اهتمت الصحف الإسرائيلية الصادرة الخميس، بمحاكمة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، وقالت صحيفة «معاريف» إن مبارك أخذ إلى قفص الاتهام كأخذ الضحية إلى المذبح، في حين قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن تقريراً إسرائيلياً توقع عدم اندلاع أعمال عنف في سبتمبر المقبل، على خلفية توجه الفلسطينيين للأمم المتحدة، أما «هاآرتس» فقالت إن المحتجون الإسرائيليون يخططون لاحتلال مباني الوزارات كخطوة تصعيدية ضد الحكومة.
مبارك في قفص الاتهام
تحت عنوان «محاكمة مبارك المذلة»، قالت صحيفة «معاريف» إن العالم شاهد مذهولاً المشاهد «المؤثرة» لمحاكمة «الزعيم السابق» للعالم العربي، الذي كان يرقد على نقالة طبية وسط قفص اتهام في قاعة المحاكمة، مستمعاً إلى التهم الموجهة إليه، والتي أنكرها جميعاً، وقالت الصحيفة إن مبارك أخذ إلى قاعة المحكمة وقفص الاتهام كأخذ الضحية إلى المذبح، وإنه لم يكن يتخيل أبداً أن يأتي اليوم الذي يكون فيه راقداً على سرير المرض، داخل قفص الاتهام.
تحت عنوان «أين الشفقة» أبدت صحيفة «يديعوت أحرونوت» استيائها من محاكمة مبارك وهو على سرير المرض، وقالت الصحيفة «ربما كان مبارك مستبداً ومخيفاً لشعبه، إلا أنه كان كالجبل الصلب في الشرق الأوسط المتقلب، وصخرة شبه وحيدة في بحر هائج، وحافظ على السلام عندما أوشكت سفينته أن تغرق».
من جانبها نقلت صحيفة «هاآرتس» عن روني تسوفير مساعد رئيس الوزراء الإسرائيلي، قوله إن إسرائيل لم تعرض اللجوء السياسي على الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، بغرض حمايته من الثورة المصرية، نافياً بذلك التصريحات التي كان قد أدلى بها عضو الكنيست، ووزير الدفاع الأسبق، بنيامين بن أليعازر، الذي يعد أقرب أصدقاء مبارك في إسرائيل، من أن إسرائيل وجهت الدعوة لمبارك ليكون لاجئاً سياسياً في إيلات.
تسونامي سبتمبر
قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن تقريراً إسرائيلياً مستند إلى معلومات استخبارية، قلل من إمكانية وقوع أعمال عنف بعد إعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد في سبتمبر المقبل، بعد نيلها اعتراف من الأمم المتحدة، وهو ما يتناقض مع تصريحات العديد من القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين الذين يتوقعون حدوث مثل هذه الاضطرابات، والداعين لاستدعاء جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي لمواجهتها، وشراء أسلحة بمبلغ 75 مليون شيكل، لمواجهة هذه الاضطرابات المتوقعة.
وأشار التقرير الذي تم رفعه إلى لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، أن الفلسطينيون باتوا يؤمنون إن العنف لن ينفعهم، لذا فإنهم سيكتفون بتنظيم مظاهرات احتجاجية سلمية، إلا أن الدوائر الأمنية الإسرائيلية مازالت متخوفة من اندلاع أعمال عنف، على خلفية وقوع ولو حادث عنف واحد.
احتجاجات متصاعدة
وعن الاحتجاجات الاجتماعية التي قد تعصف بحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قالت صحيفة «معاريف» إن نقيب الأطباء الإسرائيليين أنهى إضراباً عن الطعام كان بدأه قبل عشرة أيام، على خلفية اتفاق بين وزارة المالية ونقابة الأطباء.
نجاح حكومة نتنياهو المحدود جداً في التفاوض مع إحدى الشرائح المحتجة، قابله فشل ذريع في التصدي لانتشار الحركة الاحتجاجية، حيث قالت صحيفة «هاآرتس» إن المحتجون هددوا باتخاذ خطوات تصعيدية ضد الحكومة، من بينها احتلال مباني الوزارات، بالإضافة إلى مظاهرة حاشدة مساء السبت المقبل، وأضافت الصحيفة إن أولياء أمور نظموا أمس عدة مسيرات في مدن إسرائيلية مختلفة وهم يدفعون عربات أطفالهم أمامهم، احتجاجاً على غلاء أسعار المعيشة، كما يعتزم طلاب التظاهر أمام وزارة التعليم للمطالبة بالنهوض بالعملية التعليمية.
هذا في حين قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن الاحتجاجات امتدت أيضاً لتشمل مجموعة من مربي الأبقار في إسرائيل، الذين يحتجون على تخفيض الحكومة الإسرائيلية التعريفة الجمركية على مشتقات الألبان المستوردة، وهو ما سينعكس على أسعار منتجاتهم، بالإضافة إلى جنود احتياط في الجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى سائقي سيارات الأجرة.