عرف عن الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي تطرفه في الكثير من القضايا والتصرفات، مفارقا للسائد ومن بين ذلك دعوته لتأسيس دولة سماها «إسراطين» تجمع بين فلسطين وإسرائيل، كما كانت علاقاته بالغرب صدامية ووصل توتر العلاقات مع الغرب إلى قيام الطائرات الأمريكية بقصف مقره في ١٩٨٦.
وفى ١٩٨٨ اتهمت أمريكا وبريطانيا ليبيا بالضلوع في حادث لوكربى في ١٩٨٨ وفرضت أمريكا حصارا اقتصاديا عليها في ١٩٩٢ وتوصلت ليبيا إلى تسوية بتعويضات لأسرالضحايا وتسليم المتهمين، ومن القضايا التي وقعت في عهده قضية اختفاء الإمام موسى الصدر في ليبيا وقضية الممرضات البلغاريات والتى انتهت بالعفو عنهن مقابل تعويض، وفي ٢٣ سبتمبر٢٠٠٩، وبعد 40 عاما من حكمه تحدث أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة وعبر في كلمته عن عبثية هذه المنظمة وقام بتمزيق ميثاق الأمم المتحدة كما كان مولعا بالتقاليع اللافتة مثل استخدامه المنشة واستخدامه ملابس لافتة واتخاذه حارسات من النساء وتحركه بخيمته ووضعه شارات غريبة على ملابسه.
وبقي القذافي رئيسا لليبيا 42 عاما منذ استولى على السلطة بانقلابه على الملك السنوسى والإطاحة به فيما سماه لاحقا ثورة الفاتح من سبتمبر على إثر تشكل حركة الضباط الوحدويين الأحرار في الجيش الليبى بقيادته والتى سيطرت على مبنى الإذاعة في بنغازى وحاصرت القصر الملكى واستولت على السلطة «زي النهاردة» ١ سبتمبر ١٩٦٩، وسارع ولى العهد وممثل الملك بالتنازل عن الحكم حين كان الملك محمد إدريس السنوسى في رحلة علاجية بتركيا وأعلن عن إعلان دستورى وألغاه لاحقا لتظل البلاد بلا دستور طوال حكمه.
ولد القذافي في ٧ يونيو ١٩٤٢ في سرت بليبيا وحين استولى على السلطة شغل منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة ومنصب رئيس مجلس قيادة الثورة من ١٩٦٩ إلى ١٩٧٧، وفى بداية عهده حاول الدخول في أكثر من مشروع للوحدة العربية إلا أن محاولاته جميعها باءت بالفشل، فتحول إلى المشروع الإفريقى وسمى نفسه ملك ملوك أفريقيا وبنى نظاما غريبا لا هو جمهورى ولا هو ملكى، قال في سياقه إنه لا يحكم وإنما يقود رغم انفراده هو وأولاده بكل الصلاحيات، واعتمد القذافى نظرية سياسية في الحكم تقوم على سلطة الشعب عن طريق الديمقراطية المباشرة من خلال المؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية وهو ما أوضحه في الكتاب الأخضر.