رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية: نظام الملالى في مراحله الأخيرة

كتب: شارل فؤاد المصري الجمعة 05-08-2011 16:30

عندما التقيت السيدة مريم رجوى فى باريس أبديت إعجابى بصلابتها وبقوة عزيمتها .السيدة التى تحظى باحترام العالم وحب ملايين الإيرانيين فى خارج إيران وداخلها لها رؤية سياسية واضحة ومحددة تجاه ما يحدث داخل إيران أو خارجها.عندما تتحدث مريم رجوى عن بلدها إيران وعن الذى يحدث داخله تشعر بمرارة الظلم الواقع على هذا الشعب وتتمنى له الخلاص فى أقرب فرصة وأن تهب عليه نسمات الربيع العربى فى أقرب وقت.مريم رجوى.. حالة نسائية إسلامية جديرة بالاحترام.. «المصرى اليوم» أجرت معها هذا الحوار:

بداية ما آخر أخبار المجلس الوطنى للمقاومة الإيرانية؟

- فيما يتعلق بالمجلس الوطنى للمقاومة الإيرانية أود أن أقول إننا هذا العام احتفلنا بالذكرى السنوية الثلاثين لتأسيس المجلس الوطنى للمقاومة الإيرانية. وأثبتت تجربة الأعوام الثلاثين الماضية عدم صحة وجود أى تغيير داخل النظام من خلال الحوار معه، وأظهرت أن هذه المقاومة والتمسك بثوابت النضال واستلهام كفاح الشعب الإيرانى من أجل الحرية هى السبيل الوحيد للإطاحة بنظام ولاية الفقيه.

والحقيقة أن الظروف التى تمرّ بها المنطقة والأوضاع السياسية السائدة، سواء فى إيران أو فى سائر الدول فى المنطقة، تشير إلى حالة غليان لم يسبق لها مثيل؛ كما أن انتفاضات شهرى فبراير ومارس من هذا العام أثبتت أن الاعتقالات والإعدامات لم تستطع حماية النظام من أعاصير الثورة والاحتجاجات من جهة، ومن تصاعد الصراع فى قمة السلطة الحاكمة من جهة أخرى. ومجمل هذا دليل على زعزعة النظام وهزات السقوط فيه، كما أن صمود مدينة «أشرف» ـ معسكر اللاجئين الإيرانى فى العراق ـ فى مواجهة الهجوم الإجرامى الذى شنته القوات العراقية عليه فى الثامن من أبريل، والحملة العالمية لتأييد وحماية سكان أشرف، وصدور قرار المحكمة الفرنسية برفض تهمة الإرهاب عن المقاومة وتأكيدها على شرعية مقاومة الشعب الإيرانى، وشأنها ومكانتها.

كيف تقيّمون ما يجرى فى إيران حاليا؟

- الوضع فى إيران ينذر بالانفجار. وقد ظهر هذا الواقع خلال انتفاضة أبناء الشعب الإيرانى فى عام 2009، حيث أثبت الشعب الإيرانى أنه يريد إسقاط النظام برمته وإسقاط حكم ولاية الفقيه. وقد حاول النظام من خلال القمع المطلق تحجيم المجتمع، غير أن انتفاضات شهرى فبراير ومارس أظهرت أن هذا القمع المطلق لم يمكّنه أيضا من السيطرة على الوضع المتفجر هناك، خاصة أن الاقتصاد الإيرانى يعانى أزمة خانقة، بسبب سياسات الملالى المدمرة، فضلا عن الفساد المتفشى والنهب المنفلت اللذين يمارسونهما، وتخصيص ميزانية ضخمة لتمويل الجهود الرامية للحصول على السلاح النووى وتصدير التطرف وكذلك القمع الداخلى. من ناحية أخرى، فإن تناقضات النظام الداخليه أخذت أبعادا لم يسبق لها مثيل طيلة السنوات الثلاثين الماضية. وكما رأينا خلال الأسابيع الأخيرة، فإن الصراع تفجر حتى بين خامنئى وأحمدى نجاد، رئيس جمهورية النظام الذى كان أداة طيعة بيد الولى الفقيه خامنئى.

