب الخليج الثانية في ١٩٩١، وكانت العلاقات الدبلوماسية العراقية الإيرانية قد بدأت في التدهور بدء من عام ١٩٨٠ بعد صراعات حدودية.
وعلى إثر قيام صدام حسين في ١٧ سبتمبر ١٩٨٠ بالتحلل من اتفاقية الجزائر عام ١٩٧٥ والتي وقعها حينما كان نائبًا للرئيس العراقي آنذاك مع شاه إيران، وهي الاتفاقية التي قضت بالتنازل عن نصف شط العرب لإيران، وادعى صدام قيام إيران بقصف مناطق حدودية فقام بقصف العمق الإيراني بادئًا هذه الحرب الطويلة التي قامت أمريكا بدعمها لمواجهة المد الثوري الإسلامي الإيراني فضلاً عن بقاء الحال على ما هو عليه.
عاد العراق ليعلن التزامه بالعودة لاتفاقية عام ١٩٧٥، معترفًا بحق إيران في شط العرب في ٩ ديسمبر عام ١٩٩١ أي بعد انتهاء الحرب بـ3 سنوات.