احتلت صورة الرئيس السابق، حسني مبارك، الصفحات الأولى للصحف الأجنبية الصادرة الجمعة، حيث دعت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية، في افتتاحية صفحتها الأولى، إلى محاكمة عادلة عن طريق احترام الإجراءات القانونية الواجبة بدقة، مطالبة السلطات العسكرية ببذل كل الجهد الممكن لضمان عدالة المحاكمة في تهم الفساد وقتل المتظاهرين.
وتساءلت الصحيفة عن وجود «أدلة معقولة» لإدانة مبارك لإثبات حقيقة الادعاء في قضيته، قائلة إن الاتهامات الكثيرة الموجهة ضد مبارك «لا يصدقها عقل»، وأن المحاكمة لا يجب أن تتبع مفهوم «عدالة المنتصر» كما حدث مع الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وقالت الصحيفة إن مبارك كان على استعداد لسفك الدماء البريئة في سبيل الحفاظ على الذات، كما هو الحال الآن للعقيد الليبي معمر القذافي، مضيفةً أن النيابة العامة عليها إثبات أن مبارك كان على علم بهجمات أفراد الشرطة على المدنيين.
وأكدت الافتتاحية أن محاكمة الرئيس السابق «تصب في مصلحة مصر»، موضحةً أن مصر لديها نظام قانوني جليل ومستمد جزئيا من عدالة الأنظمة الأوروبية، ولذا من المفترض أن تكون «بعيدة من السياسة»، على حد وصفها.
ومن جانبها، رأت هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي» أن الشعب المصري لايزال يستوعب صدمة رؤية رئيسه السابق في المحكمة، مضيفةً أن النقاش الأساسي في بيوت الأسر المصرية أثناء وجبة الإفطار في شهر رمضان هو محاكمة مبارك.
وأوضحت الهيئة أن تلك هي المرة الأولى في التاريخ التي تشهد فيها الشعوب العربية محاكمة رئيس مخلوع مع عدم وجود تدخل خارجي، مؤكدةً أن ذلك جعل الشعب المصري فخور بشدة لتكون دولته أول دولة عربية تنجح في تأكيد قيادتها السياسية والثقافية في المنطقة.
وتساءلت «بي.بي.سي» عن إمكانية توقيع عقوبة الإعدام على مبارك بشكل مبكر إذا ثبتت إدانته بحق قتل المتظاهرين في ثورة 25 يناير، قائلةً إن الاعتقاد السائد هو أن المجلس العسكري سيعمل مع الجهاز القضائي في محاولة لإطالة المحاكمة لأطول فترة ممكنة.
وأشارت إلى تهكم الكثيرين على دخول مبارك إلى قفص المحكمة على سرير العلاج، لافتين إلى أن هذه ليست سوى «تمثيلية يلعبها هو ومحاميه فريد الديب لكسب تعاطف المصريين».
وقالت إنه بالرغم من تباين آراء الشعب المصري حول محاكمة رئيسهم السابق, إلا أن الجميع اتفق على أن هذه المحاكمة تعد نقطة تحول ونقطة فارقة بالنسبة للتاريخ المصري, لكونه أول رئيس جمهورية يمثل أمام المحكمة ويدخل قفص المحاكمة.
واعتبرت صحيفة «التايمز» البريطانية أنه «كان من الممكن خدمة أمن الغرب ورخاء الشعوب العربية إذا تم تسوية النزاعات الاجتماعية في إطار حكومات دستورية وعدالة نزيهة».
وأوضحت الصحيفة أن «محاكمة مبارك جزء من دافع الإصلاحات التي أثارت الحركات الاحتجاجية في المنطقة»، إلا أنها ربطت تحقيق هذا الإصلاح بنجاح تحقيق العدالة على أرض الواقع.
وأشارت إلى أنه إذا تم المماطلة في القضية دون حكم أو إذا مات مبارك قبل انتهاء القضية «فإنه لن يكون هناك بالنسبة للمصريين مسؤولية معروفة عن الجرائم التي ارتكبت بحقهم».
ومن جانبها، قالت إذاعة «صوت أمريكا» إن إدانة أو براءة الرئيس السابق «أمر لا يهم»، ولكن مجرد محاكمته تعتبر «أهمية قصوى لمستقبل الثورة»، متسائلة «هل حوكم رئيس لمصر من قبل؟».