ما آخر المستجدات بشأن مخيم «أشرف» فى العراق وما الأفاق؟

- كان هجوم الثامن من أبريل على «أشرف» رد فعل النظام الإيرانى لكبح جماح القوة المتعطشة للحرية فى المجتمع الإيرانى، ولا سيما بعد تجديد وهج نار الانتفاضات من تحت رماد الخيانة. وكان هجوم 28 و29 من يوليو عام 2009 بعد شهر ونصف من اندلاع الانتفاضات الشعبية وكان الولى الفقيه فى النظام بحاجة شديدة إلى شن هجوم على «أشرف» للحفاظ على توازنه. لأن وجود النظام وعدمه مرتبط مباشرة ببقاء أو عدم وجود القوة المضادة له. وهذه الحقيقة تمت تجربتها أكثر من مرة خلال ثلاثين عاما من حياة هذا النظام. وفى الوقت الحالى، وفى خضم إعصار الانتفاضات فى المنطقة، اشتدت الحالة وأربكت النظام، وهنا شنت أرتال المدرعات هجوما على «أشرف» بهدف القضاء عليه بالكامل، لكن سكان «أشرف» المجاهدين فى سبيل الحرية وفى معركة لم يسبق لها مثيل وبأيد فارغة صمدوا أمام القوات المدرعة وأفشلوا مفعول خطة الإبادة وتدمير «أشرف»، لذلك فإنهم قدموا 36 شهيدا و350 جريحا لاتزال حياة بعضهم فى خطر من شدة الجروح وحرمانهم من أدنى الإمكانيات العلاجية والطبية.

وبشأن مستقبل «أشرف»، فكما جاء فى الخطة الأوروبية، يجب إنهاء الحصار على أشرف، ويجب خروج العناصر المسلحة من هناك، وأن تبدأ فورا تحقيقات مستقلة محايدة حول هذه الجريمة. وأصبح من الضرورى أكثر من السابق أن تتولى الأمم المتحدة مسؤولية حماية «أشرف» وينتشر المراقبون التابعون للأمم المتحدة هناك حتى الحسم النهائى.

وفى هذا الصدد نطالب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى فقط بتوفير الحماية لهؤلاء المراقبين.

فى الوقت نفسه، أكد الرئيس العراقى جلال طالبانى قبل أيام إغلاق المخيم، بهدف إرضاء خامنئى وأحمدى نجاد حيث قال: «قررنا إغلاق مخيم «أشرف» فى نهاية العام الحالى، وتم تشكيل لجنة ثلاثية مكونة من العراق وجمهورية إيران الإسلامية والصليب الأحمر الدولى لإيجاد آليات ملزمة فى هذا الشأن وإننا نعتزم منع أى اعتداء على الجوار»، لكن لجنة الصليب الأحمر الدولى نفت فورا وبلسان رئيسها فى بغداد المشاركة فى هذه اللجنة وأيدت دور النظام الإيرانى المباشر فى إملاء نواياه على الحكومة العراقية بشأن أشرف.

إن تحديد المهلة التى أملاها النظام الإيرانى لإغلاق «أشرف» حتى نهاية 2011 تعتبر محاولة يائسة للهروب من العواقب الداخلية والدولية للجريمة التى ارتكبوها ضد الإنسانية فى «أشرف» فى الثامن من أبريل الماضى، وكذلك لصرف الأنظار عن دعوة المجتمع الدولى لفتح تحقيق «شامل وشفاف ومستقل» فى هذا المجال.

وأريد أن أؤكد فى هذا الشأن أن الولايات المتحدة الأمريكية تتحمل المسؤولية فى هذا المجال، بسبب نقلها مسؤولية حماية «أشرف» إلى حكومة كانت نيتها واضحة مسبقا فى قمع سكان أشرف.

