لم تكتف كرة القدم بجذب العديد من المشجعين والمتابعين حول العالم، لتصبح اللعبة الشعبية الأولى في أغلب الدول، بل تجاوز الهوس بالساحرة المستديرة الحدود، الأمر الذي شجع دولاً كثيرة على ابتكار أشكال وأنواع مختلفة للعبة الأساسية التي بدأت في انجلترا قبل مئات الأعوام. واليوم تخرج «أحدث صيحات» كرة القدم، وهي «كرة المستنقعات».
لم تعد المباريات تجرى فقط فوق أرضيات الملاعب الخضراء ( طبيعية كانت أو صناعية أو ترتان )، بل ابتكرت بعض الدول ميادين أخرى للعبة الشعبية الأولى، حيث تجري بعض المباريات في مجاري الأنهار، والبعض يستبدل اللاعبين بالأفيال وبعض أنواع الأسماك، حيث يبرز «اللاعبون الجدد» مهارات فائقة، ربما تفوق اللاعبين البشريين في المباريات العادية.
أما أغرب صيحات كرة القدم المبتكرة، فهي مباريات جديدة، في ميادين جديدة، لا يكتفي فيها اللاعبون بمجرد الركض خلف الكرة أو ركلها نحو المرمى أو مراوغة المنافس، بل يمتد الأمر إلى الاختلاط الكامل بين اللاعب والميدان، اختلاط يظهر على الأجسام والثياب في مباريات تُلعب في المستنقعات.
قد يتصور البعض أن الأمر لا يعدو سوى مجرد مزحة أو نوع من الترفيه لا أكثر، إلا أن الأمر تطور سريعا، ليفاجئ عشاق الساحرة المستديرة حول العالم، بإعلان مونديال «كأس العام لكرة القدم في المستنقعات»، وهي مسابقة يشارك فيها نحو 200 فريق يتنافسون على الفوز بمباريات «الطين» للفوز ببطولة خاصة للغاية.
رغم أن الفكرة تبدو حديثة، إلا أن كرة القدم في المستنقعات لعبة قديمة، حيث بدأت كتمرين عنيف للجنود، وتطورت لتصبح نوع من التدريبات القوية التي يعتمد عليها بعض لاعبي الكرة، وسرعان ما تحولت لمنافسات رياضية عالمية.
بدأت «كرة قدم المستنقعات» تظهر كلعبة فوق تلال اسكتلندا، بطريقة تشبه إلى حد بعيد، قواعد كرة القدم التقليدية، مع إضافات بسيطة للغاية تتماشى مع طبيعة اللعبة نفسها، حيث لا يقوم اللاعب بتبديل الحذاء الخاص به أبدا، وإلا فإن على كل فريق أن يتحمل تكلفة عشرات الأحذية لكل لاعب ، كما يعلم اللاعبون قبل خوض غمار «التجربة الطينية» أن اتساخ ملابسهم الكامل هو أحد أسس وقواعد اللعبة، ومن يرغب في اللعب فعليه أن يتحمل النتيجة.
تُلْعَب مباريات «كرة المستنقعات» من شوطين كل منهما 13 دقيقة، لا يتم فيها احتساب التسلل، وتلعب الركلات الركنية ورميات التماس وركلات الجزاء بمعاونة أداة معينة لتلقف الكرة، كما تسدد ركلات الجزاء من مسافة خمسة أمتار ولا يسمح لحارس المرمى للامساك بها إلا على بعد ثلاثة أمتار فقط من المرمى، كل فريق يتكون من 6 لاعبين ويسمح في «مباريات الطين» بالتبديل دون حد أقصى.
ذاع صيت اللعبة في فنلندا أيضا، لتبدأ بشكل منظم بعدما رأت النور هناك بفضل «ييركي فانين»، المعروف بين الجماهير بلقب «ملك المستنقعات» حتى نظمت كأس العالم لكرة القدم في المستنقعات، في يونيو 2010، ولكرة المستنقعات مسابقات دوري منتظمة، تسفر النهاية عن تشكيل الفريق المؤهل للعلب في «كأس الطين»، وتقام البطولة القادمة لكأس كرة القدم في المستنقعات في 25 و26 يونيو 2011، وتجري مبارياتها في أدنبره باسكتلندا، ومن المتوقع أن تجذب المباريات أكثر من 100 فريق من مختلف دول العالم. وستكون الكأس القادمة التي تحمل لقب ( ملك الوحل ) هي السادسة في تاريخ اللعبة بعد خمسة كؤوس للعالم بدأت عام 2000 رسميا، وكانت البطولات قبلها بدأت كهواية عام 1998 بمشاركة 13 فريقا، في حين كان آخر كأس في فنلندا 2010 قد شارك فيه حوالي 300 فريق ونحو 50 ألف لاعب.
هل تعتقد أن هذه الرياضة قد تجد جمهورا لها في مصر؟ وهل ستشارك فيها كلاعب أو مشجع؟ .. أخبرنا برأيك