قالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، اليوم، إن قرار مصر حظر استيراد القمح المصاب بأى نسبة من فطر «الإرجوت» ضرب بقسوة تجارة القمح العالمية، وتسبب فى «ارتباك» وضغط على أسعار السوق.
وأوضحت الصحيفة أن مزارعى القمح فى العالم يعانون بالفعل من انخفاض أسعاره، بسبب وفرة المحاصيل فى أنحاء العالم، وأن أزمة تصدير القمح لمصر، أكبر مستورد عالمى، أدت إلى ركود الأسعار.
وأضافت أن مبيعات القمح إلى مصر وصلت إلى طريق مسدود، بعد أن أعلنت الحكومة فى أواخر أغسطس الماضى أنه لن يكون هناك تسامح على الإطلاق مع أى أثر لفطر «الإرجوت»، الذى وصفته الصحيفة بأنه نوع من الفطريات التى تنمو بشكل طبيعى، مشيرة إلى أن المعايير المقبولة دوليا تسمح بمستويات 0.05%
وقال مدير شركة «سولاريس» السويسرية لتجارة الحبوب، سويثون ستيل، للصحيفة، إن «العمل مع مصر قد توقف تقريبا»، وأضاف «الموردون لا يمكنهم ضمان مستوى صفر من فطر الإرجوت»، وعلق ستيل على عزوف الشركات للتقدم لمناقصة القمح فى مصر قائلا: «هناك مواجهة. لا أحد يرغب فى المجازفة».
وقالت الاستشارية بشركة «أرجتيل» للاستشارات الزراعية، فيكى باراس، للصحيفة، إن «أصول شركات البحر الأسود تأثرت بشدة بالإجراءات المصرية الأخيرة لاستيراد القمح، على اعتبار أن دول البحر الأسود، بقيادة روسيا، من بين كبار الموردين لمصر.
وأشارت الصحيفة إلى تراجع أسعار تصدير الطحين الروسى بنحو 25% منذ نهاية العام الماضى، وشددت «فاينانشيال تايمز» على أن هذا الوضع يهدد علاقة القاهرة مع موسكو، مدللة على ذلك بقرار روسيا تعليق واردات الفواكه والخضروات من مصر بشكل مؤقت.
أشار موقع «نيوز 24» الإخبارى إلى اتهام المسؤول فى وزارة الزراعة الروسية، فلاديمير فوليك، الأربعاء الماضى، القاهرة بـ«المساومة» فى الوقت الذى تستعد روسيا لحصاد القمح.
واستعرضت «فاينانشيال تايمز» النظريات المحيطة وراء قرار مصر الأخير، والتى تراوحت بين حاجة القاهرة إلى إلغاء العقود بسبب انخفاض احتياطى النقد الأجنبى، ووجود صراع داخلى بين الوزارات الحكومية، بجانب التفسير الرسمى المعنى بالسلامة العامة واحتمال انتشار «الإرجوت» نتيجة تغير المناخ.