«حمزاوى».. يحافظ على آثار مدينته بـ«ماكيت خشب»

كتب: سمر النجار, سحر المليجي السبت 17-09-2016 23:56

بعد تدهور حال آثار رشيد وانهيار عدة منها دون اهتمام مسؤولى الآثار، فكر محمد حمزاوى، فى طريقة تحافظ على آثار مدينته، ولكن على طريقته الخاصة.

«محمد حمزاوى» شاب بسيط، تخرج من المدرسة الثانوية، قسم نجارة، ولأن ظروف الحياة صعبة، التحق منذ تخرجه بالعمل فى معرض للموبيليا، فهو لا يمتلك القدرة المالية على عمل ورشة نجارة خاصة به، على حد قوله.

عقله ويداه وحبه لـ«بيت الأماصيلى»، ذلك البيت المواجه لبيته، هى كل ما كان يمتلكه محمد، لذا فكر فى صناعة ماكيت خشبى لواجهة بيت الأماصيلى، باستخدام «أبلكاش وفليتو وغرة»، أما عن أدواته التى يعمل بها فهى «المنشار والكتر والجفت».

5 سنوات هى عمر «ماكت الأماصيلى»، الذى لم يكتمل بعد، لأنه لا يعمل به يوميا، بل ينتظر راحته الأسبوعية كى يجلس فى حجرته، ويضيف حمزاوى بعضا من الملامح الجديدة إلى الماكيت، ولكنه يتوقع أن ينتهى منه تماما مع نهاية العام الحالى، ليبدأ رحلة توثيق كل البيوت الأثرية فى مدينة رشيد.

ويقول حمزاوى: «بدأت مشروعى، بسبب حبى الشديد للآثار الإسلامية فى مدينة رشيد، وخوفى من اختفائها خلال السنوات المقبلة، خاصة مع تهدم بعضها، والخوف من انهيار عدد ثان منها بعد امتلائها بمياه الأمطار، خلال فصل الشتاء، وقد بدأت بأكثر منزل أحبه، وهو منزل الأماصيلى، المواجه لمنزلى».

ويستكمل: «على الرغم من أن المنزل لم يكتمل بعد، لكنه واضح المعالم، ومن يراه يكتشف أنه ماكيت منزل الأماصيلى، حتى إن رئيس مجلس المدينة طلب منى أكثر من مرة المشاركة به فى احتفالات استقبال المسؤولين، وعرضه فى متحف رشيد، خلال جولات الوزراء والمسؤولين».

ويتابع حمزاوى: «المسؤولون يطالبونى بأن أهديه إلى المتحف أو مجلس المدينة، لكننى أرفض ذلك، لأنهم لا يهتمون بالمبانى الأثرية نفسها، فكيف سيتعاملون مع الماكيت الذى قضيت فيه 5 سنوات من عمرى، كما أننى أرفض أن أبيعه لبعض تجار الموبيليا، والذين عرضوا على 15 ألف جنيه ثمنا له».

واختتم حمزاوى حديثه قائلا: «نفسى أعمل معرض فنى يضم ماكيتات لكل البيوت الأثرية فى رشيد، لأنها لن تكون مجرد أعمال خشبية، بل هى توثيق لتاريخ وحضارة مدينة رشيد».