وإننى هنا ومن خلالكم، أدعو جميع الشعوب والحكومات العربية وجميع رجال الدين فى الدول العربية والإسلامية ولا سيما فى مصر الشقيقة لدعم أشرف. إن تأييد «أشرف» لا يعد واجبا إنسانيا فقط بل يعد دعما للشعب الإيرانى ودفاعا عن أهم خندق مناهض للتطرف الدينى ومساعدة لمنع توسيع هذه الظاهرة المشؤومة فى العالمين العربى والإسلامى.

مر عام على توقعات كثيرين بحدوث ثورة فى إيران لكن نظام الملالى قمع الانتفاضة.. هل تعتقدين أن نظام الملالى سيسقط قريباً؟

- لا شك أن نظام الملالى يمرّ بالمرحلة الأخيرة من حياته. وجميع شروط الثورة فى مجتمعنا متوافرة فى حدها الأقصى.

ما هذه العوامل؟

- الأول: استياء شعبى واسع النطاق وكراهية عامة للنظام الحاكم.

الثانى: وجود حركة مقاومة منظمة يقودها كيان رائد مقتدر مثل: المجلس الوطنى للمقاومة، ومنظمة مجاهدى خلق.

الثالث وهو بطبيعة الحال ناجم عن العاملين السابقين: وهو الأزمة داخل النظام الإيرانى وصراع الذئاب المستحيل إيقافه. ولأن هذا النظام غير قادر على إحداث أى تغيير فى داخله فإن التناقضات والصراعات الداخلية ستزداد كل يوم أكثر من ذى قبل.

وأذكر أنه قبل ست سنوات، حاول خامنئى الولى الفقيه للنظام أن يأتى بشخص على سدة رئاسة الجمهورية يلعب فى ملعبه، وهو أحمدى نجاد، بهدف إيجاد نظام اللون الواحد، بحيث لا توجد فى داخله أى صراعات أو تناقضات، ولذلك قام بتصفية أشخاص قدموا خدمات كبرى لهذا النظام على مدى سنوات طويلة مثل: رئيس الوزراء السابق، والرئيس السابق لبرلمان النظام من الانتخابات، كما قام بإقصاء رافسنجانى، وكان الرجل الثانى فى هذا النظام طيلة ثلاثة عقود وكان له دور حاسم فى تبوّء خامنئى مكان الخومينى بعد وفاة الأخير، لكن إثر تفاقم السخط الشعبى والوضع المتفجر والملتهب فى المجتمع الإيرانى ظهرت هذه المرة فجوة عميقة بين أحمدى نجاد وخامنئى. وهذا معناه أن النار اندلعت فى بيت خامنئى نفسه، وتمرد ضده رئيس جمهورية كان يصفه خامنئى بأنه أفضل رئيس جمهورية فى تاريخ النظام. وهذا الصراع على السلطة داخل النظام لن يربح فيه أحد ومن شأنه أن يساعد فى إسقاط النظام برمته.

ما تقييمكم لما حدث فى مصر من القبض على جاسوس يعمل دبلوماسيا فى السفارة؟

- اعتقال الجاسوس يثبت مرة أخرى حقيقة أن سفارات نظام الملالى وبعثاته الدبلوماسية فى الدول الأخرى ليست سوى جهاز لتصدير الإرهاب والتطرف. ولذلك فإن قطع العلاقات الدبلوماسية مع النظام الإيرانى وإغلاق سفاراته فى أى بلد قبل أن يكون موقفا سياسيا هو خطوة أمنية بامتياز لمنع أعماله الإرهابية وسد الطرق الرسمية وغير الرسمية لنفوذ الملالى فى سائر الدول، خاصة أن المهمة الأولى للعناصر العاملة فى سفارات النظام تحت غطاء الدبلوماسيين، تتمثل فى نشاطات تجسسية فى خدمة إرهاب النظام الإيرانى وتطرفه.

