تكمن العبرة فى سيرة على ولد محمد فال فى أنه رجل عسكرى رأى ما أصاب موريتانيا من تخبط سياسى، وعدم استقرار ومحاولة استئثار كل طائفة بالسلطة، وما نجم عن ذلك من تناحر وتخوين سياسى متبادل، فقاد انقلاباً عسكرياً سلمياً فى مثل هذا اليوم الثالث من أغسطس 2005، أطاح بحكم معاوية ولد سيدى أحمد الطايع، وبعد استقرار الأمور سلم السلطة طواعية لرئيس مدنى بعد إجراء انتخابات فى عام 2007، و«فال» مولود فى 1952، وتلقى تعليمه الأولى قرب نواكشوط من 1960 إلى 1966، وحصل على الثانوية فى 1973، واختتم تعليمه الجامعى بالحصول على إجازة فى القانون من إحدى الجامعات المغربية فى منتصف السبعينيات، والتحق فى فترة مبكرة من حياته بالمؤسسة العسكرية (نهاية الستينيات)، وشارك فى حرب الصحراء، التى دارت رحاها فى السبعينيات بين الجيش الموريتانى وجبهة البوليساريو، كما سافر فى بعثة فى 1973 إلى الأكاديمية العسكرية بالمغرب، للحصول على تكوين فى المجال العسكرى، وبعد الإطاحة بالمختار ولد داداه، أول رئيس للبلاد فى نهاية السبعينيات، توطدت علاقة ولد محمد فال بعدد من الضباط الممسكين بزمام الأمور فى تلك الفترة، وظل يتقلب فى المناصب العسكرية بين 1979 و1985. فُعيّن فى 1979 قائداً لفرقة الثكنة العامة بأركان الجيش الموريتانى، واستمر فى هذا المنصب حتى 1981، ثم عُيّن قائدا للمنطقة العسكرية السابعة بمدينة روصو فى الجنوب من 1982 إلى 1983، وقائداً للمنطقة العسكرية السادسة قرب مدينة نواكشوط من 1983إلى 1985، وهو الموقع الذى خول له مشاركة نسبية فى الانقلاب، الذى قاده ولد الطايع على الرئيس الأسبق محمد خونا ولد هيدالة، وبعد قدوم ولد الطايع عين ولد محمد فال فى 1985 مديراً عاماً للأمن الوطنى، وهو المنصب الذى شغله عشرين سنة، وظل يحتفظ به رغم الهزات الأمنية الكثيرة، إلى أن قاد انقلابه هذا على معاوية ولد الطايع، وتولى رئاسة البلاد ليقوم بتسليمها بعد عامين من الانقلاب لأول رئيس مدنى منتخب هو سيدى محمد ولد الشيخ عبدالله فى 19 أبريل 2007، ليعتزل ولد محمد فال الحياة السياسية إلى أن عاد مجدداً ليعلن ترشحه للرئاسة، إثر اتفاق وقع بين الفرقاء الموريتانيين بداكار فى 4 يونيو 2009، وأكد أنه عائد لمواصلة إصلاحاته التى بدأها عام 2005.