تحلم الصين بكأس العالم، وحدث تطور كبير في اهتمامها بكرة القدم، ويمتلك مستثمرون صينيون أسهما كبيرة في أندية عالمية، وهم يريدون الآن الاستثمار في الدوري الألماني. لكن هناك عقبات تواجههم في ذلك، وقد يمكن التغلب عليها.
تشهد كرة القدم الصينية منذ سنوات طفرة كبيرة من حيث الانتشار والاهتمام. وقد وضع القائمون على أمر الكرة الصينية خطة على ثلاثة مستويات لتطوير كرة القدم في بلادهم، تعتمد على الآمال التي عبر عنها الرئيس الصيني شي جينبينغ.
وقال الملياردير الصيني الشهير وانغ جيانلين، أحد أكبر أغنياء الصين ورئيس مجلس إدارة «مجموعة واندا»، التي تنشط في مجالات العقار والثقافة والسياحة والرياضة «لقد قال رئيسنا إن لديه ثلاثة أحلام هي: أن تشارك الصين في كأس العالم وأن تنظم للمونديال، وربما أيضا أن تصبح بطلة للعالم في وقت ما».
وتنفيذا لتلك الآمال بدأت الصين منذ فترة السير في بعدة خطوات من بينها إغواء كبار النجوم العالميين للعب في الدوري الصيني، وتنظيم بطولات استعراضية مصغرة للأندية الأوروبية الكبرى في الصين، كما بدأ مستثمرون صينيون في طرق أبواب الأندية الغربية عارضين خدماتهم المالية.
واشترت مجموعة «واندا» مؤسسة «انفرونت» القانونية وعددا من الشركات الرياضية من أجل كسب مكانة تمكنها من التأثير على الأحداث الرياضية في العالم.
وتمتلك المجموعة حاليا 20 في المائة من أسهم نادي «أتلتيكو مدريد» الإسباني لكرة القدم، وفق ما نقلت إذاعة «دويتشلاند فونك» الألمانية، قاعدة 50+1 لمنع سيطرة المستثمرين.
وبحسب موقع «دويتشلاند فونك» نقلا عن مدير بأحد الأندية الألمانية فضل عدم ذكر اسمه، فإن مستثمرين صينيين قدموا في العامين الماضيين سبعة استفسارات بشأن الاستثمار في أندية الدوري الألماني (بوندزليجا).
وأكد مستشارون لدى مؤسسات مختلفة وجود هذا الاهتمام، لكن لا أحد يريد الحديث عنه بشكل علني خوفا من رد فعل الجماهير في ألمانيا، حسب دويتشلاند فونك.
القائمون على إدارة الدوري الألماني حريصون على عدم تحكم أي مستثمر في مقدرات فريق من فرق الدوري، سواء من داخل ألمانيا أو من خارجها.
ولذلك فهناك قاعدة «50 + 1»، التي تنص على أن تكون أغلبية أسهم النادي في ملك النادي نفسه، وبالتالي فلن يستطيع أي مستثمر أن يشتري النادي بأكمله. ولا توجد في البطولة الإنجليزية (برميير ليج) مثل هذه القاعدة، لذلك فهناك مستثمرون يملكون أندية إنجليزية من بينهم أيضا مستثمرون من دول الخليج. ويعتقد فريدي بوبيتش لاعب الكرة السابق ومدير الرياضة الحالي بنادي آينتراخت فرانكفورت إن قاعدة 50+1 «ستلغي بالتأكيد، عاجلا أم آجلا».
بينما يرى فيكتور وانغ المستشار المتخصص في الشأن الصيني لدى شركة الاستشارات الألمانية «رودل وشركاه» أنه حتى في ظل وجود تلك القاعدة، فإنها لا تمثل عائقا أمام المهتمين بالاستثمار في الأندية الألمانية.
ويؤكد وانغ أن رغبة المستثمر وقدرته على الاستثمار في سوق ما تتوقف بالدرجة الأولى على أهمية السوق نفسه، وما لديه من إمكانيات واعدة وزبائن وحجم تعامل يبشر بالمكاسب.
وعندما يكون لدى السوق تلك الصفات، فمن الطبيعي أن تمثل قاعدة 50+1 صعوبة في البداية لكن بعد ذلك يتم تجاوزها.
استثمار صيني وخبرات جيدة فولفغانغ هولتسهوير كان مديرا سابقا بالبوندسليغا ويعمل حاليا شريكا لإحدى شركات الاستشارة الإعلامية.
ويقول هولتسهوير إن تجربته الشخصية مع المستثمرين الصينيين في الرياضة أو في مجالات مرتبطة بالرياضة هي تجربة ليست سيئة. مؤكدا أن قاعدة 50+1 حتى لو تعرضت لتعديلات في المستقبل فإنها «تحمل في طياتها ما يكفي من وسائل التحكم بهدف تجنب وقوع خروقات».
أما فيكتور وانغ فيرى وجود إمكانية التعاون مع الصينيين في مجالات مثل التسويق الرياضي والوكالات الرياضية والمدارس الرياضية والكروية «ومن هنا فإني أرى أن كرة القدم بهفد الربح، تمثل سوقا كبيرا للمستثمرين الصينيين».
ويقول موقع دوتشلاند فونك إن أولى خطوات التعاون بين ناد ألماني في البوندسليغا ومستثمرين من الصين قد تمت بالفعل. فنادي هامبورج يتعاون مع نادي شانغهاي، وصيف بطل الدوري الصيني.