صحف القاهرة تحتفل بـ«نجاح الثورة» في محاكمة «أول رئيس للجمهورية» في تاريخ مصر

كتب: عزة مغازي الخميس 04-08-2011 12:03

احتفلت صحف القاهرة الصادرة، صباح الخميس، بالظهور الأول للمتهم حسني مبارك، رئيس الجمهورية المخلوع، منذ خطابه الأخير كرئيس للجمهورية ليل 10 فبراير الماضي، داخل قفص الاتهام في أولى جلسات محاكمته الأربعاء بتهم تنوعت بين قتل المتظاهرين واستغلال النفوذ وإهدار المال العام.

وعنونت «الأهرام» صفحتها الأولى بخطٍّ الرقعة، فوق الترويسة، وهو إجراء نادرًا ما تقوم به الصحيفة العريقة، قائلة: «مبارك ونظامه في قبضة العدالة حضوريًا»، مستعينة بخطاط، إذ يبدو واضحًا التوقيع باسم «المغربي»، أما تحت الترويسة مباشرة أربع صور لمبارك، ونجليه علاء وجمال، ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي، داخل قفص الاتهام.

ومنذ انتخاب مبارك رئيسًا عام 1981، علت عناوين الأهرام على ترويستها مرتين اثنتين، الأولى عند محاولة اغتياله في أديس أبابا عام 1995، وعند تنحيه عن الحكم في 11 فبراير الماضي.

وتحرت «الأهرام» الاهتمام بالوظيفة الخبرية على حساب التعليق على الحدث فى تناولها للمحاكمة، فجاءت عناوينها التالية حاملة لذات السمة الإخبارية التي تمتع بها العنوان الرئيسي حول التهم الموجهة لمبارك ونجليه وصديقه حسين سالم ووزير داخليته حبيب العادلى، وحوت الصفحة كذلك ملخص لائحة الاتهام وطلبات الدفاع عن المتهمين وطلبات المدعين بالحق المدني.

أما «الشروق» فكان عنوانها الرئيسي آية قرآنية «لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً»، وهي آية من سورة «القصص» تروي حادث غرق فرعون موسى بالبحر، حين نجّاه الله بجسده ليكون آية لمن خلفة.

وفي «الشروق»، لم تعل الآية صورة مومياء فرعون، لكن لأول رئيس عربي يحاكمه شعبه حضوريًا داخل قفص اتهام.

وتحت الآية الكريمة، نشرت الشروق صورة لمبارك، يرقد على السرير الطبي الذي ظهر به طوال الجلسة، رافعا إصبعه الشهير الذى استخدمه كثيرا فى خطاباته، منبهًا مرة، ومحذرًا ثانية، ومنوّهًا مرة ثالثًة، لكنه هذه المرة، وفي هذه الصورة، استخدمه ليؤكد للقاضي حضوره داخل القفص.

أما «الوفد» فكان عنوانها الرئيسي «زعيم العصابة في القفص»،وتلاه عنوان آخر يقول «مبارك ينكر جرائمه.. وأنصاره يراهنون على تعاطف الشعب.. وتأجيل القضية إلى 15 أغسطس».

هذا الرهان على التعاطف الذي تحدثت عنه الوفد لم يصل إلى الصحف التى كانت تخصص صفحاتها الأولى لنشر أخباره والإشادة بإنجازاته، فقد جاءت عناوين صحيفة «الأخبار»، التي يترأس تحريرها الزميل محمد بركات، العضو بالحزب الوطني المنحل، تحمل صبغة متشفية في الرئيس المخلوع.

و«الدستور» أيضا وجدت فى محاكمة مبارك إتماما للثورة ونجاحا نهائيا لها، متفقة مع «الأخبار» فى تجاهل مطالب الثورة التي لم تتحقق بعد.

وعلا صورة «مبارك» الراقد في القفص، في «الأخبار»، عنوان يقول «سبحان المعز المذل». أما العنوان الرئيسى للصفحة الأولى للعدد الحامل لختم «عدد تاريخى» فقال: «مبارك فى القفص.. الآن نجحت الثورة»، وأسفل صورة مبارك التي احتلت نصف الصفحة الأولى تقريبا، صورة لعلاء وجمال مبارك، وصورة للعادلى وكبار معاونيه، حملت كل منها توصيفا أطلقته «الأخبار» على المجموعة التي خضعت للمحاكمة الأربعاء.

وتذيلت الصفحة الأولى للأخبار 3 صور متجاورة، الأولى لعلاء مبارك وصفته بـ«الطماع»، ووصفت شقيقه الأصغر الذي كان يعد لخلافة أبيهما بـ«المتغطرس»، بينما وصفت العادلى ومساعديه بـ«السفاح والعصابة».

وتشابهت الصفحة الأولى لصحيفة «التحرير» مع «الأخبار»، إذ تذيلت الصفحة الأولى للتحرير أيضًا صورة لمبارك الأب وصفته بالمتبلد، وأخرى لجمال وصفته بالمتغطرس، وصورة ثالثة لعلاء قالت إنه «متوتر».

وجاء العنوان الرئيسي لـ«التحرير» آية قرآنية «قُل اللَّهُمَّ مَالِكَ المُلْكِ تُؤتِي المُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ المُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ» (آل عمران: 26).

وتحت الآية صورة لمبارك داخل القفص مكتوب عليها «تحيا الثورة»، وعنوان آخر تحت الصورة يقول «فرعون مصر في قفصها».

ونقلت الصحيفة عن خبراء بعلم النفس أن تصرفات مبارك خلال الجلسة التى عقدت، صباح الأربعاء، اتسمت باللامبالاة والتبلد الانفعالى، وقال الخبير النفسى محمد المهدي: «إن لامبالاة مبارك قد تكون استسلاما للواقع أو اطمئنانا للحكم وهيئة الدفاع».

ونفى «المهدى» أن يكون مبارك مصابا بالاكتئاب الذي بدت عليه قوة التركيز العالية وكثرة الحركة والاهتمام بالمظهر وهو ما يتنافى مع الأعراض الطبية للاكتئاب.

وقال يوسف إسماعيل، أستاذ الصحة النفسية بجامعة قناة السويس: «إن جمال مبارك بدا متغطرسا وصلبا، وكانت نظراته للقاعة حادة، وكان عنيفا فى تعامله مع الميكرفون، أما علاء فبدا متوترا وقلقا وهو ما يظهر فى حركته المستمرة داخل القفص وحركة إصبعي الإبهام حول بعضهما.

وقال أطباء آخرون: «إن كل ما يتردد حول تراجع صحة مبارك الجسدية والنفسية أثبت تواجده في المحكمة خطأها جميعا».