التشوه أنواع

نيوتن السبت 27-08-2016 22:10

لو رأيت كفيفاً أو قابلت إنساناً أصم، أو أبكم، أو مصاباً بشلل الأطفال، نتعاطف معه. نسعى لمساندته قدر المستطاع. نشفق على أمثال هؤلاء. نعاملهم بكل الود. نقول «خِلقة ربنا». لأن ما أصابهم ابتلاء من عند الله. لا يد لهم فيه. هذا ما نسميه التشوه الخِلقِى- بكسر الخاء.

هناك نوع ثانٍ. إنه التشوه الخُلُقِى- بضم الخاء. نتخذ منه موقفاً مغايراً تماماً. يكون ابتلاء من نوع آخر. يصيب الكثير من الناس. النفس أمَّارة بالسوء. نحتقر من يُصاب به. نتجنب صحبته. نبتعد عنه قدر المستطاع. من أجل اتقاء ضرره. المصاب به يكون فحاشاً. لعاناً. كذاباً. منافقاً. كارهاً لنفسه ولمن حوله. لصاً. خائناً للأمانة. وقد تجتمع فى شخص واحد كل هذه الصفات السلبية.

المرضى بالنوع الثانى يكون توجهنا لهم عدائياً. يتجاهلهم الناس قدر الإمكان. يشعرون تجاههم بالكره والبغض. لما يسببه هذا النوع للبشر من حولهم من أذى. يخوضون فى الأعراض. يتطاولون على الجميع. بالسباب والشتائم. لا يسلم من أذيتهم أحد. لا غنى ولا فقير. لا قوى ولا ضعيف. إلا من رحم ربى. ينطبق عليهم القول: يخافون ولا يستحون عند ارتكاب أى حماقة، أو أى جُرم.

نراهم فى سائر طبقات المجتمع. لا تنفرد بهم طبقة واحدة. نراهم فى البرلمان. فى الشركات. فى الإعلام. لهم حضور كبير فى وسائله. لما يقدمونه من إثارة. نراهم فى المؤسسات المختلفة. فى القطاعين العام والخاص.

عن نفسى أرى أن النوعين يستحقان العطف. يستحقان الشفقة. بل إن أصحاب النوع الأول أوفر حظاً من أصحاب النوع الثانى. لأنهم يحصلون على مساعدة الناس من حولهم. أما المشوهون خُلُقِياً- بضم الخاء- فلا يجدون ذلك.

أنا لا أساوى بينهما. هناك فارق بكل تأكيد. لكن موقفى واحد. نظرتى واحدة. هذا فيه نقص جسمانى. ذاك فيه نقص فى النفس. نقص فى الخُلُق. لا يستطيع أن يبرأ منه. الأول يصاب وحده بإعاقته. أما الثانى فيصيب نفسه ومن حوله. كلاهما يستحق الشفقة.

لا أحد يهتم بأصحاب النوع الثانى. إلا من كانوا فى محيطهم: زوجة، أب، أم، ابن، أخ. هؤلاء يمكنهم تقديم النصيحة أو مد يد العون. غالباً لا ينجحون.