الإسلاميون ينقسمون حول تحالف الليبراليين واليساريين ضدهم

انقسمت التيارات والأحزاب الإسلامية حول سعى العديد من القوى الليبرالية واليسارية إلى إنشاء تحالف بينهم لمواجهة الإسلاميين بعد ظهورهم بقوة خلال جمعة 29 يوليو الماضى، وقالت الجماعة الإسلامية والسلفيون إن هذه القوى غير مرغوب فيها ويريدون القفز على السلطة وأن التيار الإسلامى سيحقق أغلبية فى البرلمان المقبل وسنتحالف ضدهم.


فيما قال حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، إنه من حق أى قوى سياسية إنشاء تحالف، طالما لا يخالف القانون، ورحب الشيخ علاء أبوالعزايم، بهذا التحالف، وطالبه بإعداد جبهة مع التيارات الإسلامية المعتدلة لمواجهة المتطرفين من الإسلاميين.


وقال المهندس عاصم عبدالماجد، مدير المكتب الإعلامى للجماعة الإسلامية،: أشك أن القوى الليبرالية تستقوى بالخارج، من أجل مواجهة التيار الإسلامى، وهناك دلائل على ذلك يأتى فى مقدمتها اللقاء الذى حضرته أسماء محفوظ مع بعض الناشطين بمقر السفارة الأمريكية وبحضور هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية.


وأضاف لـ«المصرى اليوم»، أن إقامة مثل هذا التحالف يمثل المسمار الأخير فى نعش هذه القوى، غير المرغوب فيها، والتى لا تريد أن تنافس وإنما تريد أن تستولى وتتسلط، فليس عندها المانع من الاستعانة بأعداء الأمة من أجل كسب الانتخابات والحصول على أصوات فى انتخابات لن يحصلوا فيها على شىء وسوف تكون الأغلبية فيها للتيار الإسلامى.


ووصف تحركات هذه القوى بأنها تمثل نوعاً من الاستقطاب الذى بدأ بعد عملية الاستفتاء، ومر بإصرارهم على الاعتصام فى ميدان التحرير، وينتهى بمحاولة إنشاء هذا التحالف، فضلا عن محاولة تشكيل وزارة من التحرير، لا تضم سواهم.


ولفت إلى أن هؤلاء يريدون من خلال تحالفهم القفز على السلطة والوصول إليها بطريق غير شرعى، لمجرد أن الإسلاميين أبدوا رأيهم لمدة 5 أو 6 ساعات فى ميدان التحرير، وهذا إن دل، فإنما يدل على نيتهم محاولة اختطاف السلطة.


وأكد أن التيار الإسلامى حتما سوف يحقق أغلبية فى البرلمان المقبل وحتما سوف يخسر الليبراليون هذه الانتخابات، وهذا أمر يتضح لكل ذى عينين، ولذلك تسعى هذه القوى للملمة شملها وتفرقها ولن يفعلوا شيئا، لأنهم بذلك يواجهون الشعب المصرى، وليس مجرد التيار الإسلامى الذى يعتبر جزءاً أصيلاً من هذا الشعب.


وقال الدكتور محمد يسرى، المتحدث باسم حزب النور السلفى، إن الدعوة إلى التحالف ضد الإسلاميين كانت متوقعة من قبل مليونية الجمعة الماضية.


وأضاف لـ«المصرى اليوم» أن فصل الإسلاميين عن الحياة السياسية مرفوض، لأنهم جزء من الوطن، وتقسيم الحياة السياسية إلى تحالفات تنادى بالدولة المدنية، وأخرى تنادى بالإسلامية، يضر بمصلحة البلد، ويسمح بظهور فلول النظام السابق فى الحياة السياسية، مؤكداً أن الإسلاميين إذا كانوا يستعرضون قوتهم بعد مليونية الجمعة الماضية لتعاملوا باستعلاء وكونوا تحالفاً ضدهم.


وقال عادل عفيفى، رئيس حزب الأصالة السلفى: «نحن الذين سنتحالف ضدهم ونقاطعهم، لأننا أقوى، ومعنا أغلبية الشعب، ولا أعرف سبب لتصريحاتهم الإستفزازية ضدنا، والتى ستزيدنا قوة».


وأضاف: «مليونية الجمعة الماضية أظهرت قوتنا وليس من مصلحة أى تيار سياسى أن يعادينا».


وقال خالد سعيد، المتحدث باسم الجبهة السلفية: «إن هذه التحالفات ستكون ضد من أنشأها ولن تؤثر علينا وعلى قوتنا».


فى المقابل، قال المهندس أشرف بدرالدين، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين: «من حق أى قوى أن تتحالف ضد أى قوى أخرى، والتحالف أمر مشروع طالما لا يخالف القانون».


وحول طلب بعض الأحزاب من حزب الوفد، استبعاد الأحزاب الإسلامية، من التحالف الديمقراطى، أوضح بدر الدين أن: «الخريطة السياسية ستظل بها قدر من السيولة حتى تتم الإنتخابات البرلمانية المقبلة ويعرف الحجم الحقيقى للقوى السياسية على الأرض، وأكد أن تحالفات مقبولة الآن من أى قوى سياسية سواء اتفقت أو اختلفت فى إطار المنظومة الديمقراطية، والمهم الابتعاد عن التخوين والإقصاء والاتهامات المتبادلة».


ودافع بدرالدين عن التيار السلفى، وأكد أنه تيار أصيل فى الحياة المصرية، ومرجعيته إسلامية، بغض النظر عن أنها تنتمى للمدرسة الوهابية، وهو تيار له حق فى ممارسة العمل السياسى، مشيرا إلى أن التيار اليسارى مرجعيته مركسية، والأحزاب الليبرالية مرجعيتها ليبرالية، جاءت من الغرب.


فيما تبنت الطرق الصوفية، موقفاً مختلفاً عن التيارات الإسلامية الأخرى، وطالب الشيخ محمد علاء أبوالعزايم ،مؤسس حزب التحرير المصرى، شيخ الطريقة العزمية، القوى الليبرالية واليسارية بتوصيل رسالتها إلى المواطن العادى أولا والتأكيد أن تحالفها ضد التيار المتطرف الذى يستعرض قوته لفرض أفكاره على نظام الحكم تحت غطاء الشريعة والدين.


وأشار إلى أن على القوى الليبرالية واليسارية إعداد جبهة مع التيارات الإسلامية المعتدلة، التى ترفض التطرف والمغالاة، ودعاهم إلى التعاون مع جبهة الإصلاح الصوفى.


وأوضح أن جبهة الإصلاح الصوفى لديها اتصالات سياسية لتشكيل تحالف وجبهة مع القوى السياسية والوطنية خوفاً من سيطرة المتطرفين.