كيف كانت علاقاتكم مع النظام السابق فى مصر وكيف هى مع النظام الحالى؟

- لم تكن لنا علاقات مع الحكومة المصرية السابقة. ونأمل أن تقف الحكومة الجديدة إلى جانب الشعب والمقاومة الإيرانية من أجل إرساء الديمقراطية، وأن تدافع عن حقوق الإنسان فى إيران، وتضع حدودا فاصلة مع نظام الملالى وسياساته الإقليمية. وفيما يتعلق بدول الجوار العربية، فينبغى منذ الآن إرساء بناء علاقات أخوية وودية مع الشعب الإيرانى وذلك بالابتعاد عن هذا النظام الذى هو أسوأ عدو لشعب إيران ولجميع شعوب المنطقة لأن النظام الإيرانى يشكل التهديد الرئيسى لدول المنطقة جميعها.

لماذا تصر إيران على تصدير الثورة إلى الدول العربية على نهجها؟

- الحقيقة هى أن لدى النظام الإيرانى نوعين من الموضوعات الرئيسية التى تقلقه إزاء الدول العربية خصوصا الدول التى يستمر فيها ربيع الثورات العربية، كما لديه دافع للتدخل فى شؤون الدول الأخرى.

والدافع لهذا النظام للتدخل هو استغلال الاضطرابات الموجودة لتوجيه الوضع نحو ضمان مصلحة النظام فى المنطقة. ويريد خامنئى أن يستفيد من الانتفاضات فى المنطقة وأن تكون فرصة يستفيد منها نظامة، ويحاول النظام استغلال الوضع الراهن غير المستقر فى دول المنطقة لزيادة تدخلاته وتوسيع قواعده فيها. الموارد المالية الهائلة والإرهاب، هما أدوات النظام للتدخل فى شؤون دول المنطقة. ولهذا السبب قمت منذ اليوم الأول لبدء الانتفاضات نيابة عن الشعب والمقاومة الإيرانية بلفت انتباه الأخوات والإخوة فى دول المنطقة لمواجهة هذا الخطر وقلت وأكرر أيضا أن الشرط الأساسى لسلامة ونجاح هذه الحركات فى دول المنطقة وضع حدود حاسمة وواضحة مع النظام الإيرانى وإغلاق الطريق أمام نفوذه.

ولكن هناك اثنتين من المسائل الرئيسية المقلقة للنظام من الربيع العربى وهما:

أولا: توسع الانتفاضات فى إيران وتعميق وتكثيف السخط والتمرد فى صفوف الشعب الإيرانى، وثانيا: ولعله الأهم، انهيار جبهة النظام الإقليمية.

كيف تنظرون إلى تدخل النظام الإيرانى وتدخل حزب الله فى سوريا ؟ وما رأيكم فيما يقال عن دعمهما لها؟

- إذا سقط النظام الحالى فى سوريا فسيكون ذلك بمثابة القضاء على أكبر حليف للنظام فى المنطقة وضربة شديدة لهلال التطرف والأصولية وتغيير للأوضاع فى لبنان وفلسطين والعراق على حساب القوى المرتبطة بالنظام الإيرانى ولمصلحة الديمقراطية. ولهذا السبب فإن النظام الإيرانى يحاول بكل قواه التصدى لتقدم الانتفاضه فى سوريا. ولكن النظام تلقى هنا أيضا ضربة كبيرة من انتفاضة سوريا.

وهكذا فإن النظام الإيرانى، وحزب الله كجزء من قوات الحرس الإيرانى يسعيان بكل طاقاتهما لإنقاذ النظام السورى. وقد وظف النظام الإيرانى جميع إمكانياته العسكرية والإرهابية والدبلوماسية والسياسية والتجارب المتوفرة له فى قمع الانتفاضات فى إيران لإنقاذ النظام السورى.

وبالتأكيد إنكم سمعتم أن جزءاً من محادثات النظام الإيرانى مع رئيس جمهورية العراق خلال زيارته الأخيرة لإيران تناول الأوضاع فى سوريا وإيصال رسالة إلى الولايات المتحدة مفادها أن تلتزم الصمت إزاء جرائم النظام السورى المروعة ضد الشعب وألا تدعم ثورة الشعب السورى، ولكن ينبغى القول لخامنئى وعملائه ومرتزقته فى المنطقة إن فرصتهم انتهت منذ وقت طويل ولن يستطيعوا فعل شىء بهذه الأفعال والحركات الخائبة.

