قال الدكتور عمار على حسن، في كلمته خلال مؤتمر «مستقبل المجتمعات العربية.. المتغيرات والتحديات» بمكتبة الإسكندرية، اليوم، إن مشروع الدولة الوطنية الحديثة فشل.
وأرجع عمار على حسن فشل المشروع إلى فشل الأنظمة، على اختلافها، التي حكمت العالم العربي ولا تزال، بعد رحيل الاستعمار، وعدد العوامل أدت إلى انهيار مشروع الدولة الحديثة العربية: أولا فشل تام في تحقيق (الصهر الطوعي) للمجتمعات العربية متعددة الأعراق والديانات، من خلال انصهار يقوم على العدالة والمواطنة والديمقراطية.
وقال «النهب المنظم أفشل الدولة الوطنية الحديثة مثل الذي قام بها المجاهدون في الجزائر، والقبليون في الخليج العربي، والعسكريون في مصر وباقي دول المنطقة»
، مضيفا: «بجانب القيادات التاريخية، التي اعتقدت أن نضالها ضد الاستعمار يعني أن الثورة والشرعية والأرض ملكها».
وقال حسن إن مشروع الدولة الوطنية تعرّض لمشكلة أخرى وهي المشروع الأممية الدينية، التي ترغب في استعادة الخلافة، وأضاف أن «الداء كل الداء هو في غياب تداول السلطة، غياب التعددية الثقافية التي تعني وجود ثقافات فرعية معترف بها»، الذي يعني التفاعل الخلاق لا التناحر.
وأشار حسن إلى أن «وضع السجن في مصر أصبح أشد وطآة وأشد قسوة حتى من أيام مبارك»، وتساءل عمار هل الدولة الوطنية، التي قامت من أجلها ثورات الربيع العربي تتقدم إلى الأمام أم هناك من يجرها للخلف؟،
لافتا إلى أنه مطمئن من المستقبل لأن من يحكمون بعد الربيع العربي «يعاندون التاريخ».