بالأرقام: أسرار هزيمة منتخب مصر أمام قطر

كتب: عمرو عبيد الجمعة 17-12-2010 19:34

لم تكن الهزيمة في حد ذاتها هي مشكلة مباراة المنتخب المصري الودية أمام منتخب قطر، فالمباراة ليست رسمية، وليست الخسارة الأولى في تاريخ اللقاءات المصرية القطرية هي مكمن الخطورة،  لكن الأداء الذي قدمه المنتخب المصري داخل المستطيل الأخضر، باستثناء بداية الشوط الأول، هو الذي أثار القلق على مسيرة بطل إفريقيا لثلاث دورات متتالية.

بعد الخسارة والأداء المتواضع لمنتخب مصر أمام نظيره القطري، أصبح السؤال الذي يشغل بال عشاق الساحرة المستديرة، والمهتمين بالمنتخب الوطني الأول هو: متى يعود منتخب مصر إلى سابق عهده؟ وتأتي الأرقام والإحصائيات  التالية لتوضح إلى حد كبير ما حدث في هذه المباراة.

سدد المنتخب المصري 10 مرات على مرمى المنتخب القطري، مقابل 5 كرات فقط للمنافس، ورغم كثافة التسديد المصرية، إلا أن غالبية التسديدات كانت ضعيفة أو بعيدة عن المرمى، خاصة بعد هدفي قطر.

كذلك لم يتمكن المنتخب المصري من الاستفادة بعدد الضربات الركنية الكبير الذي حصل عليه (6 ركلات مقابل 3 لقطر)، وأرسلها لاعبو المنتخب المصري بشكل سيء للغاية.

تخبرنا الأرقام أيضا، أن المنتخب المصري وقع في مصيدة التسلل 4 مرات لتفسد هجمات منظمة كان من الممكن أن تشكل خطورة، في الوقت الذي أحتسب فيه حكم اللقاء العماني 5 محاولات تسلل على الفريق القطري.

الاستحواذ المصري على الكرة، كان سلبياً للغاية، وخاصة بعد أن أوضحت الإحصائيات أن أغلب تمريرات المنتخب المصري كانت في الثلث الدفاعي والوسط (ما يقرب من 70 % من التمريرات) دون أي محاولة للابتكار، أو جديد في التمرير، خاصة من قدم لقدم، بينما كانت التمريرات في الثلث الهجومي حوالي 30 % فقط، وشهدت  المباراة كما كبيرا أيضا من التمريرات الخاطئة أو الكرات التي يقطعها المدافعين، وهو ما منع المنتخب المصري تماما من استغلال هذا الاستحواذ، إلا مع بداية المباراة وعلى فترات متباعدة في الشوط الثاني.

بطاقة حمراء بلا داعى حصل عليها أحمد فتحي، بينما كان المنتخب المصري بدأ في الشعور بالخطر والإحراج أمام الفريق المنافس، فبدأ يحاول استعادة المبادرة، ويسرع اللعب، الهدف الأول، لكي يتمكن من استغلال تراجع المنتخب القطري وإدراك التعادل على الأقل.

محمد أبو تريكه هو أكثر من سدد على المرمى بدقة، ( تسديدتين بين القائمين والعارضة)، في حين سدد وليد سليمان مرة واحدة بدقة سكنت شباك منتخب قطر، لكن إجمالي تسديدات لاعبي الهجوم المصري 4 تسديدات فقط .

جاء أحمد سمير فرج، كأكثر لاعبي المنتخب المصري الذين صنعوا فرصا للتهديف (3 فرص)، فكانت الجبهة اليسرى أكثر إيجابية في هجوم منتخب مصر، وإجمالا صنع المنتخب 8 فرص فقط لتسجيل الأهداف طوال المباراة، سجل منها هدفا وحيداً (صنعه أحمد عيد الملك)، وهو الأمر الذي أوضح مشكلة عدم وجود رأس حربة صريح.

وبخلاف فرج، كان جدو و إبراهيم صلاح، أكثر اللاعبين ارتكابا للأخطاء ضد المنافس حيث احتسب الحكم 3 أخطاء لكل منهما. كما افتقد المنتخب تماماً الدقة في التمرير العرضي، وحيث أرسل 5 عرضيات صحيحة و 12 خاطئة بدقة بلغت 29.4%.

وكان أحمد سمير فرج أكثر لاعبي المنتخب إرسالا للكرات العرضية من الجهة اليسرى، حيث أرسل 6 عرضيات بينها واحدة فقط بشكل صحيح، بينما أرسل عبد الفضيل 4 عرضيات بينها أيضاً واحدة فقط صحيحة.

أما استخلاص الكرة، فكان أحمد فتحي أكثر من استخلص الكرة من المنافس، بالتساوي مع وائل جمعة (7 كرات لكل منهما) وهو رقم ضئيل ، واللافت أن فتحي تمكن من استخلاص 5 كرات بينما يعلب  في مركز الجناح الأيمن، في حين اكتفى باستخلاص كرتين فقط وهو في مركز دفاع الوسط. نفس الأمر ظهر بقوة مع لاعبي الارتكاز الأساسيين في بداية المباراة ( إسلام عوض، وإبراهيم صلاح) حيث قطع كل منهم 5 كرات فقط.

تنوع تمريرات لاعبي ارتكاز الوسط كان مشكلة، فأغلب تمريرات الثنائي (عوض وصلاح) جاءت قصيرة، وفي اتجاهات جانبي الملعب، بينما ندرت تمريراتهما متوسطة الطول والأمامية الطولية ، وهو ما أثر أيضا على دعم خط الوسط للهجوم المصري ، وحتى عندما شارك فتحي في هذا المركز، ومرر كرات أمامية فإن غالبيتها كانت تمريرات خاطئة.

أما وليد سليمان ، فكان أكثر من فقد الكرات لصالح الخصم ( 6 مرات )، تلاه أحمد عيد عبد الملك ( 5 مرات ). بينما كان أفضل ممرر للكرة هو أبو تريكة (100%)، حيث لم يمرر أي كرة خاطئة، بينما حين جاء أحمد سمير فرج في المركز الأخير في التمريرات (75%)،.

 ومرر لاعبو المنتخب المصري 64 تمريرة خاطئة، 30 منها للأمام، أي ما يقرب من نصف عدد التمريرات الخاطئة، في حين زاد عدد التمريرات الخاطئة أيضا إلى الجانبين بمعدل 17 تمريرة خاطئة باتجاه اليسار، و 15 باتجاه اليمين.

لم يخطئ الحارس عبد الواحد السيد في التعامل مع أى تسديدة على مرماه، في حين نجح في التصدي بشكل صحيح لكرتين عرضيتين خطرتين، بينما أخفق في واحدة كادت أن تتسبب في هدف لولا تدخل أحمد سمير فرج في الوقت المناسب لإنقاذ الموقف.

خرج عبد الواحد من مرماه بشكل خاطئ في كرتين، تسبب في أن تسكن أحداهما شباكه من تمريرة خلفية خاطئة من وائل جمعة، في حين مرر تمريرتين أماميتين طوليتين لبناء هجمة بشكل صحيح، وأخفق في مثلهما، ونجح في تشتيت كرة واحدة عادت له من خط الدفاع المصري.