قِبلة صناعة الجلود: مدابغ «شوارة» بالمغرب
إذا كان لكل صناعة قِبلة, فقِبلة صناعة الجلود هي مدينة "فاس" بالمغرب. تأسست مدينة «فاس» منذ مايزيد قليلا عن 1200 سنة, وهي ثاني أكبر مدينة في المغرب. تشتهر بجامعة «القرويين» التي تم إنشاءها بعد المدينة ببضعة عشرات من السنين وتعتبر أقدم جامعة لازلت فاعلة في العالم. كما تشتهر فاس بصناعة الجلود وبها أقدم مدبغة للجلود في العالم بعمر يزيد عن 600 عام. ما أن تقترب من حي الدباغة الذي يقع بجوار جامع القرويين ستصل إلي أنفك الرائحة السيئة النفاذة للمواد التي تستخدم في تلك الصناعة اليدوية التي تواجه إنحدارا شديدا من ناحية عدد العمال الموجودون بها حتي وصلت إلي خمسة الأف "صنايعي" فقط من أصل 2 مليون يسكنون بمدينة فاس. منذ فترة من الزمن كان يطلق إسم «دار الذهب» علي الدور التي تعمل في الدباغة نظرا للمردود الإقتصادي المتميز لتلك الصناعة ولكن الآن للأسف مع قلة عدد العاملين وعدم الإهتمام بالصناعة اليدوية إنحدرت الأرباح. يصنع الدباغون المصنوعات الجلدية من جلود المواشي المختلفة مثل الأغنام والماعز والبقر, ويتميز الدباغ بالقوة الجسدية التي تؤهله لمثل هذا العمل المرهق. يبدأ الدباغ مشواره داخل المدبغة بجمع القمامة, ثم يترقي إلي قسم الجير, وبعد فترة من العمل بعيدا عن الجلود تتاح له فرصة التعامل المباشر مع الجلود عندما يسمح له بدخول أحواض المدبغة. علي الرغم من قلة الدخل في تلك المهنة لكن من يمتهنوها يعملون بها بكل حب لرمزية تحويل الجلود من شئ يدل علي الموت إلي أحذية أو حقائب وغيرها من المصنوعات الجلدية لتصبح شئ مبهج ملئ بالحياة.