أكدت وزارة البيئة أن الطبيعة الطبوغرافية الخاصة لموقع محافظة القاهرة الجغرافي والذي تقع في وادي منخفض بين هضبتين مرتفعتين أحداهما هضبة المقطم من جهة الشرق والأخرى هضبة الهرم من جهة الغرب، يجعل من محافظة القاهرة ممرا هوائيا طبيعيا لناتج حرق قش الرز في المحافظات المعنية تزامنا مع ظاهرة الانعكاس الحراري التي تظهر في فصل الخريف لذا يظهر أثر السحابة السوداء مكثفا في القاهرة في تلك الفترة بالرغم من إنها ليست ضمن محافظات قش الأرز.
وأضاف «البيئة» في تصريحات صحفية، الأحد، أن تلك الظاهرة الطبيعية تتزامن مع خصوصية الموقع الجغرافى لمحافظة القاهرة كل عام مع موسم حصاد قش الأرز في 6 محافظات في الدلتا هي (الشرقية- الغربية- الدقهلية- القليوبية- كفر الشيخ- البحيرة) والتي تتخطى المساحة المنزرعة بتلك المحافظات هذا العام 1.7 مليون فدان أرز بزيادة قدرها 70% عن العام السابق وينتج كل فدان ما يقرب من 2 طن قش أرز بإجمالي 3.4 مليون طن يستخدم المزارع نصف تلك الكمية في أعمال الحقل ويتبقى 1.7 مليون طن قش أرز، وكان السائد أن يتخلص منهم المزارع بالحرق المكثف في فترة فصل الخريف للبدء في زراعة المحصول الجديد مما يؤدى إلى الظاهرة المعروفة باسم السحابة السوداء.
وأشارت إلى أنها قامت بتوفير معدات زراعية وصلت هذا العام إلى 1200 معدة لكبس وفرم قش الأرز بعد إضافة 225 معدة لهذا العام، بالإضافة إلى تسهيل عملية تأجير تلك المعدات أو تسهيل قروض ميسرة من الصندوق الاجتماعى للمتعهدين لشراء تلك المعدات بأقساط على خمس سنوات وتوفير عدد كبير من مواقع التجميع في المحافظات ودعم مادي قدرة 50 جنيها عن كل طن قش أرز يتم تجميعه من خلال وزارة البيئة بالإضافة إلى خلق طلب على القش من شركات الإسمنت والأسمدة وهو ما أسفر عن سيطرة الوزارة في العام الماضى على السحابة السوداء بنسبة تصل إلى 75% وهو ما شعر به المواطنين ولم ترصد أثارها أجهزة الإعلام والفضائيات كما كان معتادا في الأعوام السابقة.
وتتمثل جهود وزارة البيئة للسيطرة على حرق المخلفات في نشر فرق التفتيش البيئي بالتعاون مع وزارة الزراعة والحماية المدنية في شتى أنحاء الست محافظات ليل نهار وأيام العطلات والأعياد تزامنا مع مراقبة الأقمار الصناعية لرصد مواقع الحرق بكل دقة وتحديد إحداثياتها ثم تقوم غرفة عمليات الوزارة بتوجيه فرق التفتيش إلى تلك المواقع والفرق المعاونة لمكافحة الحريق واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
وفيما يتعلق بظاهرة الانعكاس الحراري، فإنه من المعروف علميا أن الهواء الساخن يكون أقل كثافة ووزنا من الهواء البارد لذا فإن الهواء الساخن يصعد إلى أعلى بينما يهبط الهواء البارد إلى الأسفل، وفي فصل الصيف تسخن الشمس الحارة سطح الأرض والهواء المحيط به فيصعد الهواء الساخن محملا بالانبعاثات الملوثة الناتجة من عوادم السيارات والأنشطة الصناعية بمساعدة الرياح إلى طبقات الجو العليا ليتشتت في طبقات الهواء العليا وبهذا تعمل الطبيعة على تجديد الهواء بشكل تلقائى فلا يشعر المواطن بتلك الانبعاثات.
أما في فصل الخريف والذى تصاحبه ظاهرة الانعكاس الحراري حيث تقل درجات الحرارة تدريجيا وتزداد فترات سكون الرياح أثناء الليل ويؤدى ذلك إلى أنه بعد غروب الشمس يفقد سطح الأرض حرارته سريعا مما يؤدى إلى برودة طبقة الهواء القريبة من الأرض بينما تظل الطبقة الأعلى منها ساخنه، وبدلا من انخفاض درجة الحرارة كلما ارتفعنا لأعلى نجد العكس وهو زيادة درجه الحرارة كلما ارتفعنا لأعلى وتسمى تلك الظاهرة بالانعكاس الحراري.
وتتمثل أثار تلك الظاهرة في عدم تمكن طبقة الهواء البارد القريبة من الأرض من الصعود لأعلى فوق الطبقة الساخنة الأعلى منها فتظل الانبعاثات الملوثة حبيسة بالطبقة القريبة من الأرض وتعمل الطبقة العليا الساخنة كغطاء طبيعي يحبس الملوثات تحته، وذلك تزامنا مع سكون الرياح فيؤدي ذلك إلى تجمع الانبعاثات على شكل سحابة دخانية قريبة من الأرض تظهر من بعد غروب الشمس وحتى شروق اليوم التالي الذي يتم تسخين الهواء القريب من الأرض مرة أخرى وتبدأ عملية تشتيت الملوثات أوتوماتيكيا.