الاحتفال على طريقة سيوة.. سياحة في حب الله والأهل
الموعد مع البدر، في رفقة الثلاث ليالي القمرية من شهر أكتوبر في كل عام، والمكان، واحة سيوة، والمناسبة، «عيد السياحة» أو «عيد الحصاد»، والسياحة هنا ليست بالمعنى المتداول, بل هي سياحة في حب وذكر الله، سياحة عبادة كما يسميها أهل الواحة، ولأن هذا العيد يأتي بعد موسم الحصاد مباشرة يسمي أيضا «عيد الحصاد». وفي هذا العيد يجتمع كل أهل سيوة لا فرق بينهم, وحتي النساء تخرج لتحتفل بهذا العيد. في النهار يجلس الجميع سويًا في إخاءٍ وتصافي، بعد إنهاء كل الخلافات، حيث يتضمن الاحتفال جلسات صلح بين المتخاصمين، حيث يتم تحضير الطعام بمشاركة الجميع، ويحكي البعض أنه يعد فرصة للرجال لرؤية النساء كوسيلة لاختيار رفيقة العمر، فالمجتمع السيوي محافظ جدًا ولا توجد فرصة للرجال لرؤية النساء قبل الزواج إلا في الأعياد. ومع أخر النهار يجلس الجميع ليتناولوا الطعام سويًا, ثم تبدأ «الحضرة»، وهي نوع من الطقوس الصوفية لأهل الواحة والتي يتم فيها ذكر الله بشكل جماعي، ويقيمون بها في الصحراء وتحت ضوء القمر. ويُحكى أن الاحتفال بـ«عيد السياحة» يرجع إلى ما يزيد عن قرن ونصف، حيث كانت هناك العديد من المعارك بين سكان الواحة من القبائل العربية ذات الأصول الأمازيغية والقبائل الشرقية ذات الأصول العربية، وانتهت هذه المعارك عندما نزل إلى سيوة العارف بالله الشيخ محمد حسن المدني الظافر ذو الأصول التركية، وأقام فيها، واستطاع أن يصلح بين الطرفين، ليصبح هذا الوقت من العام احتفالا سنويًا يتصافى ويتصالح فيه الجميع.