إلغاء «المناقصة الثالثة» يهدد مخزون مصر الاستراتيجي من القمح (تقرير)

هيئة السلامة الغذائية العالمية: 0.05% النسبة المسموح بها في فطر «الإرجوت»
كتب: بوابة الاخبار الثلاثاء 20-09-2016 13:49

«إلغاء مناقصات القمح خطر على الرصيد الاسترتيجى للمحصول»، مخاوف أثارها إلغاء المناقصة الثالثة لاستيراد القمح المستورد نظرا لعدم تقدم أي شركات خارجية بعروض، بحسب تصريحات لوزير التموين الجديد.

وذكرت مصادر بوزارة التموين لـ«المصري اليوم»، أن السبب الرئيسى لإلغاء مناقصات القمح الحالية وسابقتيها، إلى ضرورة خلو القمح المستورد من فطر الإرجوت بالكامل، وقرر الدكتور عصام فايد، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، منع دخول أقماح مستوردة من الخارج إلى مصر، مصابة بأي نسبة من فطر الأرجوت.

وأصدر فايد قراراً وزارياً حمل رقم 1421 لسنة 2016، نص على إيقاف العمل بالقرار الوزاري رقم 1117 لسنة 2016، بشأن التعامل مع فطر الإرجوت في رسائل القمح الواردة من الخارج، وأشار القرار في مادته الثانية إلى أنه يمنع دخول الأقماح المصابة بفطر الإرجوت (صفر%).

وتحتل مصر المرتبة الأولى في العالم في استيراد القمح من الخارج، بحسب منظمة الفاو العالمية، واستوردت في عام «2014\2015»، 10مليون و800 ألف طنًا.

هيئة السلامة الغذائية العالمية، قالت إن النسبة المسموح بها في فطر «الإرجوت» تبلغ 0.05%، ويضيف عمرو قنديل، مدير الطب الوقائي بوزارة الصحة، إن القمح بعد أن يتم طحنه تصل نسبة الإرجوت فيه صفر.

والإرجوت فطر شائع في الحبوب، يمكن أن يسبب هلوسة عند تناوله بكميات كبيرة، لكنه يعتبر غير ضار عند المستويات الضئيلة.

وأكد «قنديل»، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «اليوم في ساعة»، المذاع على فضائية «النهار اليوم»، أن قرار منع استيراد القمح الروسي بسبب نسبة الإرجوت خاطئ موضحًا أنه لا يوجد ما يعرف بالقمح المسرطن وغير صحيح أن الإرجوت بالقمح يسبب السرطان، مؤكدا أن قرار منع استيراد القمح الروسي بحجة نسبة الإرجوت به «لا علاقة له بالصحة العامة للمواطنين».

وكانت مصر تستورد القمح مُصابا بفطر «الإرجوت»، قبل ذلك وكانت النسبة لا تتجاوز الـ 5.% بحسب ما حددته المنظمات العالمية المعنية بالأمر، إلا أن قرار وزير الزراعة هذا العام أربك حسابات الحكومة والموردين.

وقال خالد حنفي، وزير التموين، في يونيو الماضي، إن مخزون مصر من القمح يكفي 6 أشهر قادمة، أي أنه ينتهي في يناير المقبل، دون إجرء مناقصات لاستيراد القمح، ومن المعروف أن هيئة السلع التموينية تشتري القمح عبر البورصات العالمية وليس مجرد وسطاء.

فيما أعلنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، ممثلة في معهد «أمراض النبات» بمركز البحوث الزراعية، في توصية جديدة لها 16 سبتمبر الماضي 2016، أن هناك 4 دول ينصح باستيراد القمح منهم بجانب روسيا، لخلوه من فطر الإرجوت، محذرة من 15 دولة مصابة بالفطر القاتل.

وأوضح معهد أمراض النبات بمركز البحوث الزراعية، في البيان أن هناك 4 مصادر أخرى غير روسيا يأتي من خلالهم القمح غير مصاب بأي فطر مثل الإرجوت، وهي أوكرانيا ولاتفيا ومولودفا وليتوانيا.

وحدد المعهد، 15 دولة موبوءة بفطر الإرجوت السام، لافتًا إلى توخي الحذر عند الاستيراد منها وعلى رأسها «الولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل وأستراليا – الأرجنتين– كازخستان – بلغاريا – كندا – فرنسا – ألمانيا – المجر – تركيا- بولندا- رومانيا – صربيا – أورجوارى».

وأكدت مصادر خاصة بهيئة السلع التموينية لـ«المصري اليوم»، أن إلغاء المناقصة الثالثة لاستيراد القمح يثير مخاوف من انتظام إمدادات القمح المخصص لإنتاج الخبز المدعم، ويهدد منظومة الخبز الجديدة، مشيرة إلى أن محمد على مصيلحى، وزير التموين، أعد مذكرة بشأن الأزمة لرفعها إلى مجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية للبحث عن حلول لتفادى تأثر عملية إنتاج الخبز.

وشددت المصادر أن الحكومة لن تخضع للضغوط الخارجية والداخلية لاستقبال أقماح مصابة بفطر الإرجوت، موضحة أن قرار الدكتور عصام فايد، وزير الزراعة، بمنع دخول أقماح مصابة بالفطر نهائى، ولا رجعة فيه، حتى إن كانت المواصفات العالمية تسمح باستيراد شحنات تحتوى على ٠.٠٥٪ من الإرجوت، فإن مصر لن تسمح بذلك.

وبلغت كميات القمح الموردة من المزارعين المحليين في مصر نحو 5 ملايين طن خلال موسم 2016، ونحو 5.3 مليون طن خلال موسم 2015، مقابل نحو 3.7 مليون طن خلال 2014، بحسب بيانات وزارة التموين، إلا أن تحقيقات النيابة وتقارير مجلس النواب أظهرت تلاعباً في الكميات الموردة.