ديربي «مانشستر» بين مورينيو و جوارديولا.. إعادة لسنوات النزاع

كتب: أحمد شفيق الجمعة 09-09-2016 10:41

قمة كبيرة ومرتقبة ظهر يوم السبت المقبل، عندما يتصادم قطبي مدينة مانشستر، مانشستر يونايتد مع مانشستر سيتي، في افتتاح مباريات الجولة الرابعة من الدوري الإنجليزي الممتاز «بريميرليج».

سبب كبير لترقب هذه القمة وهو تواجد اثنان من أفضل المدربين في العالم حاليًا ما لم يكونا الأفضل على الإطلاق، جوزيه مورينيو وجوسيب جوارديولا.
بعد أكثر من 3 سنوات على آخر مواجهة بينهما، سيلتقي الخصمان مرة أخرى، وكالعادة ستكون مناسبة قوية ومرتقبة من خلال ديربي مانشستر، كلا المدربين لديهما رصيد كامل من الانتصارات في بطولة الدوري (100% من 3 مباريات) وكلاهما يطمح في الفوز ولا غيره وإلحاق الخسارة الأولى هذا الموسم بغريمه.
سمعة المدربين أكسبت الديربي القوي مزيد من الإثارة والترقب، لما يملكانه من سجل ألقاب ونتائج رائعة مع جميع الفرق التي سبق وأن دربوها، بالإضافة للصراع الشخصي بينهما خلال العقد الحالي والذي شهد خلاله العديد من النزالات القوية بين المدربين عن طريق فرقهما وحرب تصريحات وألقاب حسمت لمدرب على حساب المدرب الآخر.

16 مواجهة سابقة بين المدربين شكلت تاريخا وسجلا تنافسيا بينهما، وعلى الرغم من أن الأرقام تصب في مصلحة المدرب الإسباني، بيب جوارديولا (فاز في 7، تعادل في 6 وخسر 3)، إلا أن المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو لديه في سجله ألقاب بشكل مباشر من خلال الانتصار على غريمه في مواجهات حاسمة.

البداية كانت من دوري الأبطال لموسم 2009/2010، وقتها كان المدرب الإسباني يقود فريق برشلونة بينما المدرب البرتغالي يقود فريق إنتر ميلان.

4 مواجهات جمعت بين المدربين وقتها، 2 في دور المجموعات ووقتها فاز برشلونة في إسبانيا بنتيجة 2-0 وتعادلا سلبيًا في إيطاليا، لكن المواجهة الأبرز كانت في الدور النصف نهائي عندما اصطدم الفريقان مرة أخرى، لكن هذه المرة حقق إنتر فوزًا مهمًا في إيطاليا بنتيجة 3-1 وفاز برشلونة في إسبانيا بنتيجة 1-0 ومن هذه المباراة كانت بداية الصدام الحقيقي بين المدربين الذي تحول لحرب من التصريحات.

مورينيو اعتبر أن هزيمة مباراة العودة هي أفضل هزيمة تلقاها في حياته، لأن لاعبوه لعبوا أكثر من ساعة من عمر المباراة بـ10 لاعبين بعد طرد تياجو موتا، المبكر، بينما لم يكن جوارديولا راضيًا عن طريقة لعب المنافس ولا الأسلوب والسلوك الذي انتهجوه خلال وقت المباراة.

هذه النتيجة كفلت لإنتر ومورينيو الوصول للمباراة النهائية ومن بعدها تحقيق اللقب الأوروبي الغالي.

إنجاز مورينيو، مع إنتر ميلان دفع فلورنتينو بيريز، رئيس النادي الغريم والمنافس التقليدي لبرشلونة، ريـال مدريد، لانتداب المدرب البرتغالي لكي يقود الفريق الملكي من أجل كسر سيطرة وهيمنة الفريق الكتالوني التي بدأت مع وصول المدرب الإسباني جوارديولا وكانت وقتها ممتدة لعامين على التوالي.
مورينيو مع ريـال مدريد تواجه مع برشلونة بقيادة جوارديولا في 11 مباراة، فاز جوارديولا في 5 وتعادلا في 4 وفاز مورينيو في 2.
مستوى الحدة والنزاع بين المدربين وصل إلى مستوى كبير جدًا في هذه المرحلة التي تعد أوج صراع المدربين مع فريقين يعدان الأفضل على مستوى العالم في نظر غالبية مشجعي كرة القدم.

