أصدر المؤرخ الإسباني، أنخل بينياس، كتابا يورد فيه فرضية مفادها أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، ونستون تشرشل، دخل في منافسة مع المصرفي الإسباني خوان مارش وأسس شبكة رشاوي واسعة شملت عدة جنرالات في جيش الدكتاتور السابق فرانكو، للحيلولة دون دخول إسبانيا معترك الحرب العالمية الثانية إلى جوار ألمانيا في معسكر المحور.
وأظهر بينياس في كتابه «رشاوي.. كيف اشترى تشرشل ومارش جنرالات فرانكو»، الصورة الإيجابية عن الدكتاتور الإسباني السابق وكيف أنه رفض خوض الحرب بداعي أنه لم يرضخ لضغوط الزعيم النازي أدولف هتلر، حيث كشف المؤرخ الإسباني أن فرانكو كان يريد دخول الحرب لأنها ستساهم في توسيع رقعة البلاد.
وأوضح المؤرخ أن فرانكو كان بحاجة لمساندة هتلر كي ينفذ تطلعاته الإمبريالية التي كانت تركز على المغرب الفرنسي وشمال أفريقيا وأفريقيا جنوب الصحراء وجبل طارق.
وأضاف بينياس: «لم يكن دخول إسبانيا الحرب أمرا مصيريا بالنسبة للألمان، لكنه كان كذلك بالنسبة للبريطانيين، الذين كانوا يسعون لمنع انقطاع خطوط المواصلات عبر المضيق».
وعكف المؤرخ الإسباني على دراسة وثائق أسقطت الاستخبارات البريطانية السرية عنها في 2013 وتشير إلى أن تشرشل كان يشعر بالقلق الشديد إزاء احتمال دخول إسبانيا الحرب.
ويرى بينياس أنه بالنسبة للبريطانيين فقد كانت هناك نقطة حرجة، ألا وهي يونيو1940 حينما احتلت القوات الألمانية فرنسا، وكان الخوف هو غزو النازيين لإسبانيا وسيطرتهم على جبل طارق، أو حتى انضمام إسبانيا إلى المحور ومهاجمة المضيق.
لذا فقد أطلقت لندن عملية واسعة النطاق لرشوة أشهر جنرالات فرانكو، وعلى رأسهم أراندا وباريلا وجايارثا وكيندلان، الذين لم يكن هتلر يروق لهم، وكذلك نيكولاس فرانكو شقيق الدكتاتور.
وكشف المؤرخ أن كيندلان على سبيل المثال «تلقى أربعة مليون بيزيتا، أي ما يعادل 34.8 مليون يورو» أو 39 مليون دولار في الوقت الحالي.