أعلنت نقابة الأطباء «رفضها الشديد» لقرار هدم أو نقل مستشفى العباسية للأمراض النفسية، وأكدت تضامنها الكامل مع أطباء المستشفى، واستعداداها للتصعيد بتنظيم وقفات احتجاجية، والتصعيد «دولياً إذا لزم الأمر».
وانتقد الدكتور حمدي السيد، نقيب الأطباء، قرار الوزارة «لأهمية المستشفى ودورها في العلاج النفسي والطبي للمرضى فضلاً عن دورها التدريبي وتاريخها الأثري في الطب في النفسي»، معترضا على نقلها خارج القاهرة.
و قال السيد في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم» إن النقابة تعارض هذا القرار بشدة، ومن الممكن أن نتفهم الاستفادة بجزء من أرض المستشفى وليس كامل المساحة، أما قرار النقل أو الهدم فلن نوافق عليه.
وتوعد النقيب بتصدي النقابة لقرار وزارة الصحة «بكل قوة» مؤكداً تضامنها مع الأطباء والعاملين بالمستشفى عبر الاجتماعات والمؤتمرات وتقديم شكاوى للمسؤولين وتصعيد الموقف دولياً «أيا كانت ردود الفعل» فضلا عن رفع دعاوى قضائية وتنظيم وقفات احتجاجية، وتابع السيد: «النقابة ستساند الأطباء والعاملين في المستشفى لمنع أي قرار يمس بمستشفى العباسية للصحة النفسية».
وفى السياق نفسه، أكد الدكتور مصطفى فهمي، سكرتير عام جمعية الطب النفسي أنه «لن يسمح أحد لهم بنقل أو هدم المستشفى، وبدأنا حملة توقيعات واسعة على خطابات احتجاج ترسل لرئاسة الجمهورية لمطالبته بالتدخل لحل الأزمة، فضلا عن خطابات أخرى لرئيس الوزراء، ووزير الصحة، لتنبههم إلى أن المستشفى تعالج 80 ألف مريض نفسي سنويا، كما أنها مركز تدريبي ومبنى أثري يصعب هدمه أو نقله أو التنازل عنه».
واشار فهمى إلى أنه سيتم تنظيم وقفات احتجاجية ورفع دعاوى قضائية فى حالة صدور قرار رسمي بهدم او نقل المستشفى.
و قال إن المرضى النفسيين ليسوا «وصمة عار» حتى يتم نقلهم للصحراء لعزلهم عن المجتمع «مقابل مليار و200 مليون دولار قيمة الصفقة من أجل مجموعة من المعارض والمولات خدمة لمصالح رجال الأعمال».
و قال الدكتور محمد رخا أحد الأطباء النفسين العاملين بمستشفى العباسية وعضو «حركة أطباء بلاحقوق» لـ«المصري اليوم» إن نقل المستشفى العباسية «يضر جميع الأطراف مرضى وأطباء وغيرهم من مختلف العاملين»، موضحا أن عدد المرضى المترددين سنويا يترواح ما بين 75 إلى 100 ألف حالة، كما أن مستشفى العباسية يعمل بها 1500 شخص من أطباء وممرضين وإداريين، بخلاف هيئة التدريب التي تضم مدرستي تمريض بنين وبنات تضمان 600 طالب وطالبة تمريض.
وهدد رخا بالتصعيد «دوليا إذا أصروا على قرار الهدم أو النقل، فسوف نتوجه لمنظمات المجتمع المدني الدولية ومنظمات الصحة العالمية وجمعيات الطب النفسي في العالم، وسوف نصعد الأمر بتنظيم وقفات احتجاجية متتالية بمشاركة المرضى وأسرهم».
من جانبها،اعتبرت الدكتورة منى مينا المتحدث باسم حركة «أطباء بلاحقوق» أن هذا القرار «يعد تمثيلا بالمرضى والأطباء العاملين بالمستشفى واعتداءاً صارخا على حقوقهم».
وأكد الدكتور ناصر لوزة، مساعد وزير الصحة للطب النفسي، أن القرار الذي يتم مناقشته حاليا «لا يوجد فيه أي شيء متعلق بمستشفي العباسية»، لافتا إلي أن «القرار يتضمن بعض الاراء بانشاء 6 مستشفيات بمناطق متفرقة في من القاهرة الكبرى منها مستشفيات بحلوان و إمبابة و الجيزة و بالقرب من مطار القاهرة و غيرها من المناطق الأخرى».
و لفت لوزة إلي أن الوزارة لا تهتم بالمستشفي ككيان، و لكنها تهتم بالمريض وحقه في تلقي الرعاية بالقرب من أسرته، مشددا علي أن وجود مستشفي مثل العباسية بها 2000 سرير وتخدم 50 ألف مريض سنويا في العيادة الخارجية «يعد أمرا غير مقبول في ظل السعي لتطوير العلاج النفسي وتقديم أفضل الخدمات فيه».