بيت علي النيل: يوم في حياة مركب صيد
هل تعلم أنه يوجد مئات من أسر الصيادين الفقراء الذين يسكنون في مراكب صيدهم الصغيرة بنهر النيل, هي مكان حياتهم وبياتهم وعملهم. ينامون علي سرير من أمواج النيل الحانية ويهتز نومهم كلما مر يخت أو مرت مركب بجانبهم, ويأتي عليهم المرض كزائر غير مرغوب فيه نظرا لمستوي معيشتهم المتواضع. يعتبر البعض أن الحياة علي مركب حياة بسيطة بعيدة عن ضوضاء ومتاعب الحياة اليومية, لكنهم ينظرون للصورة من خارجها, فلا يتخيلون أن تعيش حياتك كلها في مركب لا يتخطي طوله الأربع أمتار ولا يوجد له سقف يقي من أشعة الشمس أو غثاء المطر. في الماضي كانوا فقراء, مجرد فقراء, مشاكلهم كانت مشاكل الفقراء المعتادة ولكن مؤخرا ومع سوء حالة النيل ساءت حالة الصيد به, فتأثر مصدر رزقهم وغذائهم الأساسي فتحولوا من فقراء إلي فقراء جدا, لتزداد مشاكلهم. ولكن لأن الصيد يعلم الصبر, ولأن مهنتهم الأساسية هي الصيد يستطيعوا أن يعبروا هذه الحياة بدون أن يصل اليأس إلي قلوبهم. يعيش الصيادون ساكني المراكب سويا في مجتمعات مائية علي ضفاف النيل, ونظرا لظروف حياتهم الصعبة فدائما ما يتزوجون من داخل هذا المجتمع المائي كي يجد الرجل شريكة الحياة التي تستطيع تحمل تلك الحياة الشاقة, فشقة الزواج هي المركب الخشبي وتصريح الصيد هو مصدر الرزق.