رباعية نظيفة، حسم بها فريق نادي الزمالك لقاء الذهاب بالدور نصف لرابطة دوري أبطال أفريقيا بنسختها الجارية، على حساب الوداد البيضاووي المغربي، بملعب برج العرب، لتُعلن الأفراح والليالي الملاح داخل أسوار ميت عقبة مبكراً، قبل لقاء الإياب السبت المقبل، بالعاصمة المغربية.
وعلى الرغم من الفوز العريض لبطل مصر على حساب نظيره المغربي، والمستوى الهزيل الذي ظهر عليه فريق الوداد خاصةً على مستوى خط دفاعه وحارس مرماه، إلا أن الساحرة المستديرة بجنونها وأسرارها لا تعترف باعلان فائز وخاسر، منتصر ومهزوم، إلا مع صافرة نهاية مباراة، لتبقى هي الأمر الفاصل والحاسم في اعلان النتيجة النهائية.
التقرير التالي نستعرضه من أجل تحذير فريق نادي الزمالك من استمرار الأفراح والثقة الزائدة قبل موقعة الحسم في المغرب أمام الوداد، ونرصد من خلاله 6 مباريات بالكرة الأفريقية شهدت جنون وإثارة اللعبة وعادت خلالها أندية ومنتخبات من بعيد لتحقق المعجزة مع صافرة النهاية.
البداية في عام 1974، حين ظن فريق غزل المحلة أنه قد ضمن التأهل لدور الثمانية لبطولة أفريقيا للأندية أبطال الدوري عقب الفوز على الهلال السوداني بأربعة أهداف مقابل هدف واحد، ولكن الفريق السوداني يفجر المفاجأة ويفوز بعقر داره بالنتيجة ذاتها، ليتم اللجوء لركلات الترجيح والتي فتحت ذراعيها لزعيم الفلاحين.
جنون الكرة الأفريقية يستمر في بطولة العالم للشباب عام 1989، بدور الثمانية لكأس العالم للشباب، ومواجهة جمعت منتخبي نيجيريا وروسيا، حيث تقدم المنتخب الأوروبي بأربعة أهداف نظيفة حتى الدقيقة 47 من عمر المواجهة، إلا أن النسور الخضراء قلبت الطاولة وسجلت رباعية متتالية في غضون 24 دقيقة، ليحتكم المنتخبان لركلات الترجيح والتي ابتسمت للمنتخب الأفريقي.
وفي تصفيات أمم أفريقيا 1997 للشباب، ينجح المنتخب المصري تحت قيادة حلمي طولان في تحقيق انتصار كاسح على نظيره الاثيوبي بالقاهرة، بخماسية نظيفة، ليضع قدماً ونصف القدم الأخرى في العرس القاري، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، وتنقلب الأمور رأساً على عقب بخماسية نظيفة لأبناء الحبشة في لقاء العودة وسط أنصارهم، ليجتكم المنتخبان لركلات الحظ الترجيحية التي رجحت كفة الفراعنة عقب معاناة.
وإثارة ما بعدها إثارة تشهدها مواجهة منتخبي الكاميرون والبرتغال بكأس العالم للشباب 2003، فيتقدم البرتغاليون بخماسية حتى قبل النهاية بـ 20 دقيقة، إلا أن الأسود الصغيرة سناً الكبيرة في الإصرار والعزيمة يعلون التحدي ويسجلون خمسة أهداف تعادل الكفة في الثلث ساعة الأخيرة من عمر المواجهة، محققين عودة اعجازية مع صافرة النهاية.
ويتلاعب فريق أياكس كيب تاون الجنوب أفريقي بضيفه ماونت الكاميروني ويدك شباكه بخمسة أهداف مقابل هدف بذهاب ثمن نهائي الكونفدرالية نسخة 2008، إلا أن الكاميرونيين قاموا بتقلين الفريق الجنوب أفريقيا درساً قاسياً في الثقة الزائدة التي تصل إلى الغرور، بخمسة أهداف نظيفة تعبر بهم إلى الدور التالي، وسط دهشة الضيوف.
ويجن جنون البرتغالي مانويل جوزيه، المدير الفني السابق للأهلي، خلال قيادته للمنتخب الأنجولي، ففي المباراة الافتتاحية لأمم أفريقيا التي نظمتها أنجولا في عام 2010، ظل فلافيو ورفاقه متقدمين في النتيجة برباعية نظيفة حتى الدقيقة 79 من عمر المباراة، لتهتف جماهيرهم بقوة ويبدأ اللعب الاستعراضي، فيأتي العقاب قاسياً للغاية من قبل المنافس، المنتخب المالي، والذي سجل 4 أهداف في أخر 11 دقيقة من المواجهة التي انتهت بالتعادل في واحدة من أغرب مباريات الكرة الأفريقية، وسط ذهول أنصار المنتخب الأنجولي.
التذكير الأخير لنجوم الزمالك وجهازه الفني قبل موقعة الاياب أمام الوداد، ولعله الأقرب والأكثر واقعية، أبناء القلعة البيضاء كانوا قاب قوسين أو أدنى من الانضمام لقائمة العظماء الستة سالفي الذكر، فلولا الكرة الأخيرة التي مرت بجوار القائم الأيمن لحارس النجم الساحلي التونسي بسنتيمترات، مع صافرة نهاية مواجهتهما بإياب نصف نهائي الكونفدرالية نسخة 2015، عقب خمسة أهداف مُنيت بها الشباك البيضاء بملعب سوسة.