الإسبان يتظاهرون فى «ميدان الشمس» ضد الحكومة ورجال الأعمال

كتب: أميرة عبد الرحمن الخميس 04-08-2011 18:36

فى تحدٍ جديد لفض اعتصامهم، فجر الاربعاء تدفق عشرات الآلاف من المتظاهرين ضد سياسات الحكومة الإسبانية، فى مسيرات حاشدة، جابت شوارع العاصمة مدريد، مؤكدين عزمهم على استمرار الثورة، واستعادة الميدان، ولم تكد شرطة المدينة تنتهى من فض اعتصام المحتجين الرافضين لما وصفوه بـ«الديمقراطية الزائفة»، حتى احتشد خلال ساعات عشرات الآلاف من أنصارهم، الذين يطالبون بـ«تغييرات جذرية» فى سياسات الدولة الاقتصادية، فى مسيرات ضخمة وصلت للشوارع المؤدية إلى «تور دى لاسال»، أحد أشهر ميادين مدريد، فيما كانت مروحيات الشرطة تحلق فوق الميدان.


ويعد هذا الحشد هو الأضخم منذ 23 مايو الماضى، عندما تدفق متظاهرون سيرا على الأقدام من 7 مدن، شمال وجنوب وشرق وغرب إسبانيا، ليلتقوا فى مدريد يوم 23 يوليو، ويعبروا عن غضبهم من سياسات الحكومة فى مواجهة الأزمة المالية، ومن التوزيع «غير العادل» للثروات، وتدهور الوضع الاقتصادى، وارتفاع نسبة البطالة. وكان الميدان نفسه قد شهد رفرفة الأعلام المصرية قبل 10 أيام، تيمنا بثورة 25 يناير.


 ومن شارع «كاريتاس» الموصل إلى الميدان، على بعد أميال من مبنى البرلمان، وعلى مدار 4 ساعات متواصلة، انتهت بمغادرة المحتجين، ضج ميدان «تور دى لاسال»، ويعنى «بوابة الشمس»، بشعارات غاضبة، عبر خلالها المتظاهرون عن استيائهم من سياسات الحكومة الإسبانية، وقالت «إلينا نينيو»، صحفية محلية: «نعانى البطالة، وراتبى لا يتجاوز 800 يورو، وهذا المبلغ لا يكفى للعيش فى عاصمة تعتمد العملة الأوروبية الموحدة». وبينما قالت «باولا ديلافونتا» وصديقها «دييجو الباريث» إنهما يطالبان بتغيير النظام الرأسمالى وإنشاء سوق حرة حقيقية و«تجارة عادلة»، رفض آخرون تصنيف المتظاهرين سياسيا، مؤكدين أن الثورة شعبية ولا تمثل تيارات سياسية بعينها.


وعبر أغلب المتظاهرين عن مطالب التيارات اليسارية، رغم أن الحزب الاشتراكى هو من يشكل الحكومة الحالية، التى يترأسها خوسيه ثاباتيرو. وقالت «إلينا»: «الانتخابات تغير الحكومات، لكنها لا تغير السياسات، فالرأسمالية استراتيجية ثابتة تحكم البلاد، مهما تعاقبت الحكومات، إنها ديمقراطية لا تجدى، ونتائج الانتخابات لا تمثلنا، لأن النظام الانتخابى غير عادل».


وقال أحد أعضاء اللجنة الاقتصادية بحركة «15 مايو» المعارضة، لـ«المصرى اليوم» إن الحكومة تجبر المواطنين على دفع ضرائب باهظة، لاسيما فى ظل تطبيق نظام العملة الأوروبية الموحدة.  وأشار ناشط فى الحركة، رفض ذكر اسمه، إلى أن حركته تتواصل مع سائر الميادين الثائرة شرقا وغربا، عبر موقع إلكترونى أنشأته الحركة خصيصا لهذ الغرض.