قال الرئيس عبدالفتاح السيسي إن العلاقات الصينية المصرية ليست وليدة اللحظة، لكنها علاقات وطيدة وممتدة؛ مضيفا أن مصر من أوائل الدول العربية والأفريقية التي اعترفت بالصين عام 1956، ومن ثم فإن هناك رصيدا كبيرا من التعاون التاريخي بين البلدين يمكن البناء عليه ويتيح فرصا واعدة لمزيد من التعاون والتنسيق بين البلدين.
وأشار السيسي، في مقابلة مع وكالة أنباء شينخوا الصينية، ، إلى أن الصين دولة لها ثقلها الاقتصادي والديموجرافي على الصعيد الدولي، فضلا عن نفوذها السياسي، كونها إحدى الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، كما لا يمكنني إغفال البعد الحضاري والثقافي الذي يجمع بين البلدين والشعبين المصري والصيني، اللذين يمثلان حضارتين عظيمتين من أقدم حضارات التاريخ الإنساني إن لم تكونا أقدمهما على الإطلاق.
وأضاف الرئيس أن العلاقات المصرية الصينية تكتسب يوما تلو الآخر مزيدا من القوة وتتوثق أكثر فأكثر، وتمتد لتشمل مختلف مناحي ومجالات التعاون على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والاجتماعية والثقافية، وحرص البلدان على تنظيم العديد من الفعاليات الثقافية المتبادلة خلال عام 2016؛ احتفالا بمرور 60 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية فيما بينهما.
وأوضح أنه زار الصين مرتين عامي 2014 و2015، فيما سيقوم بزيارة ثالثة خلال أيام للمشاركة في قمة العشرين، بينما زار الرئيس الصيني شي جين بينج مصر في يناير الماضي الذي صادف الذكرى السنوية الـ60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وأكد السيسي أن الدولتين تتبادلان الحرص على تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، ولقد شهدت زيارته للصين في 2014 إعلان تأسيس الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في مختلف المجالات، وهو الإعلان الذي تعتبره مصر بمثابة تتويج لعلاقاتها مع الصين، وتواصل حكومتا البلدين التشاور والتنسيق في مختلف المجالات من أجل دفع التعاون الثنائي قدما، أخذا في الاعتبار الإمكانات التكنولوجية والقدرات التمويلية للصين، وما توفره مصر من فرص واعدة للعمل والاستثمار.
وأبدى السيسي حرص مصر على استثمار العلاقات الوطيدة مع الصين من أجل إقامة تعاون ثلاثي لصالح الدول الأفريقية والعربية، والتعاون في إطار جنوب- جنوب، أخذا في الاعتبار توافر الخبرات الفنية والقدرات التمويلية لدى الصين، في الوقت الذي تتمتع فيه مصر بموقع استراتيجي متميز يعتبر بمثابة بوابة للصين إلى أفريقيا، أخذا في الاعتبار أن مصر ترحب بالاستثمارات الصينية التي يمكن تصدير منتجاتها إلى دول القارة الأفريقية التي ترتبط معها مصر باتفاقيات للتجارة الحرة.