أصدرت منظمة الصحة العالمية مجموعة جديدة من التوجيهات بشأت علاج ثلاث أمراض تُنقل عبر عدوى الاتصال الجنسي.
وقالت المنظمة في بيان صحفي –تلقت المصري اليوم نسخة منه- إن التهديدات المتزايدة بشأن مقاومة المضادات الحيوية دعتها لإصدار مجموعة من التوجيهات الجديدة لعلاج أمراض السيلان، الزُهري والكلاميديا.
وزادت مقاومة هذه الأمراض المنقولة جنسيًا لتأثير المضادات الحيوية في السنوات الأخيرة، ما جعل خيارات العلاج محدودة، وقد وُضع السيلان على رأس قائمة الأمراض المُقاومة للمضادات الحيوية، وبحسب البيان؛ اكتشف العلماء مجموعة من سلالات المرض المقاوم للمضادات الحيوية المتعددة –أى التى لا تستجيب لأى مضاد حيوي مُتاح- كما يقاوم مرضي الكلاميديا والزهري المضادات الحيوية، لكن بنسبة أقل شيوعًا.
وحثت منظمة الصحة العالمية الحكومات والمنظمات المعنية على تحديث المباديء التوجيهية لعلاج السيلان، وقالت إنه يجب على السلطات الصحية الوطنية تتبع انتشار العدوى المقاومة للمضادات الحيوية المختلفة، ويدعو المبدأ التوجيهي الجديد لتقديم المشورة الطبية ووصف المضادات الحيوية استناداً إلى أنماط المقاومة المحلية، وأوصت المنظمة بعدم وصف المضادات الحيوية التى تحتوى على مادة «الكينولون» بسبب مستويات مقاومة السيلان العالية لها، إذا لاحظت المنظمة أن سلالات المرض تُقاوم المضادات الحيوية التى تحتوى على تلك المادة، لذا؛ لا جدوى من وصفها للمرضى.
والسيلان هو أحد أكثر الأمراض المنقولة جنسيًا شيوعًا، ويمكن أن يسبب التهابات في الاعضاء التناسلية، المستقيم، والحنجرة، وقد ظهرت مقاومة الجراثيم الناقلة له للمضادات الحيوية، ما أدى إلى فقد المضادات الحيوية القديمة والرخيصة جدوها في علاج العدوى.
وتسبب بكتيريا منقولة جنسيًا كلاً من الكلاميديا والزهري، غير أنهما قابلين للشفاء بشكل عام بتناول جرعات من المضادات الحيوية، وتحث منظمة الصحة العالمية على وصف المضادات الحيوية بدقة، لكل حالة على حدا، للحد من مقاومة البكتيريا والجراثيم لها.
ويتسبب مرض الزهري في ظهور قُرح بالأعضاء التناسلية، الشرج، المستقيم، الشفاه والفم، وينتقل المرض من الأم إلى الطفل أثناء الحمل، وهذا غالبًا ما يؤدى إلى موت الجنين، وفي عام 2012، أد انتقال مرض الزهري إلى وفاة ما يُقدر بـ143 ألف جنين، و62 ألف من حديثي الولادة. فيما يُسبب مرض الكلاميديا شعورًا ببحرق عند التبول، ويُمكن أن يؤدى إلى تلف الجهاز التناسلي.
ويصاب كل عام 131 مليون شخص بمرض الكلاميديا،فيما يُصاب 78 مليون شخص بالسيلان، و5.6 مليون شخص بالزهري.
تُعرّف منظمة الصحة العالمية مقاومة مُضادات الميكروبات بكونها مقاومة كائن مجهرى ما لدواء مضاد له، وتقول المنظمة إن مصطلح مقاومة المضادات الحيوية يقتصر على عدوى الجراثيم المُقاومة للمضاد الحيوى، أما مقاومة الميكروبات بشكل عام فتشمل مقاومة كل الأدوية الخاصة بعلاج العدوى الناجمة عن الميكروبات.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن استعمال الأدوية المضادة للميكروبات بشكل عام، والمضادات الحيوية بشكل خاص، يُعجل من ظهور بعض سلالات البكتيريا والكائنات الدقيقة التي تُقاوم جميع الأدوية، مشيرة إلى أن طرق الوقاية تشمل التشجيع باستمرار على مكافحة تناول الأدوية دون وصفات طبية، وتوخى الحذر أثناء تناول المضادات الحيوية على وجه الخصوص.
مدير الصحة الإنجابية والبحوث بمنظمة الصحة العالمية «إيان بميل» يقول إن الكلاميديا والسيلان والزهري مشاكل صحية عامة رئيسية تؤثر في حياة الملايين، وتُسبب مجموعة من الأخطار، وقد تؤدي إلى الموت، مشيرًا إلى أن المباديء التوجيهية الجديدة ضرورية في علاج الأمراض المنقولة جنسيًا، عبر تناول الجرعة المناسبة من النوع المناسب من المضاد الحيوي وفي الوقت المناسب، مع حث المنظمات والحكومات على مراقبة أنماط المقاومة للمضادات الحيوية للعدوى المنقولة جنسية داخل بلدانهم.