تنطلق فعاليات الدورة الـ23 لمهرجان القاهرة الدولى للمسرح المعاصر والتجريبى، برئاسة د. سامح مهران غدا، وتستمر حتى 30 سبتمبر الجارى بمشاركة 36 دولة من جميع أنحاء العالم، و14 عرضا مصريا و16 عرضا أجنبيا وعربيا من 14 دولة. المهرجان يعود بـ«نيولوك» بعد توقف 6 سنوات وأضاف إليه المسرح المعاصر كمحاولة لفتح أبواب المهرجان أمام تجارب مسرحية جديدة ومختلفة، بعد أن ظل على مدار 22 دورة مهرجانا تجريبيا. محاولات عديدة بذلها المسرحيون لإعادة المهرجان إلى خريطة المهرجانات، لكن هذه المحاولات باءت بالفشل نتيجة غياب الدعم المادى وعدم تخصيص ميزانية له. وزارات الثقافة الواحدة تلو الأخرى كانت تغلق ملف المهرجان إيمانا منها بالمقولة الشائعة «الباب اللى يجيلك منه الريح سده واستريح»، خاصة أن مهرجانات مسرحية أخرى كانت أسعد حظا من التجريبى واستمرت ولم تتوقف وواصلت فعالياتها دورة بعد أخرى. «المصرى اليوم» ترصد فى هذا الملف ملامح الدورة الجديدة لمهرجان المسرح المعاصر والتجريبى.
سامح مهران: فرصة لاستعادة قوتنا الناعمة.. لأن «قفل النوافذ هيصيبنا بالاختناق»
أكد الدكتور سامح مهران، رئيس مهرجان المسرح التجريبى والمعاصر، أن ميزانية المهرجان تقترب من الـ5 ملايين جنيه، وليست 10 ملايين جنيه كما ردد البعض.
وقال إنه تم توقيع بروتوكول تعاون مع المعهد الدولى للمسرح «ITI» بهدف مد سُبل التعاون والتآخى وتبادل الخبرات المسرحية والفنية ومن المقرر أن يفتتح المهرجان عرضا صينيًا، فى إطار الاحتفال باختيار 2016 عام مصر والصين.
وأضاف: كانت هناك محاولات مستميتة تبذل منذ سنوات لإعادة المهرجان بعد توقفه قرابة الـ6 سنوات، ولكنهم فوجئوا بعدم وجود ميزانية مخصصة لإقامته وإنهم واجهوا عراقيل ومعوقات كثيرة، وبعد تخصيص الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة، للميزانية تقرر إعادة المهرجان إلى خريطة المهرجانات المصرية.
وتابع أن مصر يجب أن تستعيد قوتها الناعمة فى الدول العربية، وأن تعود مرة أخرى كمصدر إشعاع ثقافى وفنى، بمهرجاناتها وفعالياتها الفنية والثقافية لأن هذا لا يُقدر بمال، لأن «قفل النوافذ هيصيبنا بالاختناق».
وطالب مهران بتجديد الحركة المسرحية لإتاحة الفرصة أمام شباب المسرحيين للتفاعل مع التجارب المسرحية فى الخارج، للاحتكاك بمدارس متنوعة تسهم فى إثراء الحركة المسرحية المصرية، وقال إن هذا يحتاج إلى تبادل عرض مجموعة من التجارب الإقليمية الدولية، وأن المهرجان يعتمد هذا العام على فكرة الورش المسرحية ويقيم عددا من الورش المختلفة فى تقنيات خشبة المسرح، وأخرى للأداء الجسدى، وثالثة فى تقنيات الكتابة، تقدم للمشاركة بها عدد كبير جدًا وسنختار عددا من المتقدمين لأننا لن نتمكن من اختيار الأعداد الكثيرة التى تقدمت. وأعلن أن برنامج حفل الافتتاح سيقدم بطريقة مختلفة ويتضمن افتتاحية بروتوكولية مع كلمة الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة، وكلمة رئيس المهرجان، ثم يليها العرض الصينى. وصرح «مهران» بأنه يدرس فكرة لاستمرار الورش على الأقل 4 مرات فى العام، على أن تعقد ربع سنوية، أى كل 3 شهور، لتستوعب كل المتقدمين.
وواصل أن التجارب التى يقدمها المهرجان متنوعة وليس من الضرورى أن يكون الملمح التجريبى هو السائد فيها، وأنها تجارب جديدة جمالية وفنية تنتمى لتيارات مختلفة نخاطب بها أمزجة مختلفة. وأشار إلى أنه تمت إضافة كلمة المعاصر بجانب التجريبى، بهدف تقديم عروض متنوعة ومختلفة وإتاحة الفرصة لجمهور المسرح لمتابعتها والتعرف عليها عن قرب.
