المخرج الأردني حكيم حرب: مهرجان المسرح التجريبي بمصر كان نافذتنا على العالم (حوار)

كتب: محمد الكفراوي الأربعاء 31-08-2016 05:30

قال المخرج المسرحي حكيم حرب، رئيس اللجنة العليا لمهرجان الإبداع الطفولي بالأردن، إن المهرجانات الفنية والثقافية والمسرحية مهمة جدا في التفاعل والتثاقف بين دول الوطن العربي، مشيرا إلى أن مهرجانات كثيرة توقفت بسبب الظروف السياسية الصعبة التي مرت وتمر بها الدول العربية.

وأضاف حرب في حوار مع «المصري اليوم»، إن مهرجان الابداع الطفولي بعمان هو الأول من نوعه وهو نتاج تجربة طويلة ودمج لمهرجانين كانا يسعيان في السابق للارتقاء بفنون وأدب وإبداع الطفل خاصة في مجال المسرح، وتحدث عن تجربته في مختبر المسرح الجوال واهمية أن يصل الفن إلى الاماكن النائية والفقيرة ليزرع قيما عليا لدى الأطفال ويبعدهم عن العنف والتطرف.. وإلى نص الحوار.

ــــ بداية كيف جاءت فكرة مهرجان الإبداع الطفولي بعمان؟

- جاءت الفكرة بعد أن قمنا بتجارب سابقة، وكان لدينا مهرجانان، احدهما لمسرح الطفل والاخر لأغنية الطفل، ففكرنا في دمجهما وإطلاق هذا المهرجان على نطاق الوطن العربي، ليضم المسرح والأغنية والدب والفن التشكيلي من خلال مسابقات وورش عمل للأطفال، لأن المهرجانات من أهم الوسائل التي تؤدي للتفاعل وتلاقي الخبرات بين الدول المختلفة، وقد بدا المهرجان بمسيرة كرنفالية لنحو 200 متر، تحت شعار حماية الاطفال من العنف والتطرف وهو الشعار الذي يبناه المهرجان هذا العام، وتقام تحت ندوة فكرية تحت عنوان آليات حماية الأطفال من العنف المجتمعي، ويشارك فيها كتاب وفنانين من الأردن ولبنان ومصروفلسطين، وشارك في المسيرة جميع الوفود العربية المشاركة في المهرجان، من مصر وتونس والعراق وفلسطين ولبنان والمغرب وسوريا.

ــــ ماذا عن اختيار الاعمال المشاركة وجوائز المهرجان؟

- تضم لجنة تحكيم المهرجان عددا من كبار الكتاب والفنانين من الأردن والوطن العربي، وستمنح عدة جوائز للمسرحيات المشاركة، في مجال الإخراج والتمثيل والنص والسينوغرافيا بشكل عام، كما تمنح أيضا جوائز تتعلق بالغناء في مجال اللحن والتوزيع والكلمات والصوت وجوائز أيضا لأدب الأطفال فيما يتعلق بالقصة القصيرة والشعر والخاطرة وكتابة المسرحية، وسيتم توزيع الجوائز في حفل الختام بحضور الدكتور عادل الطويسي وزير الثقافة الذي افتتح المهرجان، وبحضور عدد كبير من الضيوف والفنانين العرب، من ضمنهم الفنان التونسي الكبير لطفي بوشناق، وفنانين من مصر وتونس والعراق وفلسطين والمغرب العربي ولبنان وسوريا.

