اعتقالات سبتمبر التى لم تفرق بين أجنحة خصوم الرئيس السادات المختلفة، جمعت بين اثنين من ألد الأعداء داخل الزنازين، ووحدت اتهاماتهم رغم اختلاف الأيديولوجيا التوجهات، وهما الإسلاميون واليسار الشيوعى الذين كانوا عماد حركة الاعتقالات الأبرز فى تاريخ مصر الحديث.
طالت اعتقالات السادات 1536 شخصًا، حسب الرقم الرسمى المعلن، أو أضعاف ذلك كما يؤكد عدد من معاصرى المرحلة، على رأسهم الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل، أحد أبرز معتقلى سبتمبر 1981، ورغم أن الاعتقالات طالت مختلف ألوان الطيف السياسى فى مصر وقتها، إلا أنها استهدفت للمرة الأولى نقيضى معادلة قلما اجتمعا فى معسكر واحد، خاصة فى عهد السادات الذى كان أشهر من استخدم ثنائية الإسلاميين واليسار لتحقيق توازن سياسى يضمن هيمنته على السلطة، لتضم زنازين سجن طرة أقطاب التيارين المتضادين من الرجال، فيما اختص سجن القناطر بالنساء، فضلًا عن سجن أبى زعبل الذى خُصص لرجال الدين المسيحى من القساوسة والرهبان.
جاورت اعتقالات سبتمبر بين مرشد جماعة الإخوان المسلمين عمر التلمسانى والكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل، إلى جانب المفكر والمحامى اليسارى البارز أحمد نبيل الهلالى، وبين مجموعة من أبرز كوادر التيار الإسلامى لاحقًا مثل عبدالمنعم أبوالفتوح، ومحمد حبيب، وأحمد المحلاوى، وعبدالحميد كشك، ومحمد عبدالقدوس، وآخرين، ونقيضهم مثل أبوالعز الحريرى، وحمدين صباحى، وآخرين، فى سابقة تاريخية جمعت خصوما فرقتهم الأيديولوجيا وجمعتهم زنازين السادات.