جميل راتب يتصدر قائمة المكرمين
يكرم المهرجان فى حفل افتتاحه غداً الثلاثاء 6 فنانين مصريين وعرب وأجانب، أثروا الحركة المسرحية بإبداعهم، فى مقدمتهم الفنان الكبير جميل راتب تقديرا لتاريخه الفنى الطويل والأعمال المسرحية التى قدمها على مدار مشواره الفنى فى مصر وفرنسا مع فرقة الكوميدى فرانسيز. ويكرم المهرجان أيضا المخرجة الأمريكية الإيرانية تورانج يجيازاريان، المؤسسة لأعمال فرقة الخيط الذهبى، وهى أول فكرة مسرحية فى أمريكا تكرس أعمالها لمنطقة الشرق الأوسط والمهاجرين العرب، كما يكرم المخرج الصينى لوانج، أستاذ وعميد ورئيس قسم الإخراج بأكاديمية المسرح بشنغهاى، نائب جمعية شنغهاى للمسرح، ومن كينيا مومبى كايوجا، وهى كاتبة وممثلة ومنتجة ومخرجة مسرحية وسينمائية وتليفزيونية، والرئيس الأسبق لمركز تطويرالإعلام فى أفريقيا «ميديفيا»، بالإضافة إلى تكريم رئيس الهيئة الدولية للمسرح «ITI» محمد سيف الأفخم من الإمارات، مدير عام هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، رئيس مركز الهيئة الدولية للمسرح بالفجيرة، ويكرم من المبدعين الأفارقة فيمى أوسوفيسان من نيجيريا، الأستاذ بجامعة كوارا، وماليتى، وإيلورين، أستاذ زائر فى جامعة بكين بالصين.
6 ورش مسرحية
ينظم المهرجان عددا من الورش تشرف عليها الدكتورة دينا أمين التى قالت: إن الورش عددها 6، تتنوع ما بين تمثيل وإخراج وسينوغرافيا وتمثيل حركى لمدربين من أمريكا والهند وتشيلى وباكستان. وأضافت: وصل لإدارة المهرجان 1000 استمارة لطلب المشاركة، وتم فرزها، واخترنا 16 متدربا فى كل ورشة.
عصام السيد: لم نتجاهل عروض دولة على حساب أخرى
قال المخرج عصام السيد، المنسق العام للمهرجان: إن محاولات إعادة المهرجان منذ عام 2012 باءت جميعها بالفشل، وإن قرار إعادة المهرجان مرة أخرى صدر أثناء تولى الدكتور جابر عصفور مسؤولية وزارة الثقافة، وجاء الدكتور عبدالواحد النبوى، وكان من المفترض أن يعود المهرجان العام الماضى لكن التقاعس فى تحديد الميزانية المخصصة له كان السبب وراء تأجيله للعام الحالى.
وأضاف: منذ شهر فبراير الماضى، بدأت الجهود تتوجه مرة أخرى نحو إعادة المهرجان وتحديد ميزانيته.
وواصل: حصلنا على وعد من لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب برفع ميزانية المهرجان إلى 10 ملايين جنيه وهو ما استغله البعض للترويج بأن ميزانية المهرجان 10 ملايين جنيه وهذا غير حقيقى، وأنه يتمنى أن يتحقق هذا الرقم العام المقبل.
وتابع: عملنا هذا العام فى ظروف صعبة وأن هناك كتيبة من شباب المسرحيين تعمل دون أن تتقاضى أجرًا، وكان الهدف أمامنا هو العمل بعد فترة طويلة من التوقف.
وأشار «السيد» إلى أن ما تم تداوله عن تجاهل العرض العراقى، ادعاءات غير صحيحة، وأن لجنة المشاهدة مكونة من 7 أشخاص شاهدوا 79 عرضا، وأنهم قاموا بترتيب العروض طبقا لعدد الأصوات التى حصلت عليها، لدرجة أنه عندما يتساوى عرضان فى التصويت يتم اختيار التنوع.
وتابع: اخترنا 16 عرضا من إجمالى 79 تقدمت للمشاركة، وأنه تمت مشاهدة العروض منذ شهر مارس الماضى إلى منتصف شهر مايو الماضى.
3 ندوات ومائدة مستديرة [image:6]
أكد الدكتور حسن عطية، المشرف على برنامج ندوات المهرجان، أن ندوات المهرجان ستكون معاصرة تطرح قضايا فكرية هامة بما يصب فى خدمة الحركة المسرحية، مشيراً إلى أن الندوة الأولى تتحدث عن المضامين التى قدمها المسرح التجريبى خلال الـ5 سنوات الأخيرة مثل قضايا إرهاب وتكفير، وذلك بمشاركة عدد من المفكرين العرب، والندوة الثانية عن كيفية نجاح المسرح فى صياغة البنية الدرامية المرتبطة باللحظة الآنية، والندوة الثالثة تركز على مجموعة من المغتربين العرب للتعرف على كيفية طرحهم لقضايانا فى العالم، بالإضافة إلى مائدة مستديرة بمشاركة عدد من مسؤولى المهرجانات فى العالم.