شارك آلاف السوريين السبت، فى مظاهرات حاشدة فى عدة مدن ضد نظام الرئيس بشار الأسد، تحت شعار «جمعة الله معنا»، وذلك بعد أن حملت الجمعة السابقة لها اسم «صمتكم يقتلنا» والتى هاجموا فيها صمت الدول العربية تجاه ما يرتكبه النظام السورى ضد المتظاهرين، وذلك بعد سقوط 109 قتلى فى حماة برصاص الجيش السورى فى حملته المستمرة ضد المدينة.
وردد المتظاهرون هتافات منها «الله معنا.. الله معنا وعالحرية عم يجمعنا»، و«الله معنا.. الله معنا عم نشكيلو وعم يسمعنا»، و«الله معنا.. الله معنا وبالشهادة عم يرفعنا».
وأكدت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلارى كلينتون، أن الولايات المتحدة ستحض الأوروبيين والعرب وسواهم على ممارسة قدر أكبر من الضغوط على نظام الأسد لكى يوقف قمعه الدموى للمحتجين المطالبين بالديمقراطية. فيما حذر مؤسس هيئة التنسيق الوطنى لقوى المعارضة السورية عبدالعزيز الخير من تحول المظاهرات السورية المطالبة بالإصلاح وتغيير النظام إلى العمل المسلح، وأكد أن قوة الثورة فى سلميتها، ودعا لتكوين بنية سياسية متكاملة فى كل سوريا تضم جميع الأطياف.
وقال الخير لقناة «العربية»الجمعه إن «أهم عامل لقوة الثورة هو سلميتها، فالسلمية هى السلاح الرئيسى الذى يظهر مدنية ورقى الشعب ويكشف وحشية النظام وسوء ممارساته، كما تكشف الانحطاط والبؤس الأخلاقى للحل الأمنى الذى يعتمده النظام»، وأضاف أن «النظام يتمنى أن يظهر السلاح بين المتظاهرين ويبذل جهوداً لتوريط المتظاهرين بحمل السلاح». وناشد كل قوى المجتمع السورى بألا يجرها النظام ولا المحاولات التى تبذل من بعض الجهات لرد فعل مسلح، لأنها بذلك تطلق النار على الثورة.
فى غضون ذلك، رأى معارضون وناشطون سوريون أن السلطة غير جادة فى التحول إلى دولة ديمقراطية مدنية، معتبرين إصدار قانون يجيز التعددية الحزبية، وقانون ينظم العملية الانتخابية «مناورة» من قبل السلطة طالما لم يتم تعديل الدستور.
وقال رئيس المركز السورى للدراسات والأبحاث القانونية، المحامى أنور البنى، إن «السلطة غير جادة بنقل المجتمع من مجتمع الهيمنة إلى مجتمع التعددية والديمقراطية وما تفعله هو محاولة أمام الرأى العام داخلياً وخارجياً لتجميل وجه الهيمنة». واعتبر الكاتب والناشط السياسى لؤى حسين أن «القوانين لا تهم أبداً فهى جانب من المناورة التى تقوم بها السلطات لإزاحة محور الصراع القائم على أساس الحرية والحقوق لتجعله على القوانين وجوانب إجرائية».
فى غضون ذلك، كشف ممثل روسيا فى حلف شمال الأطلنطى «الناتو» دميترى روجوزين أن الحلف بدأ فى التخطيط لعملية عسكرية ضد سوريا، وقال روجوزين لصحيفة «أزفيستيا» الروسية، السبت ، إن بلاده تعارض استخدام القوة ضد سوريا، كما عارضت استخدامها فى ليبيا، ورأى أن تصريحات الأمين العام لحلف الأطلنطى أندرس فوج راسموسين، التى قال فيها إن الظروف لم تنشأ بعد ليبدأ «الناتو» عملية عسكرية فى سوريا، تعنى أنه يجرى التخطيط للعملية، وكان الرئيس الروسى ديمترى ميدفيديف أكد الجمعه أن الرئيس السورى بشار الأسد ينتظره «مصير محزن» إذا لم يبدأ بالحوار مع المعارضة ويبادر بتنفيذ الإصلاحات.
من جانبها، حملت هيلارى كلينتون النظام السورى مسؤولية مقتل أكثر من 2000 شخص، مجددة التأكيد على أن واشنطن تعتبر الأسد «فقد شرعيته لحكم الشعب السورى».
وقالت إن الولايات المتحدة ستطلب من حلفائها ممارسة المزيد من الضغوط على النظام السورى. وأضافت: «نحن بحاجة إلى دعم الأوروبيين وسواهم. نحن بحاجة إلى دعم الدول العربية. نحن بحاجة إلى صوت موحد أقوى بكثير قادر على ممارسة الضغط على نظام الأسد، ونحن الآن نعمل على تحقيق ذلك». ورحبت هيلارى بالبيان الرئاسى الذى أصدره مجلس الأمن الدولى وتضمن إدانة للقمع فى سوريا، مؤكدة أنه أول الغيث على طريق «محاسبة» المسؤولين عن القمع. وأضافت أن الإجراءات المستقبلية ستهدف إلى إرسال «رسالة شديدة الوضوح إلى نظام الأسد، إلى أتباعه، مفادها بأن هناك ثمناً لابد من دفعه لمثل هذه الأعمال من إساءة معاملة شعبه والاعتداء عليه».
وكان البيت الأبيض اعتبر، الجمعه أن الأسد «على طريق الرحيل» وهو يأخذ سوريا ومجمل منطقة الشرق الأوسط فى «طريق خطير».
ميدانياً، أعلن المرصد السورى لحقوق الإنسان أن مدينة دير الزور فى شرق سوريا تشهد منذ الأربعاء الماضى حركة نزوح جماعى واسعة النطاق لسكانها، تكثفت أمس الأول، وذلك خوفا من هجوم وشيك قد تشنه قوات الجيش على المدينة المحاصرة.