صحف الغرب: أول طغاة الربيع العربي في القفص.. ومحاكمته اختبار للقضاء المصري

كتب: بسنت زين الدين, فاطمة زيدان الأربعاء 03-08-2011 13:00

 

 

 

حظيت محاكمة المتهم حسني مبارك، رئيس الجمهورية السابق، ونجليه، علاء وجمال، ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي, و6 من كبار مساعديه، باهتمام غير عادي من قبل وسائل الإعلام الغربية، التي أتاحت لقرائها متابعة المحاكمة لحظة بلحظة.

واحتلت صورة الرئيس السابق خلف القضبان وهو ممدد على السرير الصفحات الرئيسية لجميع وسائل الإعلام الأجنبية.

وقال الصحفي البريطاني روبرت فيسك، مراسل صحيفة «إندبندنت» البريطانية والمتواجد في القاهرة حاليا، إن الشعب المصري انتظر محاكمة «أول طغاة الربيع العربي».

وتوقع فيسك وجود الكثير من الجدل داخل أروقة المجلس العسكري حول المحاكمة، موضحا أن بعضهم «يفضل بالفعل العفو عن مبارك من خلال تأجيل القضية برمتها إلى أن يتوفى».

فيما قالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية إن المحاكمة التي طال انتظارها منذ الإطاحة بمبارك «أخيرا تم انعقادها أمام أعين الجميع، ووسط شكوك حول انعقادها وما إذا كان المجلس العسكري الحاكم سوف يسمح لها بأن تحدث»، مضيفة أن مبارك بدا «واهيا» إلا أنه كان قادرا على متابعة إجرءات محاكمته.

وأشارت الصحيفة إلى أن المصريين الذين «يلتصقون» بشاشة التليفزيون في شهر رمضان، سيكونون قادرين على متابعة «أعلى دراما في الوجود وهي محاكمة مبارك»، التي كانت من المستحيل توقعها العام الماضي، موضحة أن الإجراءات الأمنية كانت «مشددة جدا» حول المحكمة.

وقالت الصحيفة إن المجلس العسكري «لم يرد تلك المحاكمة، ولكنه استجاب لها بعد زيادة الضغط من الرأي العام»، قائلة إن البث التليفزيوني للمحاكمة يعتبر «محاولة من جانب الحكام العسكريين للإثبات أمام الجمهور بأنهم لا يحاولون حماية الرئيس السابق».

فيما أوضحت صحيفة «جارديان» البريطانية أنه «بعد 6 أشهر من الانتفاضة المصرية وانتهاء 30 عاما من الحكم الاستبدادي وإرسال أقوى موجة صادمة في جميع أنحاء المنطقة، وقف الرئيس السابق حسني مبارك في قفص الاتهام في بدلة بيضاء وراء قضبان قفص حديدي شُيّد خصيصا له».

واعتبرت الصحيفة أن مشهد محاكمة مبارك كان «لا يمكن تصوره على الإطلاق»، مضيفةً أن الجنرالات الحاكمين «يخشون أن تكشف محاكمته عن تورط كبار الضباط في الجيش».

ووصفت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية محاكمة مبارك بـ«التاريخية»، قائلة إن المحاكمة التي «لم يسبق لها مثيل» فرصة للمصريين للانتقام لعقود من الحكم القمعي الذي قام بتعذيب المعارضة، ونشر الفساد، وانتشار الفقر وخنق الحياة السياسية.

وأضافت الوكالة أن لحظة دخول مبارك قفص الاتهام كانت لحظة «لا تُصدق» بالنسبة لمعارضيه لأنهم شعروا بأن ثورتهم تتحقق وأن لحظة الانتقام الحقيقية تقترب منهم.

وأوضحت الوكالة أن المصريين ينتظرون بفارغ الصبر الفرصة للانتقام من مبارك منذ فترة طويلة، إلا أن بعضهم يشعر بالقلق من أن المجلس العسكري «يستخدم المحاكمة كدليل على إنجازه للإصلاح الديمقراطي».

