سارعت الولايات المتحدة لإقناع حلفائها المتناحرين: تركيا ووحدات حماية الشعب الكردية، بتركيز نيرانهم على تنظيم «داعش» بدلا من محاربة بعضهم بعضا، وذلك عقب اشتباكات تهدد بإحباط استراتيجية الحرب الأمريكية في سوريا.
وشنت تركيا، التي طالما اعتبرت المسلحين الأكراد أكبر تهديد لأمنها، حملة كبيرة في شمال سوريا الأسبوع الماضي، شملت مناطق تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة والتي تضم مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردية.
وقالت تركيا إن هجوما صاروخيا من منطقة تسيطر عليها الوحدات تسبب في مقتل أحد الجنود الأتراك، السبت.
وقالت أيضا إنها قتلت 25 مسلحا كرديا، الأحد.
وقال وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر، في مؤتمر صحفي بوزارة الدفاع، الإثنين: «ندعو الجانبين إلى ألا يتقاتلا وأن يواصلا التركيز على قتال تنظيم الدولة الإسلامية».
وقال بن رودس، نائب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، إن استمرار تركيا في استهداف قوات سوريا الديمقراطية التي تضم أيضا مقاتلين من العرب، من شأنه تقويض جهود تكوين «جبهة موحدة» ضد التنظيم.
لكن خبراء يقولون إن الهجوم التركي كشف مجددا عن الأهداف المختلفة بشكل كبير والمتضاربة عادة لحلفاء أمريكا في الصراع السوري الذي يشمل أطرافا كثيرة منها الدولة الإسلامية.
ويثير الهجوم تساؤلات أيضا حول ما إذا كانت تركيا ستحاول إحباط أي تقدم كبير جديد لقوات سوريا الديمقراطية، بعد أسابيع فقط من إشادة البنتاجون بانتصار تلك القوات على التنظيم في بلدة منبج على بعد نحو 30 كيلومترا جنوبي الحدود التركية.
وأشار «كارتر» إلى عدم حدوث أي تغيير في الاستراتيجية الأمريكية وأكد على أن قوات سوريا الديمقراطية وتركيا حليفان مهمان في سوريا.
ويأمل البنتاجون أن تتمكن القوات المدعومة من الولايات المتحدة في نهاية المطاف من استعادة مدينة الرقة السورية من أيدي «داعش».