ماذا عن البرنامج النووى الإيرانى؟

- وفقا لمعلومات محددة يسعى نظام الملالى بأقصى قوته لامتلاك السلاح النووى. وقد كشفت المقاومة الإيرانية عام 2002 مواقع سرية فى نطنز وأراك، وكشفت النقاب عن مشروع سرى يعملون عليه منذ 18 عاما فى المجال النووى، وبذلك وضعت المقاومة العالم على علم بهذا التهديد العاجل. وكشفت المقاومة الإيرانية الجوانب المختلفة لبرنامج إيران النووى السرى عبر أكثر من 100 مؤتمر صحفى عقدتها منذ البداية حتى الآن، وكان لها دور مهم ودون بديل فى هذا المجال. ووفقا لكثير من الخبراء فإنه لولا ما كشفت عنه المقاومة الإيرانية، لكان الملالى قد تمكنوا من الوصول إلى القنبلة النووية. ووفقا لمعلومات الشبكة الواسعة للمقاومة داخل إيران وتحديدا فى أجهزة الحكومة ذات الصلة فإن الملالى عاكفون على العمل حاليا فى المجالات الثلاثة، التخصيب والتسلح وكذلك نظم إطلاق القنابل وعلى وجه الخصوص الصواريخ ذات الرؤوس النووية، وأن قوات الحرس هى الجهاز الرئيسى فى مشروع النظام للتسلح النووى. لكن الأهم من التقنيات والأنشطة النووية للنظام هو هدف النظام من هذا البرنامج.

فالنظام الإيرانى الدجال باستغلاله مشاعر المسلمين والعرب يريد الإيحاء بأنه بحصوله على القنبلة النووية سيغير ميزان القوى بين دول المنطقة والمسلمين من جهة والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى لصالح دول المنطقة وهذه أكذوبة كبرى.

كيف تنظرون إلى الثورات العربية فى مصر وتونس واليمن؟

- فى اعتقادى أن موجة التغيير فى الشرق الأوسط ظاهرة مباركة جدا فى المنطقة وفى العالمين العربى والإسلامى. فالثورة التى انطلقت من تونس ومصر وامتدت إلى اليمن وليبيا وسوريا والعراق، تؤكد أن عهدا جديدا بدأ فى المنطقة.

النظام الإيرانى يحاول منع انتشار الانتفاضة، ولكن هذا جهد غير مفيد، لأن الاستياء فى المجتمع الإيرانى أكثر مائة مرة منه فى الدول العربية، لأن جرائم النظام أكثر بشاعة مائة مرة.

نظام أعدم 120 ألف سجين سياسى كإحدى جرائمه، نظام انشغل طيلة 32 عاما بارتكاب الجرائم وسفك الدماء باسم الدين، النظام الإيرانى هو نظام الإرهاب باسم الدين. وفى إيران هناك مقاومة متجذرة تريد إسقاط نظام الولى الفقيه وإقرار الحرية والديمقراطية، وتشكل منظمة مجاهدى خلق العمود الفقرى لهذه المقاومة. ولم يستطع النظام على الرغم من قمعه الوحشى القضاء عليها. ولهذا السبب فإن الظروف فى إيران تنذر بالتفجر فى أى لحظة. كما أن خامنئى يشعر بهلع شديد من هذا الوضع وقد استنفر جميع أجهزة حكومته لمنع اندلاع انتفاضات لاحقة فى المستقبل.

هل تؤمنين بفصل الدين عن الدولة فى إيران؟ ولماذا ؟

- منظمة مجاهدى خلق الإيرانية قوة محورية فى المجلس الوطنى للمقاومة الإيرانية، وهى قوة مسلمة تؤمن بإسلام ديمقراطى ضد التطرف وتؤمن بالتعددية وتؤمن بالمساواة الكاملة بين المرأة والرجل. إن تعاليم القرآن الكريم والرسول الأعظم- صلى الله عليه وسلم–مخالفة تماما للديكتاتورية والتحكم فى الشعب باسم الدين، وتعتبر أن السلطة مستمدة من الشعب. لذا فإن رأينا أن الحكومة القائمة على أساس الدين، والحكومة الدينية ضد التعاليم الإسلامية. يجب أن تستند الحكومة على رأى الشعب وصناديق الاقتراع، وهذا أفضل ضمان وحماية للدين أيضا.

