«ثوار ليبيا» يتقدمون نحو البريقة شرقاً ويتعثرون فى الغرب

كتب: وكالات السبت 06-08-2011 16:49

أعلنت قوات المعارضة الليبية أنها حققت تقدماً باتجاه مدينة البريقة النفطية فى الشرق وأنها استولت على تل يطل على جزء من البلدة من أيدى قوات العقيد الليبى معمر القذافى وأزالت الألغام فى طريقها، بينما تستعد للتقدم نحو البريقة، بينما لاتزال قوات الثوار تواجه عقبات فى إحراز تقدم فى الجبل الغربى فى الطريق إلى طرابلس.

وقال محمد الزواوى، المتحدث باسم المعارضة «إنه قريب جدا جدا من البريقة، من هذا التل يمكننا أن نرى بسهولة المنطقة السكنية فى البريقة». وأضاف أن المعركة لم تشهد سقوط قتلى. وتواجه المعارضة مشاكلها الخاصة من فقدان قوة الدفع على جبهة القتال إلى مشاكل الانقسامات الداخلية التى كشفها الأسبوع الماضى بوضوح مقتل اللواء عبدالفتاح يونس، قائدها العسكرى فى ظروف غامضة.

لكن المعارضة فى الغرب، التى سيطرت على المنطقة الأقرب إلى العاصمة تجد صعوبات فى التقدم لبضع مئات من الأمتار، ناهيك عن الوصول إلى معقل معمر القذافى فى طرابلس، وقال مقاتل من المعارضة ـ طلب عدم الكشف عن اسمه لحماية عائلته من أى هجمات انتقامية: «عندما سيطرنا عليه أخذنا نقول سنصل إلى طرابلس قريبا، واتصلنا حتى بعائلاتنا وقلنا إننا قريبون جدا من طرابلس. الآن لا نتوقع فى حقيقة الأمر إحراز أى تقدم. نأمل فحسب». وتسلط الأوضاع فى بئر الغنم الضوء على الصعوبات التى تقف أمام محاولة ترجيح كفة الحرب فى ليبيا لصالح المعارضين الذين يسعون لإنهاء حكم القذافى المستمر منذ 41 عاما.

من جانبه، أعلن وزير الخارجية الإيطالى فرانكو فراتينى أن محاولات التفاوض لإنهاء الأزمة الليبية لم تحقق نجاحا، على حد وصفه، دون إيضاح إن كانت هذه المحاولات بين طرفى الصراع فى ليبيا أم بين نظام العقيد معمر القذافى والمجتمع الدولى.

وأضاف فراتينى - فى مقابلة بثتها القناة الثانية التابعة للتليفزيون الحكومى الليلة الماضية - «لقد تحصلنا على معلومات استخبارية أكيدة تفيد بأن النظام الليبى معزول ويشهد حالات انشقاق متكررة ومحاولات للتفاوض لم تفض للأسف إلى نتائج».

وفى غضون ذلك، ساد الهدوء العاصمة اليمنية صنعاء أمس، بعد اندلاع أعنف اشتباكات بين قوات الحرس الجمهورى ومسلحين موالين للزعيم القبلى الشيخ صادق الأحمر، شيخ مشايخ قبيلة حاشد، الذى يتزعم ائتلافا يدعم الاحتجاجات المناهضة للنظام، فيما خيم التوتر على مدينة عدن كبرى مدن الجنوب إثر مقتل شخصين خلال إطلاق نار للجيش على متظاهرين، فى الوقت الذى لاتزال فيه الأزمة السياسية لا تراوح مكانها مع تواجد الرئيس على عبدالله صالح فى السعودية لتقلى العلاج إثر إصابته فى انفجار فى مسجد بقصره الجمهورى فى مايو الماضى.

وقال مصدر فى قبيلة حاشد التى يتزعمها حسين الأحمر إن مقر إقامة الشيخ حسين الأحمر، شقيق الشيخ صادق، فى مجمع الصوفان السكنى فى شمال الحصبة، تعرض لقصف صاروخى من الحرس الجمهورى الذى يقوده أحمد، الابن الأكبر للرئيس على عبدالله صالح، غير أن المعارك هدأت وساد هدوء حذر طيلة الليل لم يقطع سكونه إلا طلقات رشاش متقطعة، وقال مصدر فى صنعاء إن «ضغوطا دبلوماسية غربية مورست على الطرفين لوقف المعارك». كان أنصار الشيخ صادق الأحمر انتشروا صباح أمس الأول، فى صنعاء وحفروا الخنادق مع تقدم الجيش باتجاه معقلهم فى العاصمة.

فى المقابل، نفى مصدر أمنى يمنى فى صنعاء ما ذكرته بعض وسائل الإعلام عن حدوث اشتباكات بين قوات الحرس الجمهورى وقوات تابعة للزعيم القبلى، صادق الأحمر، بمنطقة الحصبة الجمعة، وقال إن الأمر يتعلق بـ«اعتداء» نفذه المسلحون على نقطة أمنية باتجاه قاعدة الإصلاح المركزية، و«تم التعامل معهم». ونفى أن مطار صنعاء الدولى قد توقف، وأنه تم تحويل عدد من الرحلات إلى مطارات أخرى باليمن.

وتأتى هذه التطورات الأمنية بعد جمعة جديدة شهدت احتشاد مئات الآلاف من مؤيدى الرئيس صالح من جهة، والقوى المناهضة لحكمه من جهة أخرى، فى ساحات صنعاء. ورفع المتظاهرون المؤيدون لصالح شعارات تؤكد «تمسكهم بالشرعية الدستورية» بينما حرص المحتجون ضد الرئيس اليمنى على رفع شعارات تطالب بإنهاء حكمه.

وعبر السفير الأمريكى بصنعاء، جيرالد فايرستاين عن أسفه لاشتباكات الحصبة ، مؤكداً أن اليمن يتجه إلى وضع كارثى إذا لم يحتكم الجميع للحوار ويحكّموا صوت العقل، وكشف عن مؤشرات إيجابية لمفاوضات تجرى بصورة غير معلنة بين السلطة والمعارضة فى اليمن، مؤكداً أن بلاده تدعم عملية نقل السلطة بشكل سلس وآمن، ونافياً انحياز واشنطن للرئيس صالح ونظامه كما يتهمها الشباب المحتجون وأطراف فى المعارضة.