وقالت الوكالة: «إنها المرة الأولى التي يتم فيها وضع زعيم حديث في الشرق الأوسط في قفص الاتهام من قبل شعبه، إلا أن المحاكمة بالنسبة للجيش هي فرصة لمحاولة تعزيز موقفه».

وأشارت الوكالة إلى أن محاكمة مبارك تلقى قبولا واسعا بين المصريين الغاضبين من تفشي الفساد وانتهاكات الشرطة واحتكار مبارك للسلطة السياسية، مضيفة أن معارضي النظام، سواء الإسلاميين أو النشطاء المؤيدين للديمقراطية، «يتوقون للانتقام بعد سنوات من القمع والتعذيب».

ومن جانبها، قالت «نيويورك تايمز» الأمريكية إن هذه لحظة تاريخية في التاريخ العربي الحديث، حيث إن «فرعون دخل قفص الاتهام»، مشيرة إلى أن مبارك هو أول رئيس مصري يحاكم في قفص الاتهام، مضيفة أن دخوله القفص «نقطة فارقة في تاريخ مصر، لاسيما أنه يشبه ذلك القفص الذي ظهر وراءه قاتل السادات قبل ثلاثين عاما».

وأضافت الصحيفة أن «الفرعون، خليفة السادات، وبطل الحرب السابق وزعيم أكبر قوة سياسية في الشرق الأوسط طيلة ثلاثة عقود، أطاحت بعرشه مظاهرات عارمة في يناير وفبراير الماضيين».

ولفتت الصحيفة إلى أنه على الرغم من انقسام الصفوف المصرية بشأن حضور مبارك إلى المحاكمة في أكاديمية الشرطة التي حملت يوما ما اسمه، كمحطة المترو التي تحولت إلى محطة الشهداء، إلا أن حضوره مثّل «لحظة حقيقية في مضمون الثورة»، تلك الثورة التي أثبتت أنها أيسر بكثير من توابعها ومحاولة بناء نظام جديد. ورأت الصحيفة أن مجرد محاكمة مبارك تعد لحظة تاريخية في تاريخ العالم العربي بأسره، فهي مشابهة إلى حد كبير لمحاكمة وإعدام صدام حسين، الذي أطاح بحكمه الاحتلال الأمريكي بحجة اتضح فيما بعد أنها «زائفة».

واعتبرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أن محاكمة مبارك «دلالة على مدى تغير المشهد السياسي بعد الثورة التي اجتاحت جوانبه قبل ستة أشهر»، وقالت إنها أزالت عن مبارك صفة الألوهية التي ارتبطت به طيلة ثلاثة عقود حكم خلالها البلاد. وأضافت الصحيفة أنها لحظة حاسمة بمثابة «هدية» لهم في رمضان، مشيرة إلى أن المحاكمة بمثابة «اختبار مهم» للنظام القضائي المصري.

وقالت «واشنطن تايمز» الأمريكية إن محاكمة مبارك أمام أعين العالم أجمع، فرصة لانتقام المصريين من مستبد حكم البلاد بقبضة من حديد طوال ثلاثين عاما. وتساءلت الصحيفة عما إذا كانت هذه المحاكمة ستحقق العدالة الغائبة، فبعض المصريين يخشون أن تستخدم السلطة العسكرية المحاكمة باعتبارها دليلا على التحول الديمقراطي وتحقيق الإصلاحات في البلاد، في الوقت الذي يرى فيه النشطاء أن البلاد في حاجة للمزيد من التغيير الحقيقي.

ورأت الصحيفة أن عقد المحاكمة في أكاديمية الشرطة يعد مفارقة، إذ كانت تسمى قبل الثورة «أكاديمية مبارك للشرطة»، حيث كان يحظى الرئيس السابق بكل الاحترام والتقدير في هذا المكان.