فى سطور..

ولدت مريم رجوى عام 1953 فى عائلة من الطبقة الوسطى وهى خريجة هندسة المعادن من جامعة شريف التكنولوجية.

تعرفت السيدة «رجوى» منذ السبعينيات وعبر شقيقها الذى كان سجيناً سياسياً فى عهد الشاه على «مجاهدى خلق» وبدأت نشاطها بالاتصال مع عائلات الشهداء والسجناء السياسيين، وقادت الحركة الطلابية ضد النظام الملكى.

والسيدة مريم رجوى لها ابنة، وإحدى شقيقاتها واسمها «نرجس رجوى» أُعدمت من قبل نظام الشاه، كما أعدمت شقيقتها الصغرى واسمها «معصومة رجوى» بعد تعذيبها وهى حامل فى عهد الخمينى، كما تم إعدام زوج «معصومة» أيضاً.

وبعد سقوط النظام الملكى أدت «مريم» دوراً مفصلياً فى استقطاب طلاب المدارس والجامعات وتنظيم الاحتجاجات فى مختلف أحياء طهران، بما فيها احتجاجات مارس 1981، والمظاهرات الضخمة التى أقيمت فى العام نفسه فى طهران يوم 20 يونيو من العام نفسه.

خلال هذه الفترة كانت «مريم» مرشحة من قبل «مجاهدى خلق» فى الانتخابات التشريعية عن طهران، حيث حصلت على 250 ألف صوت فى طهران رغم التزوير الهائل الذى حدث ولكن نظام الملالى الحاكم فى إيران حال دون دخول أى من المجاهدين إلى البرلمان ليحتل مقعداً للنيابة فيه.

وبعد انطلاق المقاومة يوم 20 يونيو عام 1981 تم الهجوم على مقر إقامتها عدة مرات لكنها نجت من هذه الهجمات.

وفى عام 1982 انتقلت إلى باريس، المركز السياسى لحركة المقاومة، الذى يتخذ منها المجلس الوطنى للمقاومة الإيرانية مقراً له، وتولت فيها مسؤوليات مختلفة.

وبسبب ما أبدته من الكفاءة انضمت «مريم» فى شهر (فبراير) عام 1985 إلى قيادة المنظمة، وبعد 4 سنوات من ذلك تم اختيارها أمينة عامة لمنظمة «مجاهدى خلق» الإيرانية. وخلال توليها هذا المنصب قامت بتسهيل مشاركة النساء فى جميع مستويات فروع المقاومة، فجّرت مريم رجوى ثورة فى جميع نشاطات ورؤى حركة المقاومة الثورية وجعلت كل أعضائها قادرين على الصمود والوقوف فى وجه أكثر الأنظمة الديكتاتورية دموية فى التاريخ الحديث.

تشكل النساء ثلث أعضاء قاعدة جيش التحرير، وأغلبية قادته، ونصف الأعضاء فى برلمان المقاومة فى المنفى (المجلس الوطنى للمقاومة الإيرانية) ويؤدين دورهن فى جميع المجالات السياسية والثقافية والتنفيذية والإدارية. وفى يوم 28 (أغسطس) عام 1993، ونظراً لخدماتها وكفاءاتها ومؤهلاتها اختار المجلس الوطنى للمقاومة الإيرانية السيدة مريم رجوى رئيسة مقبلة لإيران.

عقب ذلك استقالت مريم رجوى فى 17 سبتمبر 1993 من جميع مناصبها فى منظمة «مجاهدى خلق» الإيرانية. وقالت بخصوص موقعها الجديد فى المقاومة الإيرانية: «إنى وفى موقعى الجديد أعتبر أن أكثر مسؤولياتى جدية هى خلق تضامن وطنى وتوسيع نطاقه... إن حركة المقاومة الإيرانية ليست حركة سياسية فقط وإنما حركة إنسانية تماماً».