لكن الأمور اخذت منحنى مختلف عن تنافسية كرة القدم إلى التصريحات المثيرة للجدل والانتقادات العلنية التي جاءت أغلبها بالطبع من المدرب البرتغالي المثير للجدل دائمًا في أي مكان في العالم.
في الموسم الأول لهما معًا في إسبانيا، جاءت البداية كارثية على مورينيو الذي تلقى هزيمة بـ5 أهداف في ظهوره الأول في «الكلاسيكو».

وقتها صرح جوارديولا بعد المباراة مدى فخره بفريقه الذي أظهر للعالم كله كيف تلعب كرة القدم، بعدها تعددت الصدامات في الموسم، التقيا في نصف نهائي دوري الأبطال على مباراتين ذهابًا وإيابًا، وحقق برشلونة الانتصار في المباراتين ليبلغ المباراة النهائية على حساب غريمه ويحقق اللقب بالنهاية في موسم 2010/2011.

وهي المواجهة التي لم تمر مرور الكرام على المدرب مورينيو الذي اتهم الاتحاد الأوروبي علانية بمساندة فريق برشلونة بإسناد مبارياته لأطقم تحكيمية معينة، بل إن البرتغالي قال إن الراعي الرسمي للفريق «منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسيف» قد تكون السبب في ذلك.

المواجهات الكلاسيكية بين الفريقين لم تتوقف عند هذا الحد في ذلك الموسم والتقيا مرة أخرى في نهائي كأس إسبانيا ووقتها حسم كريستيانو رونالدو المباراة في الوقت الإضافي ليحقق مورينيو انتصاره الأول على جوارديولا في إسبانيا وتكون بطولته الأولى مع ريـال مدريد.
في الموسم التالي التقى الفريقين بنظام الذهاب والإياب في مباراة كأس السوبر الإسبانية وتعادلا في مدريد ذهابًا 2-2 قبل أن يفوز برشلونة إيابًا بنتيجة 3-2 ووقتها شهدت المباراة أحداثا مؤسفة في المنطقة الفنية للمدربين عندما اعتدى مورينيو على مساعد المدرب جوارديولا، تيتو فيلانوفا، ووقتها رد المدرب المساعد الاعتداء في مشهد غير متوقع وغير رياضي على الإطلاق.

كلا الفريقين تبادلا الفوز على ملعب الآخر في موسم 2011/2012، ووقتها نجح ريال مدريد من كسر هيمنة برشلونة وحقق لقب الدوري الأول مرة بعد 3 مواسم متتالية من السيطرة المطلقة للفريق الكتالوني، كذلك فوز ريال مدريد على برشلونة في ملعب نو كامب، معقل الفريق الكتالوني كان وقتها الفوز الأول منذ 5 سنوات والهزيمة الأولى لبرشلونة بعد 55 مباراة متتالية على هذا الملعب، ومع نهاية هذا الموسم انتهت رحلة المدرب جوارديولا مع برشلونة، بينما استمر مورينيو للموسم الثالث على التوالي مع ريال مدريد.
المواجهة الأخيرة بين المدربين جاءت من خلال مباراة كأس السوبر الأوروبية 2013 بين بايرن ميونخ بقيادة جوارديولا وتشيلسي بقيادة مورينيو، وكان اللقاء الرسمي الأول للمدربين في قيادة الفريقين.
المباراة كانت قوية وانتهت بالتعادل في الوقت الأصلي 1-1 وبعدها في الوقت الإضافي سجل تشيلسي هدف ثاني وكان قريب من الفوز لولا هدف في اللحظة الأخيرة لبايرن ميونخ، ليحتكم الفريقين لركلات الجزاء ومن خلالها يفوز بايرن.
مورينيو خرج بعد هذه المباراة ليؤكد أن الفريق الأفضل في المباراة كان الطرف الخاسر.