نشأته فى قرية تتميز باحترافها فى المشغولات اليدوية من السجاد والكليم جعلته بالفطرة عاشقاً لهذه الحرفة التى تعلمها من جدوده، إلا أنه قرر مع مرور الوقت أن يضع بصمة مختلفة تميزه عن الجميع فى هذا المجال، حتى أصبح واحداً من أشهر الموجودين فى قريته بسبب أعماله التى لاقت إعجاب الأجانب والمصريين، وجعلت إدارة مكتبة الإسكندرية تدعوه للاشتراك فى مهرجان «من فات قديمه تاه».
جمعة محمد، أحد صناع السجاد والكليم فى قرية الحرانية بالجيزة، والذى جسد جميع التراث المصرى القديم والحديث على السجاد والكليم، والذى يبلغ ٤٠ عاماً، يحكى عن مهنته التى شارك فى تطويرها، فيقول: «السجاد والكليم متاحف عالمية متنقلة نقدر نستفيد بها فى دعم السياحة»، لافتا إلى أنه عمل فى مجال صناعة النسيج وهو يبلغ ١١ عاماً، بحكم أسرته التى تعمل جميعها فى هذه المهنة، ويضيف عن بداياته: «كانت مهمتى فى البداية هى البحث عن صوف الخرفان فى القرى المجاورة، وبعدها بدأت أتعلم كيفية صبغه بالألوان النباتية وغزله».
شغف «جمعة» بتاريخ مصر القديم دفعه إلى التفكير فى طريقة لنسج الأحداث والأماكن التاريخية على «السجاجيد»، وبخاصة بعد شهرته وتعامله مع السائحين المترددين على القرية، ويكشف: «كان عندى شغف بنسج الجوامع القديمة والمعابد الفرعونية والأسواق والحياة العامة للمصريين والمهن القديمة على الكليم والسجاد».
«توت عنخ آمون» و«نفرتيتى» هما الشكلان الأكثر طلبا حسبما قال «جمعة»، لافتا إلى أن القطعة الواحدة بمساحة متر ونصف المتر طولا وعرضا تستغرق ما بين شهرين وثلاثة شهور، والقطع الصغيرة تستغرق أسبوعا، أما عن الأسعار، فيوضح: «الأسعار تبدأ من ٥٠ جنيها حتى ٥ آلاف جنيه، ويرجع ذلك إلى ارتفاع أسعار الصوف والجهود المبذولة فيه».
ويتابع: «المصريون لا يقدرون الفن ده، وقليل دلوقتى لما يشتروه عشان سعره عالى، وكمان لا يستخدمونه إلا فى الأرض، أما الأجنبى فيقدر الجهد والفن المبذول فيه، ولكن للأسف حاليا مبقاش موجود الزبون الأجنبى اللى كنا معتمدين عليه».
وعن أزمة صناعة النسيج فى مصر حالياً، يؤكد: «فن النسيج فى مصر لم يجد اهتماما من الدولة، ولذلك تركت قرية الحرانية، أشهر قرى صناعة النسيج، هذه الصناعة، ولم يصبح بها إلا عدد قليل يعمل فى هذه المهنة».