دلائل جديدة على وجود محيط شاسع على سطح المريخ في الماضي

كتب: أ.ف.ب الثلاثاء 24-11-2009 16:41

أظهرت خريطة أكثر تفصيلاً لكوكب المريخ، وجود مجموعة من الوديان تقع حول خط الاستواء، وتؤكد سيطرة مناخ رطب في الماضي ترافق مع أمطار غزيرة، فضلاً عن وجود محيط شاسع في النصف الشمالي للكوكب، على ما كشفت أبحاث جديدة.
وأنجز باحثون أمريكيون هذه الخريطة بفضل برنامج معلوماتي جديد، وهي تشير إلى امتداد هذه المجموعة من الوديان على مسافة أكبر بمرتين مما تم تقديره في الخريطة السابقة وهي الوحيدة التي كانت أنجزت إلى الساعة.
ويشرح أستاذ الجغرافيا في جامعة «نورث إلينيوي» في الدراسة التي صدرت في العدد الأخير من «جورنال اوف دجيوفيزيكال ريسورتش»،  أن "كل الدلائل التي تم الحصول عليها من خلال تحليل سلسلة الوديان في الخريطة الجديدة أبرزت سيطرة مناخ خاص على الكوكب الأحمر في الماضي"، موضحاً أن هذه المجموعات من السواقي والأنهر تغذت من دون شك من هطول الأمطار، و"تفترض أيضا وجود محيط غطى الجزء الأكبر من النصف الشمالي للكوكب، وعلى الأرجح ثلث مساحة كوكب المريخ".
وتشبه سلسلة الوديان على سطح المريخ بعض الشيء تلك التي نجدها على سطح الأرض وهذا يدفع إلى الافتراض أن مناخ الكوكب الأحمر كان أكثر دفئا ورطوبة في الماضي، غير أنه ومنذ اكتشف مسبار «مارينر ناين» الأميركي سلسلة الوديان في عام 1971، لا يزال الخبراء يختلفون في تحديد أصولها، غير أن هناك من يعتبرها نتجت عن تآكل الأرض بفعل المياه لتؤكد هذه النظرية وجود مناخ رطب في السابق ترافق مع هطول للأمطار، في حين يعتبرها آخرون نتيجة لتسرب المياه من باطن الأرض.
غير أن الاختلاف الكبير في الكثافة بين سلسلة الأنهر على المريخ وتلك التي نجدها على كوكب الأرض، تقدم نظرية التآكل بفعل تسرب المياه من باطن الأرض على سواها في مسار البحث عن شرح لطريقة تكون هذه الوديان على سطح المريخ، على ما يقول هؤلاء الباحثون.
غير أن الخريطة الجديدة لا تبين اختلافاً كبيراً على مستوى كثافة سلسلة الوديان على سطح الكوكب الأحمر، وتظهر في بعض المناطق مجموعات من الوديان تقترب كثافتها من تلك الموجودة على الأرض، وفي وسع ذلك أن يفسر تكوين هذه الوديان على سطح المريخ، على ما يشير العلماء.