ـــ وهل تعملون على إقامة هذا المهرجان بشكل دوري سنويا؟

- بالطبع ونأمل أن تكون الدورة القادمة في 2017 واطفالنا من المحيط إلى الخليج ينعمون بحالة من الطمأنينة والأمن والسلام بعيدا عن الفوضي التي تجتاح المنطقة وبعيدا عن الأذى والعنف، الذي يتعرض له الأطفال للأسف الشديد، والذين عادة ما يدفعون ثمن نزاعات لا ذنب لهم فيها، لهذا تشكل هذا المهرجان ورفع شعار حماية الاطفال من العنف والتطرف، إيمانا منا بأن هذا المهرجان هو حائط سدنا المنيع ضد أشكال التطرف والعنف، التي يذهب ضحيتها الأطفال، تقع على عاتقنا مسؤولية كبيرة كفنانين وكمثقفين، في حماية الأطفال من هذا الأذى، لأننا نؤمن بأن الاطفال هم المستقبل، وهو قادة الغد، فعندما نحمي الطفال فنحن نحمى مجتمع كامل وامة كاملة ونحمى المستقبل.

ــ كمسؤول عن مديرية ثقافة الطفل.. ما المؤسسات أو الجهات التي تعمل على تنمية مواهب الأطفال في الأردن؟

- هناك شكلين للمسألة، أحدهما من خلال أنشطة تدعمها وتشرف عليها وزارة الثقافة، وهنا أنشطة أخرى تقوم بها فرق خاصة ومراكز ثقافية، ومديرية ثقافة الطفل بوزارة الثقافة الأردنية منفتحة على كافة المؤسسات المعنية بتنمية مواهب الأطفال، وهناك شراكة حقيقية معها والدليل على ذلك ما يحدث في مهرجان الابداع الطفولي حيث تشكلت اللجنة العليا من عدد من منوبي وممثلي عدة هيئات ومؤسسات حكومية واهلية شاركت في المهرجان وساهمت في الاعداد له ودعمه، سواء كانت وزارة التربية والتعليم أو امانة عمان الكبرى، ومؤسسة الإذاعة والتليفزيون والمركز الوطني للثقافة والفنون، ونقابة الفنانين الاردنيين، وهناك أيضا عدد من المراكز المعنية بالطفولة والتي تشارك في المهرجان مثل مركز هيا الثقافي ومركز زها ومؤسسة عبدالحميد شومان وهي من المؤسسات الداعمة للمهرجان، وسبق لها ان دعمت عددا كبيرا من المشاريع الخاصة بالطفولة.

ــ كيف ترى المهرجانات المسرحية والفنية في الوطن العربي؟

- المهرجانات في غاية الأهمية، وأنا مع استمرارها وآمل ان تستقر الحالة السياسية في بلدان الوطن العربي وان تتوقف حالة الجمود أو تجميد عدة مهرجانات مثل مهرجان المسرح التجريبي في مصر، ومهرجان دمشق المسرحي ومهرجانات المسرح في تونس والمغرب العربي وغيرها من الدول، فهذه المهرجانات نقلت تجارب مهمة من خلال العروض وورش العمل التي تتم، من دولة إلى دولة واستفدنا جميعا منها، وقد ساهم مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في الارتقاء بالفن في الوطن العربي بسبب الكم الكبير من الاعمال المسرحية والمناقشات والورش التي قدمها على مدى سنوات طويلة، وكنا نحرص كل عام على التواجد في هذا المهرجان لنطل على التجارب المسرحية العالمية، وكنا نعتبر هذا المهرجان الذي توقف من 2011 حتى الآن، نافذتنا الحقيقية نحو العالمية، وفرحت جدا عندما عرفت أن هذا المهرجان سيعود هذا العام.

ـــ ما رأيك في مهرجانات المسرح والحالة المسرحية الحالية في الوطن العربي؟

- للأسف الشديد مهرجانات المسرح أطفئت مشاعلها، وتراجع المسرح ولم يعد في حالة التألق، واتمنى أن يعود للازدهار كما كان سابقا، ونأمل ان تحمل الايام القادمة المزيد من الأمن والاستقرار والسلام للوطن العربي، وإن كانت الحالة المسرحية في الأردن بخير، إلا أننا نامل أن ننظم مهرجانات نوعية تعرض أعمالها في العاصمة عمان وفي المحافظات، ويشارك فيها طلبة متخصصين أو خريجين الكليات الفنية مثل كلية الفنون بجامعة اليرموك وكلية الفنون بجامعة الاردن.